الأحد: 22/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

قريع:بناء حي استيطاني هو بمثابة رصاصة الرحمة على رأس العملية السلمية

نشر بتاريخ: 02/02/2009 ( آخر تحديث: 04/02/2009 الساعة: 10:03 )
رام الله- معا- اعتبر أحمد قريع ( أبو علاء) رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الوضع الدائم، ومفوض التعبئة والتنظيم ، شروع اسرائيل ببناء حي استيطاني جديد في منطقة E1 شرقي القدس المحتلة بمثابة اطلاق رصاصة الرحمة وعن قرب على راس العملية السلمية، ونعي مبكر لكل تلك الجهود والمساعي الدبلوماسية المبذولة من اجل اعادة احيائها.

ووصف ابو علاء هذا التوسع الاستيطاني الجديد بأنه عدوان لا يقل وحشية عن العدوان الاسرائيلي ضد شعبنا في قطاع غزة، وان نتائجه التدميرية على الارض وعلى مآل حل الدولتين ، لا تقل وحشية عن مشاهد الدمار الواسعة في قطاع غزة المحاصر، وبالتالي فان هذا العدوان هو تتمة غير نهائية لكل الانتهاكات الفظة والمجازر المروعة المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني.

ذلك ان إنفاذ هذا المشروع الاستيطاني المبيت منذ زمن، وفي هذا الوقت الذي تبدأ فيه الادارة الامريكية الجديدة جهودها لهو رسالة إجهاض لهذه الجهود ورفض اسرائيلي بالافعال لا بالاقوال لجهود المبعوث الرئاسي السيناتور جورج ميتشل قبل ان يختتم جولته الاستطلاعية الاولى فضلا عن كونه تحد آخر إضافي تطرحه اسرائيل في وجه المجتمع الدولي بأسره.

وقد أكد رئيس الوفد االمفاوض إن من شأن بناء الحي الاستيطاني الجديد في المنطقة الواقعة شرقي القدس المحتلة استكمالا لمخطط مستوطنة معاليه أدوميم هو محاولة يائسة لفرض حقيقة استيطانية مكرسة لاستكمال خطة تطويق القدس، الى جانب انه مظهر من مظاهر الحل احادي الجانب، من المقدر له ان يؤدي الى فصل جنوب الضفة الغربية تماما عن شمالها، وبالتالي تقويض كل امكانية لاقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة و متواصلة جغرافيا، وذلك لصالح مشروع الكانتونات والمعازل السكانية المقطعة الأوصال في الضفة الغربية وإلهاء عن عملية إنهاء الاحتلال وفصل غزة عن الضفة الغربية.

وحذر أبو علاء من ان هذه الخطوة الاستيطانية هي اعتداء صارخ ضد حاضر الشعب الفلسطيني وضد تطلعاته المشروعة نحو الحرية والاستقلال وتقرير مصيره بنفسه، مما ينبغي معه تحرك جاد من قبل الولايات المتحدة واللجنة الرباعية الدولية للتحرك العاجل، وممارسة كل الضغوط الممكنة لوقف هذا التوسع المفضي الى اغلاق ما تبقى من القدس .

وجدد قريع تأكيده على أن بناء 3500 وحدة سكنية واستثمار مئات ملايين الدولارات في البنية التحتية لبناء الحي الجديد في القدس، هو استباق لنتائج المفاوضات، وخرق لكل الاتفاقيات والقوانين والتفاهمات، ومس صريح بالمباديء الدولية وشرعية الامم المتحدة وقرارات مجلس الامن الدولي، الأمر الذي ترفضه القيادة الفلسطينية بكل قوة، وتتعهد بالسعي لاحباطه، وتدعو الدول العربية والاسلامية الى الوقوف بجانبها لصد هذا العدوان الصارخ ضدنا جميعا، مع إعادة التأكيد على رفضنا القاطع على أي مساس بالقدس ومكانتها ورفضنا القاطع للاستيطان والكتل الاستيطانية بكل أشكالها.

ولفت أبو علاء في نهاية تصريحه الى ان الفلسطينيين الذين يتعرضون في هذه الآونة إلى عدوان غاشم متعدد الأوجه، يتخذ في الضفة الغربية وجهاً لا تقل بشاعته عما جرى ويجري في قطاع غزة، لن يستسلموا مهما طال الوقت أمام مشاريع الحل أحادي الجانب، ولن يقبلوا أي حل يقوم على فرض حقائق الاستيطان كأمر واقع، ولن يرتضوا عن القدس عاصمة بديلة لدولتهم المستقلة، جنباً إلى جنب مع مواصلة تمسكهم بكافة حقوقهم الوطنية المشروعة، وعزمهم على إستمرار النضال لتحقيق سلام عادل وشامل يؤدي الى إنسحاب الاحتلال وسحب المستوطنات والمستوطنين، وحل مشكلة اللاجئين على أساس قرار الأمم المتحدة رقم 194 ومبادىء مبادرة السلام العربية.