وزير الداخلية: المجتمع الاسرائيلي تنقصه ثقافة السلام
نشر بتاريخ: 11/02/2009 ( آخر تحديث: 11/02/2009 الساعة: 20:31 )
رام الله-معا- اكد وزير الداخلية الفريق الركن عبدالرزاق اليحيى انه من الخطا الفادح المراهنة على اليمين او اليسار في اسرائيل بسبب عدم الوضوح لدى الطرفين،وانتفاء العقائد السياسية الثابتة لدى الاحزاب السياسية الاسرائيلية كما هو عليه الحال في البلاد الاخرى وعلى وجه الخصوص اوروبا .
واضاف اليحيى خلال افتتاحه اعمال المجلس الاعلى للدفاع المدني في رام الله بحضور اللواء صقر مجاهد مدير الدفاع المدني، تعقيبا على نتائج الانتخابات الاسرائيلية ان المجتمع الاسرائيلي هو مجتمع تنقصه ثقافة السلام و تتجذر فيه ثقافة العداء والعنصرية اللتان لاتتواجدان في اي مجتمع اخر بالشكل الذي هما عليه في المجتمع الاسرائيلي.
واكد اليحيى ان الاحتلال الاسرائيلي الطويل للاراضي الفلسطينية مؤداه هو الهيمنة على مصير الشعب الفلسطيني ،الامر الذى طغى على المجتمع الاسرائيلي ،و بدلا من ان يتوحد على مفهوم السلام وعلاقات الجوار فانه توحد على مفاهيم العداء والحروب،وكانت النتيجة ازدياد مشاعر العنصرية واستفحال العنف داخل المجتمع من قبل عناصر من الاجيال الشابة ، فالمجتمع الاسرائيلي لايحكمه يمين او يسار بل تحكمة عقد مختلفة متناقضة تهيمن عليه وفي مقدمتها عقدة الخوف الذي تغذيه المؤسسات السياسية ضد العرب وضد الفلسطينيين على وجه الخصوص.
واكد وزير الداخلية ان مصيرنا المستقبلي يجب ان نحدده نحن وليس نتائج الانتخابات الاسرائيلية ،داعيا الى اعادة النظر في انفسنا وووضعنا وامكانياتنا الذاتية واستعادة وحدتنا الوطنية من خلال عقليات منفتحة ومفاهيم جديدة وواقعية والا نبقى رهينة لعقليات جامدة لا تريد فهم ما يجري في الساحة المحلية و الدولية .
وقال اليحيى ان بامكاننا فرض وجودنا وما نريد اذا فهمنا الامور بالشكل الصحيح وليس من منظار العاطفة السياسية وثقافة الفضائيات التحريضية وتخرصاتها، مع التركيز على اعادة صياغة وضعنا الداخلي صياغة جديدة كي لانبقى في حالة الضياع والتخبط.
وشدد اليحيى على انه لايهمنا من سيحكم اسرائيل بقدر ما يهمنا ما ذا علينا ان نفعل لمواجهة المرحلة بكل مكوناتها ومساوئها ومخاطرها.
واضاف وزير الداخلية ان انتقال السياسيين من حزب الى اخر لمصالحهم الشخصية يعني انه لاثبات في العقيدة الحزبية الاسرائيلية ،الامر الذي يجعل البيئة السياسية في اسرائيل متذبذبة وغير مستقرة.
واكد اليحيى ان تلك البيئة تؤثر علينا كفلسطينيين تاثيرا مباشرا وغير مباشر ،لاننا مضطرون للتعامل مع الحكومات الاسرائيلية ايا كان تكوينها السياسي .
وحول اجتماع المجلس الاعلى للدفاع المدني قال وزير الداخلية ان الاستراتيجية العامة للدفاع المدني هي نوع من المواءمة بين الموارد المتاحة في الدفاع المدني والنشاطات المطلوبة منه في المستقبل في اطار بيئة غير مستقرة .
واشار اليحيى الى ان الموارد محدودة لدعم الدفاع المدني كما انه لايمكن التنبؤ بالتطورات السياسية بعيدة المدى على غرار ما حدث في غزة او ما افضت اليه الانتخابات الاسرائيلية ،الامر الذي يستدعي منا اعادة النظر في مفاهيمنا وسياساتنا واستراتيجياتنا .
واضاف الوزير اليحيى ان الهيكليات المقدمة في الاستراتيجية العامة للدفاع المدني تبقى مؤقتة وليست دائمة نظرا لارتباطها وببيئة عمل متغيرة.
واكد اليحيى ان الاستراتيجية لاتكتمل الابتنفيذها ،نظرا لان التنفيذ جزء من الاستراتيجية ،وان للتنفيذ عناصره المتمثلة في الموارد البشرية والاستراتيجية والعمل في جميع مجالاته.
وقال اليحيى اننا في وزارة الداخلية اولينا الدفاع المدني اهمية خاصة من اجل اعادة تنظيم المؤسسة الامنية .
واشار اليحيى الى اننا عندما نضع عناصر جديدة للتغيير فانما نرنو الى التحديث الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالبيئة القائمة والواقع القائم وما نريده في المستقبل من اجل الوصول الى رؤية واقعية مرنة تنسجم مع الاوضاع القائمة ومع امكانية تغييرها حسب التطورات المستقبلية.
11/2/2009