تقرير اممي: استمرار العنف بين الفلسطينيين واسرائيل- حماس تصادر مساعدات
نشر بتاريخ: 06/02/2009 ( آخر تحديث: 07/02/2009 الساعة: 09:44 )
بيت لحم- معا- اصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تقريرا ميدانيا محدثا عن غزة من منسق الشؤون الإنسانية من تاريخ 3-5 شباط 2009- لغاية الساعة الخامسة مساء.
وقال التقرير :" استمرت أحداث العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين بالقطاع، الأمر الذي يهدد إعلان وقف إطلاق النار الذي أعلنته إسرائيل بشكل أحادي الجانب بتاريخ 18 كانون الثاني ولاحقا في نفس اليوم من قبل حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية. وفي صباح يوم الثالث من شباط، أطلق صاروخ غراد من قطاع غزة وهبط جنوب عسقلان مما سبب بعض الأضرار للممتلكات. ولاحقا في نفس اليوم، قصف سلاح الجو الإسرائيلي مبنى في بيت لاهيا وعدد من الأنفاق على طول الحدود بين غزة ومصر، ما أدى إلى إصابة فلسطينيين اثنين. وبتاريخ 4 شباط، أطلقت قذيفة هاون باتجاه جنوبي إسرائيل ولم تتحدث التقارير عن أية إصابات. بتاريخ 5 شباط، أصيب أحد النشطاء من حركة الجهاد الإسلامي خلال محاولته إطلاق قذيفة هاون باتجاه إسرائيل عندما انفجرت القذيفة في موقع الإطلاق".
واضاف التقرير ان عمليات تقييم وتحديد الاحتياجات ما زالت مستمرة. وتركز المنظمات حاليا على إعادة تأسيس الخدمات الأساسية، بما يتضمن المياه، الصحة، الغذاء، المساعدات النقدية، التعليم، والدعم النفسي. وقد بدأ العمل بإجراء إصلاحات على الملاجئ وشبكات المياه والصرف الصحي، والمرافق الصحية والبنى التحتية الأساسية الأخرى.
بتاريخ 3 شباط، قام أفراد من شرطة حماس بمصادرة ما يزيد عن 3,500 غطاء و406 سلات غذائية من مستودع تابع للأونروا في مخيم الشاطئ. وبتاريخ الرابع من شباط، ندد منسق الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة جون هولمز بمصادرة إمدادات المساعدات واعتبرها غير مقبولة وطالب إعادتها بشكل فوري.
حماية المدنيين
أرقام وزارة الصحة الفلسطينية حول الخسائر البشرية لغاية الخامس من شباط تشير إلى مقتل 1,440 فلسطيني، منهم 431 طفل و114 امرأة. وطبقا لوزارة الصحة الفلسطينية، فان ارتفاع عدد الخسائر البشرية يعزى إلى تأخر الناس في تسجيل حالات الوفاة من ضمن أفراد الأسرة بسبب النزاع. ولا يتضمن هذا الرقم الذين توفوا بسبب نقص الرعاية الصحية المنتظمة (بما يتضمن الرعاية الصحية للنساء والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة). واستقر رقم الجرحى عند 5,380 جريح، منهم 1,872 طفل و800 امرأة. وتقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمراقبة قضية المفقودين خلال النزاع.
وصلت الخسائر البشرية في صفوف الإسرائيليين إلى ثلاث وفيات، وإصابة 183 شخص آخر منذ 27 كانون الثاني بفعل الصواريخ وقذائف الهاون التي أطلقها المسلحون الفلسطينيون من قطاع غزة. وقتل 11 جنديا إسرائيليا وجرح 340 جنديا آخر.
الملاجئ
أشارت دراسة أولية أجراها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى تدمير كامل أو جزئي لما مجموعه 14,000 منزلا، و68 مبنى حكومي و31 منظمة غير حكومية خلال النزاع الأخير. ونتيجة لذلك، هناك حاجة لإزالة 600,000 طن من الركام.
