يوم المعلم الفلسطيني وسياسة الترانسفير !!... بقلم: أ. غسان مصطفى الشامي
نشر بتاريخ: 17/12/2005 ( آخر تحديث: 17/12/2005 الساعة: 10:26 )
معا- في الرابع عشر ـ كانون الأول من كل عام تحتفل الأسرة التربوية الفلسطينية بإحياء يوم المعلم الفلسطيني، هذا المعلم صاحب الدور العظيم في تربية الجيل الفلسطيني وتنشئته على حمل الرسالة التحررية السامية التي تهدف إلى تحرير فلسطين من دنس المحتل الغاشم، وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
في هذا اليوم نقف إجلالا وإكبارا لبطولات المعلم الفلسطيني وتضحياته الغالية من اجل فلسطين، فطالما تحمل هذا المعلم المصاعب والمحن من اجل رسالته النضالية السامية .. في يوم المعلم الفلسطيني نتذكر شهداءنا الذين روت دماؤهم تراب فلسطين لكي نصل إلى بر الآمان والتحرير وبناء الدولة ... نتذكر في يوم المعلم الفلسطيني الشهيد الإمام الشيخ احمد ياسين والشهيد القائد أبو عمار رحمهما الله وكل شهداء فلسطين ... في هذا اليوم نتذكر ما تعرض له المعلم الفلسطيني من سياسات الإذلال والقهر وتدمير مؤسساته التعليمية من قبل احتلال همجي غاشم لا يعرف سوف الدمار والخراب ...
إن سياسة تدمير التعليم الفلسطيني التي انتهجها المحتل الإسرائيلي تهدف إلى تجهيل الشعب الفلسطيني والى ضياعه ، وبناء جيل جاهل لقضيته الأساسية " فلسطين "، وبناء جيل يعيش غريبا عن وطنه فلسطين فلا يعرف سوى " إسرائيل " و"تل أبيب " و" أشكلون" وغيرها من المسميات الإحتلالية لقرى والبلدات الفلسطينية.
يتزامن يوم المعلم الفلسطيني مع إعلان دولة الاحتلال الإسرائيلي تعليم تراث " الترانسفير " ـ ساسية طرد الفلسطينيين من مدنهم وقراهم ومضاربهم ـ لطلاب المدارس الإسرائيلية والعربية في الداخل ، فإن هذا الإعلان الذي أعلنته وزيرة المعارف الإسرائيلية ( ليمور ليفنات ) لهو اكبر دليل على عشق اليهود للقتل والتدمير والخراب ورفضهم لكل المعاهدات والسياسات ... فهاهي الدولة الإحتلالية تلقن طلابها سياسية طرد الفلسطينيين وقتلهم من قراهم ومدنهم ، هذه السياسة التي بدأتها "إسرائيل " منذ بداية 1948 حيث نجحت بتدمير أكثر من خمسمائة قرية فلسطينية وطرد سكانها إلى ما وراء الحدود كما هدمت " إسرائيل " بلدات فلسطينية كبيرة .
إن إدراج تعليم سياسة " الترانسفير" للطلاب الإسرائيليين تأكيد كبير على منهجية الدولة العبرية في تلقين أبنائها الصغار سياسة طرد العرب وقتل العرب ... فمناهج اليهود تدعو إلى اعتبار العرب " كلاب " ... وأن العرب هم شر في هذه الأرض يجب التخلص منه ...
وما تدعو وزيرة المعارف الإسرائيلية إلى تدريسه للطلاب اليهود هو تراث ( رحبعام زئيفي ) جنرال سياسة الترانسفير الذي اغتالته مجموعة من الجبهة الشعبية في السابع عشر من تشرين الأول 2001م ، هذا الجنرال الذي يدعو دوما في كل لقاءاته وخطاباته إلى طرد الفلسطينيين وقتلهم وذبحهم فتاريخه ملئي بالمجازر و سفك الدماء الفلسطينية ، كيف لا .. فقد شارك في حرب 1948 وفي عام 1968 قاد جنرال الحرب زئيفي معارك ضاربة ضد المقاومة الفلسطينية في الأردن ومناطق الأغوار ، وأسس زئيفي في عام 1988 حزب " موليدت " الذي تبنى إيديولوجية " الترانسفير " هذا هو صانع سياسة الترنفسير سيدرس تاريخه الدموي ومجازره بحق أبناء الشعب الفلسطيني مناهجا في المدارس الإسرائيلية والعربية في " إسرائيل " ، أما الشعارات التي ستدرس في هذا منهاج " الترانسفير " فهي تتمثل في شعارات زئيفي وهي " ارض إسرائيل الكبرى " ولا يجوز التنازل عن أي شبر فيها ، و" العمال الفلسطينيون في إسرائيل مثل القمل يجب التخلص منهم وهم ينتشرون مثل السرطان بين الإسرائيليين " .... هذه هي الخطوط العريضة للمنهاج الإسرائيلي الجديد الذي سيلقن الطلاب سياسية الترانسفير الإسرائيلية إلى جانب سياسات القتل والتدمير وشهية الموت ، وقتل الأطفال الفلسطينيين والتعطش للمجازر والدم ..
أ. غسان مصطفى الشامي