الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحديث ذو شجون **خارج السرب !بقلم :فايز نصار

نشر بتاريخ: 08/02/2009 ( آخر تحديث: 08/02/2009 الساعة: 22:48 )
الخليل - معا - عندما كانت آلة العدوان تفتك بقطاعنا الحبيب، كانت جامعة الدول العربية تستعد لعقد قمة العرب على ارض الكويت ، وفي لقطة لا تمت بصلة للخلق العربي الأصيل ، تنكر نفر من برلمانيي الكويت لكرامة الأمة التي كرمها الله ، وتطاولوا على الرئيس الفلسطيني المنتخب ، الذي كان يحمل في جعبته ملفات الدمار ، التي تعرض لها الأهل في غزة العز .

كان الكلام غير المسئول ، الذي تخطفته فضائيات الفتنة ، أشد وقعا على قلوب الفلسطينيين ، ولم يكن أقسى منه إلا ما كتبه صحفي كويتي ، ألح على التغريد خارج السرب ، عندما طالب رئيس وزراء دولة الاحتلال ايهود أولمرت ، بالفتك بغزة في مقال معروف تحت عنوان " بالكيماوي يا أولمرت " .

وقبل أيام قام وفد من الجنة الأولمبية المنتخبة ، يضم رئيس اللجنة اللواء جبريل الرجوب ، وأضاء اللجنة وليد أيوب وسبا جرار وداود متولي ، بزيارة إلى الكويت ، بدعوة من رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ، الشيخ احمد الفهد الأحمد ،لأن الكويت هي دولة المقر للمجلس الآسيوي ، والقوانين تفرض على دولة المقر استضافة كل أعضاء المجلس ، بعيدا عن الحساسيات غير الرياضية .

كان الوفد الفلسطيني يحمل ملفا حول الدمار ، الذي تعرضت له البنية الرياضية في غزة ، والذي طال مبنى الجنة ومقار الأندية والملاعب والمنشآت ، على اعتبار أن العدوان كما قال اللواء الرجوب : استهدف كل أبناء الشعب الفلسطيني في غزة ، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الدينية ، موضحا بان الخسائر البشرية شملت جميع أبناء القطاع ، وطالت لاعبين من بعض الأندية .

وبشهامة الكويتيين الأصايل وضع الشيخ أحمد الفهد كل إمكانيات المجلس الآسيوي في متناول اللجنة الأولمبية الفلسطينية ، في موقف حمل الرد الحازم على تصريحات المغردين خارج السرب ، ممن عادوا للنفخ في كير الفتنة ، معبرين عن ثقافة لا تنتمي للخلق العربي الأصيل ، ولا تنسجم مع تقاليد الأخوة العربية ، التي طالما مثلها الراحل الشيخ فهد الأحمد ، الذي تشرفت معسكرات الفدائيين بنضاله ، فكان الشيخ الثائر ، قبل أن يولد هذا النفر ، الذي تطاول على لجنتنا الأولمبية المنتخبة ، متناسين أن الرياضيين الفلسطينيين انتخبوا المجلس الحالي في عملية شهد القريب والبعيد على نزاهتها ... ولكن ما ذنب رياضتنا إذا كان النائمون على النمارق المصفوفة والزرابي المبثوثة ، لا يعلمون بان قائد سفينة الرياضة الفلسطينية خريج المعتقلات الإسرائيلية ، التي قضى فيها أكثر من سبع عشرة سنة .

الموقف الكويتي الرسمي ، عبر عن قيم أصيلة ، بطي صفحة المواقف العربية المرتبكة ، التي خلفها الغزو العراقي للكويت ، عندما خلط المغرضون بين تأييد الفلسطينيين للرئيس العراقي في حربه ضد إيران ، وضد إسرائيل ، دون تأييد احتلال الكويت ، لان الفلسطينيين ، الذين جربوا قسوة الاحتلال ، لا يقبلون أن يحتل بلد عربي، أيا كانت المسوغات .

الموقف الكويتي الرياضي كان حاسما ، لانه جاء منسجما مع الدعم الرياضي غير المحدود ، الذي طالما قدمه الشيخ الراحل فهد الأحمد ، والد رئيس المجلس الحالي ، الشيخ احمد الفهد ، فالمرحوم كان فلسطينيا في المواقف والدعم ، وكان فلسطينيا تشرف بحمل البندقية مع الفدائيين في الأردن ... فجاء الدعم الكويتي الجديد ، يحمل نيابة عن القارة الكبرى دعما غير محدود لأسرة الرياضة الفلسطينية ، في مواجهة العدوان ، في خطوة جديدة أعادت إلى الأذهان جهود المرحوم فهد الأحمد في طرد دولة الاحتلال من السلك الأولمبي الآسيوي في السبعينات .

الموقف الكويتي الجديد شكل امتدادا لمواقف الكويت الأصيلة ، منذ مطلع الستينات ، حين فتحت صدرها للفلسطينيين ، فكانوا الأمناء على شرف الضيافة ، ومن هناك وضعوا ملامح الثورة الفلسطينية ، لتصبح الكويت القاعدة الخلفية للفدائيين والإعلاميين والرياضيين ... وكافة المثقفين الفلسطينيين ، وجاء موقف الوفاء من سمو الشيخ أحمد في الصميم ، وحول كلمات العابرين إلى كلام عابر ، لأن القافلة الرياضية الفلسطينية ستواصل السير ، غير آبهة بأصوات المغردين خارج السرب .

التحية للرياضيين الكويتيين ، وهم يحتضنون الرياضة الفلسطينية ، كما فعلوا دائما ، والتحية لشيخ الرياضيين العرب ،احمد الفهد الأحمد ، وهو يضع إمكانيات المجلس الآسيوي برسم الرياضة الفلسطيني ... وستبقى الكويت حاضنة لشباب فلسطين ، وظئرا دافئا للرياضيين الفلسطينيين ، وسيواصل الرياضيون الفلسطينيون الحج إلى الكويت ، التي تتشرف باحتضان مقر المجلس الاولمبي الآسيوي .

والحديث ذو شجون