الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

متطوعو "بيالارا" ينظمون معرض "غزة قومي من تحت الردم"

نشر بتاريخ: 05/02/2009 ( آخر تحديث: 05/02/2009 الساعة: 18:50 )
غزة- معا- أقام متطوعو الهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب "بيالارا"، وموظفوها في قطاع غزة، يوم أمس معرضا حمل عنوان "غزة قومي من تحت الردم"، على أنقاض ما تبقى من مسرح الهلال الأحمر الفلسطيني.

وقد تم تنظيم المعرض ليضم عدة زوايا؛ منها زاوية للصور الفوتوغرافية التي رافقتها قصص حية حول واقع الدمار والفقدان التي باتت السمة التي تتسم بها هذه البقعة المنكوبة بالاحتلال، وما خلفه العدوان الأخير على قطاع غزة. كما تم تخصيص زاوية لعرض الأدوات التي استحدثها الأهالي للتعايش مع ظروف الحرب، وأخرى لمخلفات الاحتلال من أسلحة وقذائف محرمة دوليا.

وقد عبّر الحضور من خلال الرسم على لوحة بيضاء، عما يجول بخاطرهم. وتم تخصيص زاوية لقراءة المقالات المختلفة التي كتبها شباب غزة عن تجربتهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، إضافة إلى زاوية روحانية، تضمنت أعمالا فنية شمعية، تخليدا لضحايا العدوان الغاشم، حيث قرأ الحضور الفاتحة، وأدوا الصلوات على أرواح شهداء العدوان.

وتخلل المعرض عروض مرئية وصوتية مختلفة، وخاصة تلك الأغاني التي تم إصدارها باللغتين العربية والإنجليزية، خلال فترة العدوان، للتعبير عن الغضب العارم من ممارسات الاحتلال، والإشادة بصمود المواطنين في قطاع غزة. وكذلك تم عرض مقاطع فيديو مختلفة، تحكي حكاية القطاع الصامد مع الاحتلال وعدوانه الهمجي.

يذكر بأن المعرض هو نتاج جهود شبابية، إذ قام متطوعو الهيئة وطاقمها بالإعداد له على امتداد الفترة التي أعقبت العدوان المباشر، كمبادرة منهم تهدف للتعبير عن مشاعرهم وانطباعاتهم بعد توقف العمليات الحربية الإسرائيلية على المواطنين العزل في القطاع، وإيصال رسائلهم إلى المجتمع المحلي والإعلام الوطني والعالمي.

وحضر المعرض مدير وحدة الكوارث في الشرق الأوسط، الدكتور خيري أبو فول، وأبدى الحضور من الشباب والوفود الأجنبية، والطواقم الطبية، إعجابهم بالمعرض، الذي شهد حضورا لافتا لوكالات الأنباء والطواقم الصحفية.

وقد أوضحت علا الجراح؛ إحدى زائرات المعرض، بأن فكرة المعرض رائعة جدا، وقالت: "أعجبتني الزاوية الروحانية بشكل خاص، وأكثر ما لفت انتباهي من المعرض بساطة تنظيمه، ودقته، بحيث تمكن القائمون عليه من على توجيه رسالتهم إلى العالم، ومفادها أننا أبناء شعب واحد، ولا يمكن للعدو أن يفرق بيننا؛ فهو يستهدفنا جميعا".

أما الشاب محمد الغزاوي، فقد أشار إلى أن المعرض يعبر بشكل كبير عن الحرب الهمجية التي أعلنتها إسرائيل على قطاع غزة. ويرى بأن الأعمال التي تم عرضها في مختلف الزوايا، على مستوى عال جدا من الإتقان، وقال: "لقد كانت رسالة القائمين على هذا المعرض أن الاحتلال يتبنى منهج إبادة لا يفرق فيه بين طفل أو حجر أو بشر، وأن الشباب هم أداة رائعة للتعبير عن قضيتنا". وشكر الغزاوي الهيئة على تنظيم هذا المعرض.

من جانبه أوضح أسامة دامو؛ أحد أعضاء الهيئة في غزة، أن هذا المعرض من أجمل ما أنتجته بيالارا في غزة، أقيم بأيد شبابية. وقال: "ما قام به الشباب من جهد ذلل المستحيل، في ظل كل المعطيات الصعبة التي تحاصر الشباب الفلسطيني المبدع من كافة النواحي، وفي ظل الظروف التي نعيشها، فإن هذا الإنجاز أكثر من رائع، وأداء الشباب القائمين عليه كأداء المحترفين في تنظيم المعارض".