سعاد عبد ربه: رقم خيمتي 33 والاحتلال دمر بيتي وشرد عائلتي
نشر بتاريخ: 04/02/2009 ( آخر تحديث: 04/02/2009 الساعة: 19:19 )
غزة- معا- من أمام باب خيمتها ترصد الحاجة "أم سهل" سعاد عبد ربه كل من تقترب خطواته من منزلها المدمر، فقد اختارت الخيمة الأقرب في مخيم الكرامة لمنزلها بمنطقة عزبة عبد ربه التي طال الدمار عددا كبيرا من منازلها بينها منزل ام سهل.
المخيم الجديد للاجئين الجدد يحمل اسم "الكرامة" عدد من الخيام تجاوزت 54 أنشئت خصيصا لعائلات منطقة عزبة عبد ربه وهناك تقطن عشرات العائلات باستثناء النساء اللواتي اضطرت بعض المسنات منهن للمكوث بالقرب من منازلهن وبتن ليلتهن الماضية ولأول مرة بالعراء تحت الخيام لا غير.
عن ذلك تقول ام سهل: "نومة ولا أحلى ولكن إلى متى يعلم الله، أتمنى أن أعود لبيتي في اقرب وقت ممكن ولكن بحالته المدمرة وقد قلبه الاحتلال رأسا على عقب لا يمكنني ذلك".
منزلها الذي كان الأقرب للخيام في نهاية شارع عزبة عبد ربه بدا وكأنه علبة كبريت انقلبت من أعلى لأسفل او ما يشبه مكعبات الأطفال وقد خرج منه شاب يحمل بعض الطعام أعده في نصف غرفة تبقت على قيد الحياة، وقد ساهم الأقارب في إعداد سلم خارجي ليصعد الأهل لتلك الغرفة ويعدوا ما يريدون من طعام للمدمرة منازلهم.
في تلك الخيام بدا الطقس حاراً وكأن الصيف قد حل، حتى أن فرق الدفاع المدني بدأت برش المياه بين الخيام لتهدئ من الغبار الذي حوم على الانحاء وبدا الصغار يتلاعبون برذاذ المياه ويتراشقون لاهين بالمكان.
المخيمات الجديدة تحمل اسماء متنوعة ولكنها جميعا تدور حول نتائج الحرب وما رافقها وما سبقها كالكرامة والصمود والحرية وبعضها حمل اسماء لاهالي المنطقة التي سيقطنونها مثل مخيم السلاطين كناية عن منطقة السلاطين شمال القطاع وكذلك مخيم العطاطرة فيما تحمل مخيمات ثالثة اسماء الجهات التي تعدها لا سيما ان كانت مؤسسات خيرية محلية ليست كالاونروا والصليب الاحمر مثل مخيمات جمعية الاوفياء الخيرية وجمعية الفلاح الخيرية.
الشيخ صالح معروف الناطق باسم اهالي احد المخيمات شمال قطاع غزة قال ان المخيم الملاصق لمدرسة عمر بن الخطاب ببلدة بيت لاهيا انشئ ليضم قرابة 110 أسر أي ما يعادل 600 نسمة من المواطنين الذين دمرت منازلهم وانه مخيم بلا مرافق ولا خدمات عامة مشيراً الى أن الاطفال بالمخيم لم يتناولوا وجبة الافطار حتى وصلت "معا" الى هناك في تمام الحادية عشر قبل الظهر.
وقال: "هنا بعض النساء المرضعات والحوامل ولكن بالاغلب ان النساء يقدمن مع ساعات الصباح من بيوت اقربائهن ويغادرن قبل حلول الظلام".
لجان العمل الصحي قامت بوضع عيادة مستقرة بمنطقة عزبة عبد ربه ارتادها معظم الاهالي وهناك اجريت عمليات صغرى مجانا للمواطنين الذين ذاقوا وبال الحرب كما وزعت عليهم المادات الحيوية والادوية بلا مقابل مادي.
تجدر الاشارة الى ان الخيام هي مكان احصاء للعائلات المتضررة حيث تتجه جهات عدة ومؤسسات اغاثية لاحصاء المتضررين وتوزيع المساعدات الاغاثية عليهم.