السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز القدس: الحفريات خطر يهدد عشرات العقارات في البلدة القديمة وسلوان

نشر بتاريخ: 02/02/2009 ( آخر تحديث: 02/02/2009 الساعة: 23:20 )
القدس- معا-قال تقرير أصدره مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أن عشرات العقارات في البلدة القديمة من القدس وبلدة سلوان إلى الجنوب منها مهددة بالانهيار بفعل الحفريات الإسرائيلية المتواصلة أسفل هذه العقارات وفي محيطها، وخاصة في الدائرة الواسعة المحطة بالمسجد الأقصى.

ووفقا لمعطيات دائرة البحث والتوثيق في المركز، فإن الانهيار الذي وقع أمس في مدرسة القدس الأساسية للبنات التابعة لوكالة الغوث في بلدة سلوان كان نتاجا طبيعيا لعملية حفر واسعة ومعقدة تتم في مساحة كبيرة من أراضي البلدة أسفل عقارات المواطنين في البلدة ، خاصة في منطقتي "عين حلوة" و"عين اللوزة"، حيث تتفرع هناك مجموعة من الأنفاق العميقة والواسعة تبدأ من عين "نبع سلوان" وتتجه شمالا باتجاه سور المسجد الأقصى الجنوبي.

واستنادا لهذه المعطيات ، فإن عشرات العقارات على امتداد مسار هذه الحفريات مهددة بالانهيار وبعضها أصابته التصدعات والتشققات ما يجعلها غير ملائمة للسكن، وقد تنهار ما لم تتوقف الحفريات الإسرائيلية في أسفلها ، وفي محبطها.

وأوضح التقرير أن الانهيار الذي حدث أسفل أحد الصفوف في مدرسة سلوان سببه تفريغ كميات كبيرة من الأتربة والصخور ، حيث قدر عمق الحفرة التي وقعت فيها الطالبات بنحو مترين ، وفي مناطق مجاورة يصل العمق إلى نحو ثلاثة أمتار ، وفق ما يؤكده مواطنو البلدة، علما أن مسار الحفريات يتجه مباشرة إلى سور المسجد الأقصى حيث لا يبعد موقع المدرسة سوى نحو مائة متر فقط ، ويتفرع منه مسار باتجاه المصلى المرواني، وقريبا منها اقتطعت مساحات إضافية من مقبرة باب الرحمة، حيث يقيم عناصر من الشرطة هناك بصورة دائمة.

ويشير التقرير أيضا إلى عشرات البؤر الاستيطانية المنتشرة في بلدة سلوان، حيث تجري فيها إضافات بناء واسعة سواء في باطن الأرض ، أو على سطحها، وترتبط جميعها بشبكة أرضية من الأنفاق، يتجه مسارها جميعا نحو البلدة القديمة ، وتحديدا إلى منطقتي حائط البراق .

أما فيما يتعلق بالحفريات الإسرائيلية في البلدة القديمة ، فيشير تقرير وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس إلى أن معظم هذه الحفريات تتم في محيط المسجد الأقصى وأسفله ، وقد زادت وتيرتها مع الشروع ببناء مجموعة من الكنس اليهودية سواء في "حارة الشرف" أو ما يطلق عليها "الحي اليهودي" ، أو في شارع الواد بالقرب من "سوق القطانين" حيث افتتح قبل عدة أشهر كنيس يهودي ضخم بواقع 4 طبقات فوق الأرض وطابقين تحت الأرض ، لازال العمل فيهما مستمرا.

وكما هو الحال في بلدة سلوان ، فهناك أكثر من 70 بؤرة استيطانية منتشرة في البلدة القديمة وتحيط جميعها بالمسجد الأقصى وقريبة منه، وترتبط ببعضها البعض بشبكة أخرى من الأنفاق تمر غالبيتها أسفل عشرات عقارات ومساكن المواطنين، حيث سجلت تصدعات وتشققات في العديد منها .
ويقول زياد الحموري مدير عام مركز القدس ، إن استمرار هذه الحفريات بالوتيرة العالية الحالية تهدد على نحو كبير أساسات المسجد الأقصى ، وأساسات عشرات العقارات المأهولة بمئات المواطنين، ما قد بنذر بكارثة كبيرة. وأضاف: "إن ما حدث في سلوان أمس حيث انهارت أرضية أحد الصفوف مؤشر واضح على ما قد يحدث مستقبلا للعقارات التي أصابها التصدع والتشقق.

وأشار الحموري إلى أن عددا كبيرة من المباني في البلدة القديمة بحاجة إلى ترميم وصيانة عاجلتين، لكن بلدية القدس تضع قيودا صارمة على منح تراخيص للقيام بأعمال الترميم هذه ، في حين تمنح الجمعيات الاستيطانية اليهودية تسهيلات واسعة للقيام بأعمال الترميم في البؤر الاستيطانية التي تم الاستيلاء عليها ، بل وتمنحها تراخيص بناء لإضافة أبنية على المباني القائمة.