لغاية الخامس من شباط، ما زال هناك ثلاثة ملاجئ تابعة للأونروا من خارج مباني المدارس مفتوحة في جباليا ومخيم الشاطئ ودير البلح توفر ملجأ إلى 388 نازحا. وهناك الآف من السكان الذي ما زالوا بدون مسكن إلا أن عدد الذين نزحوا داخليا غير معروف. واستمرت عمليات توزيع المواد غير الغذائية من قبل منظمات المساعدات إلى الملاجئ المتضررة والعائلات المضيفة. الاحتياجات ذات الأولوية إلى السكان تتضمن الأغطية، والفرشات، والأغطية البلاستيكية، وحقائب مستلزمات المطبخ وحقائب النظافة العامة، وخزانات المياه والملابس والخيام. مواد البناء تبقى ضمن الأولوية لإعادة بناء المنازل والمدارس والمستشفيات والعيادات.
تستمر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتسجيل أسماء الناس الذي تضررت منازلهم إما جزئيا أو كليا. لغاية الثالث من شباط، ساعدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ما يزيد عن 60,000 شخص، بما يتضمن أغطية بلاستيكية لتغطية النوافذ والجدران المهدمة، وأدوات الكهرباء، والفرشات، والأغطية ومواد النظافة.
الصحة
تم الانتهاء من عملية تقييم الاحتياجات الصحية الآنية والأضرار للمرافق الصحية ما بعد إعلان وقف إطلاق النار. من مجموع 122 مرفق صحي تم تقييمها من قبل منظمة الصحة الدولية، ما يقرب من 48% تضررت أو دمرت: حصلت أضرار جزئية لما مجموعه 15 مستشفى و41 مركز للرعاية الصحية الأساسية؛ تم تدمير مركزين للرعاية الصحية الأساسية، وتعرضت 29 سيارة إسعاف لأضرار جزئية أو كاملة.
طبقا لمنظمة الصحة الدولية، تقوم مختبرات الصحة العامة في غزة بجمع عينات عشوائية من شبكات المياه وآبار المياه ومحطات معالجة المياه العادمة بشكل يومي للفحص لضمان جودة المياه، خاصة في مناطق الشبكات المدمرة والمتضررة. وما زالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل مع مستشفيات وزارة الصحة لتحسين جودة المياه.
اعتمادا على البيانات الأولية من وحدة العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل في وزارة الصحة، النسبة الأكبر من الإصابات خلال النزاع (44%) كانت بسبب الشظايا. وتظهر وزارة الصحة في غزة أن 33% من الإصابات وقعت في شمالي غزة و38% من الإصابات في محافظة غزة. تقارير اللجنة الدولية للصليب الأحمر تشير إلى 70 عملية بتر أطراف أجريت في مستشفى الشفاء خلال ثلاثة أسابيع من الأعمال العدائية.
يوجد مستشفيان لإعادة التأهيل في غزة، بما فيه مستشفى الفتاة الذي ما زال لا يعمل. يوجد مستشفى ميداني أردني في الموقع للتعامل مع العبء المتراكم على مستشفى الفتاة. يركز تحديدا على الجراحة والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة لكن لا يوجد قدرة لتوفير خدمات إعادة التأهيل التي عادة توفير في مستشفى الفتاة. وحتى ما قبل 27 كانون الأول، كان هناك عدد كبير من الحالات المتراكمة التي تسعى للحصول على خدمات متخصصة، بما فيها خدمات إعادة التأهيل والجراحة.
طبقا لغرفة العمليات لوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية في رام الله، تم توفير أو الالتزام بتوفير ما نسبته 96% من الأدوية الأساسية والضرورية على المستوى المركزي فيما وفر ما يقرب من 81% من المستهلكات الأساسية أو في طور إيصالها.
المياه والصرف الصحي
أشارت مصلحة مياه البلديات الساحلية أن عشرة آبار مياه التي تضررت خلال الأعمال العدائية ما زالت لا تعمل، بالإضافة إلى أربع محطات للضخ (ثلاثة في غزة وواحدة في بيت حانون). وتم إصلاح الشبكات الرئيسية في كافة أنحاء القطاع إلا أن بعض الأنابيب الثانوية تحتاج إلى إصلاح. وفي بعض المناطق التي تعرضت إلى أقصى الضربات في شمال وشرق مدينة غزة، حصل تدمير كامل لبعض أجزاء الشبكة. لن تستطيع مصلحة مياه البلديات الساحلية استكمال أعمال الإصلاح بدون إدخال قطع الغيار إلى غزة التي ما زالت تشكل مشكلة.
