محطات من دورينا***بقلم :صادق الخضور
نشر بتاريخ: 15/02/2009 ( آخر تحديث: 15/02/2009 الساعة: 18:56 )
بيت لحم - معا - شهر بقي تقريبا على إطلاق دوري المناطق، ومن خلال تتبع ما رافق دوري الممتازة والأولى من ملاحظات، فإننا نأمل تلافي الأخطاء التي سببت حالة من اللغط والتبرم لدى مسئولي الفرق، وللحقيقة؛ فإن هناك ما تم تسجيله من تحفظ إن لم يكن على صعيد الآلية فعلى صعيد توقيت آلية الحسم، فكما حدث في الممتازة حدث في الأولى من حيث تأخر الإعلان عن الآليات، وبناء عليه، فإن من الأهمية بمكان الإعلان وبوضوح- نقول وبوضوح- عن آلية الدوري وآلية الحسم قبل بدء الدوري حتى تكون الأندية على بينة من أمرها.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن الآلية يجب أن تتضمن صعود فريقين من المناطق للأولى (أ ) أسوة بما تم التعامل به مع صعود فريقين من الأولى للممتازة أ، وهذا يجب أن يكون واضحا منذ البداية، أما الأمر الثاني، فهو صعود ما لا يقل عن 6 فرق للأولى ب نظرا للعدد الكبير من الأندية.
عمليا؛ كل ما يجري لا يسهم في تقليص عدد الأندية بل يصب في خانة استحداث مسميات جديدة مع الإبقاء على العدد ذاته من الأندية.
آخر ملاحظة يجدر التنبه لها هو ضرورة عدم بناء آلية دوري المناطق على أساس مناطقي لأن في ذلك ظلما، وإذا لم يكن هناك بدّ من مراعاة المناطقية، فليتم توزيع الفرق على منطقتين الأولى القدس وأريحا وبيت لحم والخليل، والثانية رام الله، ونابلس، وطولكرم، وجنين، وسلفيت، وقلقيلية، وعلى مسئولي أندية المناطق أخذ العبرة من الأخطاء التي وقع فيها ممثلو الممتازة والأولى حيث بصموا على اعتماد الآليات ثم فطنوا متأخرين لتسجيل الاعتراضات.
أندية في ورطة
بعد انقضاء دوري الممتازة وجدت بعض الأندية نفسها في ورطة، فقد توسعت في المصروفات وتحملت التزامات ثم ما لبثت أن تنبهت لمدى ما يحيط بها من مسؤوليات وما زال عليها من استحقاقات، ومع توجه العديد من الأندية لإجراء انتخابات جديدة بات لزاما على الإدارات القادمة التنبه لضرورة الانطلاق من تخطيط سليم في أية برامج أو تعاقدات، وعلى الأندية جميعها عدم الانتظار لحين بدء الدوري القادم للعمل، إذا ما أرادت الأندية النجاح فعليها العمل منذ الآن لتلافي فترة البيات الكروي التي دخلت فيها بعض الأندية.
وعلى الاتحاد أن يعلن منذ الآن عما إذا كان الدوري القادم دوري احتراف، لأن هناك تبعات يجب أن تعيها الأندية منذ الآن، فعقود اللاعبين وتحريرهم، وغيرها من القضايا يجب أن تكون واضحة.
وحتى لا تكون الأندية في ورطة يجب أن تطور هامش التسويق، وأن توسع دائرة علاقاتها، وأن تبحث عن سبل الاستثمار، وأن لا تكون إداراتها مقتصرة على الكفاءات الرياضية.
لاعب موهوب، والقائمة تطول
دوري الدرجة الأولى أبان عن مواهب كروية واعدة، وهو لم يكشف عنها بل أعاد التذكير بها لأن الأسماء التي برزت كانت مبدعة في الأصل، وهناك لاعب استوقفني شخصيا، كنت أرى بصماته في فريق الثقافي الكرمي، ثم ما لبثت أن وقفت على إمكانياته في شباب دورا، واللاعب هو كمال أبو التوم، ذاك الغزال الأسمر، صاحب الطول الفارع، واللياقة العالية والمهارات الفنية، وما يميزه هو دوره كصانع ألعاب يجيد اللعب في عديد المراكز مما يؤهله للعب في فرق الصفوة.
كمال يستحق الإشادة وكذا عمر إبراهيم ونضال عاصي وتيسير عامر وشادي أبو حرب والقائمة تطول، والمطلوب أن تزداد مساحة حضور لاعبي الأولى في المنتخب، وأن تكون هناك حرية في انتقال اللاعبين بين الدرجتين الممتازة والأولى ليأخذ اللاعبون فرصهم مع توافر حرية الاختيار.
فرق تترك بصماتها
هذا القول ينسحب على فريق العروب الذي غير معالم التوقعات في دوري الأولى، فترك أثرا لا يزال ماثلا على مستوى المجموعة التي ضمته، فأحال بيت لقيا إلى وصيف منظر، وأتاح لبيت أمر التأهب للإقلاع، وأعاد للمدرب الجولاني بعض بريقه
وعلى العبيدية الذي أبدع في اقتناص النقاط، ومنح الإدارة الفنية للفريق حرية رسم السيناريو المؤهل للامتياز، فكان المدير الفني محددا بوصلة الاتجاه، مستفيدا من روح قتالية عالية للفريق، فنجح في أن يكون أميز المدربين في توظيف القدرات التي يتحلى بها اللاعبون، وأحسن قراءة المباريات.
ولا ننسى عقبة جبر، فالفريق عكس في الميدان إصرار الإدارة، وبادلها الالتزام، وهي التي تبنت سيناريوهات تتجاوز مجرد خوض غمار الأولى.
أما قلقيلية، فقد جسد فريقاها مستوى طيبا، لكن الأمور لا تأتي دائما على هوانا، ويبقى العزاء أن تواصل حالة الحراك كفيل بتجاوز أية إخفاقات في مناسبة قادمة.
وفي الجزء الآخر، لا ننسى الفرق التي فاجأت بتراجعها غير المبرر، وهنا نستذكر أنصار العاصمة، وسنجل، والفوار، وطارق بن زياد، وثقافي البيرة وقصرة.
على أية حال، ها هو دوري الأولى يحط الرحال، وقد حظي في آخر أيامه باهتمام كان يستحقه منذ انطلاقه.