البرغوثي: الوضع في قطاع غزة كارثي ويحتاج إلى تضافر الجهود
نشر بتاريخ: 05/02/2009 ( آخر تحديث: 05/02/2009 الساعة: 18:22 )
رام الله- معا- أكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان الوضع في قطاع غزة كارثي، يبين حجم الدمار والاجرام والقتل دون مبرر.
وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله بعد عودته من زيارته للقطاع ان شعبنا في غزة يتمتع بارادة صلبة ومعنويات قوية واصرار على الصمود والبقاء وشعور بالعزة والكرامة، رغم ما قامت به اسرائيل، مشيرا الى انه لم يسمع شكوى واحدة من المواطنين وان ما سمعه من كل مواطن هو المطالبة بالوحدة الوطنية.
واكد انه آن اوان انهاء الانقسام والعودة الى سبيل الوحدة الوطنية وانشاء قيادة وطنية موحدة، وان ما يعانيه اهلنا في غزة اهم من الفصائل والاحزاب والتنازع الحزبي، مشددا على ان هذه هي لحظة تاريخية في وقت شنت فيه اسرائيل عدوانها على غزة من اجل تدمير مستقبل القضية الفلسطينية وتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية ولكي تدمر معاقل الصمود والمقاومة في وجه مخططاتها في محاولة لفرض حل تصفوي للقضية الفلسطينية .
واشار البرغوثي الى ان الحرب على غزة كانت تدور على القدس قبل غزة وعلى حقوق اللاجئين قبل ان تدور على غزة وتدور على حقنا في دولة ذات سيادة بدون مستوطنات .
وقال النائب مصطفى البرغوثي انه لمن المؤذي والمعيب ان يجري تجاهل الآم الناس لاغراض تنافسية سياسية، مشيرا الى التنازع على سلطة وهمية تحت الاحتلال في غزة والضفة لم يعد له أي مبرر، مؤكدا انه آن الاوان لاعادة بناء منظمة التحرير على اساس ديمقراطي يضم الجميع ولا يستثني احدا لكي تكون موضعا لبناء قيادة وطنية موحدة وليس موضعا للانقسام والصراع والانقسام.
واستعرض البرغوثي بالصور والارقام حجم الجرائم الاسرائيلية في غزة، وبعض صور وحالات تدلل على الجرم الاسرائيلي كحالة المواطن اياد السموني (24)عاما من منطقة الزيتون الذي طلب منه جنود الاحتلال الخروج من منزله ثم اطلقوا النار على رجليه، وعندما حاولت زوجته مساعدته اطلقوا عليها النار وكذلك على جيرانه الذين حاولوا اسعافه، وعندما بدا بالزحف قام الجنود بتوثيق رجليه ويديه ومن ثم استخدموا رجليه هدفا للتصويب واطلاق النار عدة مرات على مرأى من زوجته وطفلتيه حتى لحظة استشهاده.
واكد ان كل ما رأه وسمعه سيتم توثيقه وسيجد طريقه الى لجنة تحقيق دولية يجب ان تشكل والى محاكم الحرب الدولية التي يجب عقدها لمحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين.
كما استعرض البرغوثي صورا حية عن الدمار الممنهج في غزة، خاصة احد مصانع الباطون في شمال شرق غزة الذي جرى تدميره بعيد اتصال هاتفي اجراه معه مدير مصنع نيشر الاسرائيلي للاسمنت قبل ستة اشهر والذي عرض عليه تدمير مصنعه مقابل تعويض كامل منه، وانه عندما رفض العرض هدده مدير نيشر بتدميره الى ان تم الامر خلال الحرب على غزة بعد ان اجبر صاحب المصنع وعائلته على مغادرة المنطقة ليعودوا اليها دون ان يجدوا اثرا للمصنع والمركبات الخاصة بهم، وان نفس القصة حدثت لمصانع ابو عيد الذي دمر الاحتلال له ثلاثة مصانع واثني عشر بيتا تعود لافراد عائلته واخرين.
واكد ان اسرائيل خرقت بعدوانها على غزة اتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي الانساني لاسيما المادة 33 من ميثاق جنيف بعد وضع مليون ونصف المليون مواطن تحت الخطر وسياسة العقاب الجماعي المنهجية عبر القصف الجوي والبري والبحري على مناطق مأهولة بالسكان وبعد حصار دام عامين.
وقال البرغوثي ان نائب امين عام الامم المتحدة ابلغه عندما التقاه في غزة بان اسرائيل لاتسمح بدخول حتى الزجاج الى غزة في وقت تعيش فيه الاسر في منازل محطمة النوافذ الى جانب منع مواد البناء من الدخول الى القطاع.
واضاف البرغوثي ان اسرائيل استخدمت اسلحة محرمة دوليا، مشيرا الى انه شاهد قطع وبقايا القنابل الفسفورية تنتشر في كل مكان في غزة والتي ادت الى حرق انسجة الجسم والوصول الى عظامهم الى جانب استخدام قنابل ورصاص مزودة بمادة ( dime) الكيماوية، وكذلك قنابل متفجرة من نوع (الدمدم)، واستهداف المنازل والمساجد والمؤسسات والمصانع والصحفيين ومرافق الاونروا والبنية التحتية.
وقال ان اسرائيل مارست تطهيرا عرقيا في شريط حدودي على طول قطاع غزة بعمق 500-1000 متر من خلال تدمير كل ما هو قائم من منازل او مصانع وان كل من يقترب من تلك المنطقة تطلق عليه النيران.
واشار البرغوثي ان من شروط التهدئة هو عدم دخول أي فلسطيني الى تلك المناطق بعمق 500 متر الى كيلومتر واحد، مما يعني انتزاع قسم كبير من القطاع واخذ تلك المنطقة موطئ قدم لجيش الاحتلال لشن عدوان جديد على القطاع.
وحذر البرغوثي من خطر حدوث فيضان في المجاري في شمال القطاع وبيت لاهيا بسبب عدم توفر مواد البناء، اضافة الى خطر الالغام، وعدم وجود اليات لازالة الركام، وكذلك عدم توفر مياه الشرب لنصف مليون مواطن.
واكد على مطلب تشكيل لجنة تحقيق دولية من قبل الامم المتحدة، وان يقدم مرتكبو الجرائم الاسرائيليون الى المحاكم الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية.
واختتم البرغوثي مؤتمره الصحفي بالتأكيد على ان الحرب لم تكن على حماس بل على الفلسطينيين، وان هذه الحرب لم تضعف ارادة الشعب الفلسطيني بل قوتها، وان الوضع الانساني في غزة على حافة الانهيار، وان اكثر من عشرين خرقا لوقف اطلاق النار تم من جانب اسرائيل.