طبقا لمصلحة مياه البلديات الساحلية، 50% من السكان في القطاع تحصل على المياه لمدة تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات مرة واحدة كل يومين، ونسبة 30% من السكان تحصل على المياه مرة واحدة كل ثلاثة أيام، و10% من السكان مرة واحدة كل خمسة أيام. وهناك 10% من السكان الذين لا يحصلون على المياه حيث يعتمدون على شاحنات المياه، خاصة في شرق جباليا، بيت لاهيا، جحر الديك، الزيتون والقرارة.
النتائج الأولية لدراسة مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين حول تقييم الاحتياجات تشير إلى أن سعر المياه التي تأتي عبر الشاحنات تصل إلى 30-40 شيكل لكل متر مكعب في العديد من المناطق في بيت لاهيا ومدينة غزة، ويعتبر هذا الرقم كبير ولا يمكن تحمله من قبل العديد من السكان في غزة.
الغذاء
ما زال السكان في غزة يواجهون مصاعب في الحصول على الغذاء بسبب نقص الغذاء في الأسواق ونقص السيولة النقدية. حاليا، نسبة 88% من السكان في القطاع مسجلين لتسلم مساعدات غذائية من برنامج الأغذية العالمي والأونروا.
الكهرباء
منذ الأول من شباط، تسلمت محطة غزة للطاقة 1,75 مليون لتر من الوقود الصناعي. ونتيجة لتزايد الإمدادات، تمكنت المحطة من تشغيل التوربين الثاني صباح يوم الثالث من شباط وتنتج حاليا 60-65 ميغاواط. شركة غزة لتوزيع الكهرباء تمكنت من تخفيض جدول قط الكهرباء: بمعدل ثمان ساعات في غزة وشمالي غزة ثلاث مرات في الأسبوع، ومعدل ست إلى ثمان ساعات إلى المنطقة الوسطى مرتين في الأسبوع. وما زالت عمليات قطع التيار الكهربائي غير المجدولة مستمرة.
تشير تقديرات شركة غزة لتوزيع الكهرباء إلى أن الضرر الذي أصاب شبكة الكهرباء بسبب الأعمال العدائية الأخيرة زاد عن 10 ملايين دولار أمريكي. حتى ما قبل النزاع، قطع الغيار كانت على وشك النفاذ بسبب 18 شهر من الحصار على غزة. بالرغم من نقص الإمدادات، تستمر شركة غزة لتوزيع الكهرباء بإصلاح جزئي للشبكة حيث أمكن. يجب إعادة تصحيح عمليات الإصلاح المؤقتة طبقا للمقاييس الفنية المناسبة حالما تتسلم الشركة المعدات اللازمة. الإصلاحات المؤقتة ستزيد من الفاقد الفني بنسبة 25% إلى 30%، مما سيقصر من حياة مكونات الشبكة الأمر الذي سيعرض أقسام الشبكة إلى الانهيار. لا يمكن للشركة أن تصلح الأجزاء إلى دمرت كليا وتحذر انه لن يتم توفير التيار إلى تلك المناطق إلا في حال توفير المواد الضرورية إلى غزة.
حرية العبور إلى قطاع غزة
ما زالت المنظمات غير الحكومية تعاني من المصاعب عند محاولة العبور إلى القطاع للقيام بأعمال إنسانية. وخلال اجتماع أخير المجموعة الفرعية لجمعية منظمات التنمية الدولية حول غزة، 75% من الحاضرين قالوا أن منظماتهم ما زالت تواجه مصاعب عند محاولتها الوصول إلى القطاع. يسمح بعبور الطواقم الإنسانية فقط عبر معبر ايريز بعد الحصول على الإذن من السلطات الإسرائيلية. فشلت العديد من المنظمات غير الحكومية في الحصول على رد من السلطات الإسرائيلية فيما يتعلق بطلباتهم في حين طلب من منظمات أخرى توفير معلومات إضافية تتعلق بمهامهم وتفويضهم المحدد. ومنعت منظمات أخرى من العبور. المشكلة الرئيسية في هذا الموضوع تتعلق بوضوح وثبات عملية تقديم الطلبات، كان يتم إعلام بعض أفراد الطواقم الإنسانية انه سمح لهم بالعبور ويفاجئوا بمنعهم من العبور عند وصولهم إلى ايريز. وفي حالات أخرى، كانت الطواقم تتسلم معلومات متضاربة من السلطات الإسرائيلية فيما يتعلق بالتعليمات الضروري توفرها من اجل السماح لهم بالعبور.
المعابر
قالت مصادر فلسطينية على معبر رفح أنه تم إغلاق المعبر مرة أخرى أمام الفلسطينيين ابتداء من يوم الخامس من شباط. وسيتم السماح فقط للمواطنين الأجانب الذين عبروا إلى غزة خلال الأسابيع الماضية إلى العودة إلى مصر. وسيتم السماح للحالات الطبية الفلسطينية بالعبور على أساس مؤقت كما كان الحال ما قبل 27 كانون الأول. ولن يتم السماح بحركة تنقل البضائع عبر المعبر باستثناء الحالات الطارئة. فقد أعيد فتح معبر رفح بتاريخ 31 كانون الأول 2008 كترتيب طارئ للمساعدة في إخلاء جرحى الحرب وتسهيل دخول اللوازم والطواقم الطبية.
بتاريخ 5 شباط، تم فتح معبر ايريز أمام المواطنين الأجانب مع تنسيق مسبق مع السلطات الإسرائيلية. أغلق معبر كارني باستثناء الناقل الآلي؛ فتح معبر كيريم شالوم؛ أغلقت معابر رفح، وناحال عوز وصوفا. بتاريخ 2-4 شباط، فتح معبر رفح للذين حصلوا على تنسيق مسبق/ فتح معبر ايريز بعد خضوع الحالات إلى التنسيق المسبق مع السلطات الإسرائيلية، وفتح معبر كيريم شالوم والناقل الآلي على معبر كارني وناحال عوز.
في الفترة 2-4 شباط، دخل عبر معبر كيريم شالوم 318 شاحنة، بما يتضمن 209 شاحنات للمنظمات الإنسانية. وتم نقل 270 شاحنة من القمح إلى غزة عبر الناقل الآلي، وعبر ما مجموعه 391,300 لتر من الديزل إلى الاونروا، و1,497,000 لتر من الوقود الصناعي و676 طن من غاز الطهي عبر معبر ناحال عوز. دخل عبر معبر رفح 11,5 شاحنة.
عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي تسمح السلطات الإسرائيلية بإدخالها إلى غزة ما زال غير كاف وتستمر معاناة المنظمات الإنسانية التي تواجه قيود جدية عند محاولتها الوصول إلى غزة. وقد أعاد التأكيد جون هولمز، منسق الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة، خلال إطلاق المناشدة العاجلة لغزة في جنيف بتاريخ 2 شباط لجمع 613 مليون دولار أمريكي كتمويل للمساعدات الإنسانية الطارئة واحتياجات المعافاة المبكرة لسكان غزة "يجب أن يكون هناك تدفق منتظم وثابت وكاف للبضائع الحيوية والضرورية ويجب تسهيل وعدم إعاقة حركة تنقل الطواقم الإنسانية في سبيل نجاح جهود الإغاثة. يجب السماح بإدخال مواد أساسية مثل مواد البناء، والأنابيب، والأسلاك الكهربائية والمحولات والمعدات الأساسية وقطع الغيار إلى الفلسطينيين في غزة للعيش وليس فقط للمكافحة من أجل البقاء؛ يجب أيضا السماح بإدخال البضائع التجارية".
التمويل
الاحتياجات ذات الأولوية
فتح المعابر: يجب فتح وتشغيل كافة المعابر إلى غزة ويجب زيادة عدد الشاحنات التي تدخل إلى غزة. هناك حاجة ماسة للمواد التالية:
* قطع غيار ووقود إلى محطة الطاقة، والمستشفيات ومرافق شبكات المياه والصرف الصحي.
* الاسمنت، الرمل، ومواد بناء أخرى لإعادة بناء المدارس والمستشفيات والعيادات والمنازل.
السماح بعبور لأغراض إنسانية إلى غزة: بعد العملية العسكرية الإسرائيلية، من الضروري السماح وعدم إعاقة المرور لأغراض إنسانية إلى غزة من قبل كافة الأطراف في النزاع. لقد واجهت المنظمات الإنسانية منع غير مسبوق إلى غزة منذ الخامس من تشرين الثاني. لا يوجد ضمانات لتسهيل المرور بدون إعاقة ويجب توفير ضمانات لحرية المرور بشكل يومي بدون قيود.
السيولة النقدية: لم تدخل إلى قطاع غزة سيولة نقدية (باستثناء بعض الأموال إلى الطواقم التابعة لبضعة منظمات دولية) حيث هناك حاجة ماسة لها من أجل تفعيل القطاع الخاص ومنع زيادة الاعتماد على المساعدات.