سحويل:الحرب الإسرائيلية على القطاع تسببت باضطرابات نفسية شديدة للاطفال

رام الله-معا- كشف الدكتور محمود سحويل، مدير عام مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب، عن أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والتي استمرت نحو 23 يوما تسببت باضطرابات نفسية شديدة لدى نسبة كبيرة من الأطفال كونهم اجبروا على مشاهدة أعمال عنف مرعبة أو حتى إشراكهم فيها.

وأكد سحويل أن الكثير من هؤلاء الأطفال حرموا من الاحتياجات المادية والوجدانية لا سيما في الجوانب التي تعطي قيمة للحياة الاجتماعية والثقافية.

وفي هذا السياق، أشار الدكتور سحويل وهو أخصائي في الطب النفسي إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة فاقم بشكل عام المعاناة النفسية لسكان القطاع لا سيما اثر سقوط عدد كبير من الشهداء الأطفال وإصابة آخرين منهم.

جاء ذلك في دراسة حول الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على غزة ومستوى الآثار النفسية على الأطفال ، قدمها خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الذي عقد في أسبانيا تحت عنوان "المناطق المتضررة"، والذي خصص للحديث عن الأوضاع النفسية في المناطق التي تشهد منازعات وحروب.

واستمر المؤتمر الدولي لمدة أربعة أيام، وكان الدكتور سحويل متحدثاً رئيسياً فيه.

وأكد سحويل أن نسبة كبيرة من الأطفال باتوا يعانون من أعراض ما بعد الصدمة، موضحاً استجابات الأطفال تجاه العنف، وبين ردود فعلهم تجاه صدمات الحرب الحادة، مؤكداً أن النزاعات المسلحة المزمنة المصحوبة بحرمان سياسي واجتماعي واقتصادي يمكن أن يكون لها آثار بعيدة المدى على التطور النفسي للأطفال.

وشدد على أن ردود الفعل تختلف تجاه صدمات الحرب وفق عمر الطفل وجنسه وطبيعة الصدمة والخسائر سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، ووفقاً لتوفر خدمات مؤازرة الأسرة والمجتمع.

وأشار إلى أن الصفات العامة للصدمة هي الصفات نفسها التي تندرج تحت فئة الاضطراب الناشئ عن ضغط ما بعد الصدمة، موضحا أنها قد تنشأ من التعرض للصدمة مباشرة من خلال مشاهدتها أو السماع بها.

وعلى هامش المؤتمر، أجرى الدكتور سحويل عدة لقاءات مع رؤساء بلديات أسبانية، كما أجرى العديد من الحوارات أبرزها حوارا مع إذاعة أسبانيا الوطنية، وأخرى مع أشهر الصحف والمجلات في أسبانيا، وتمحور الحديث عن الوضع في فلسطين عامة، والوضع في قطاع غزة على وجه الخصوص في أعقاب الحرب الأخيرة، والآثار النفسية الناجمة عن هذه الحرب.

وقاد الدكتور سحويل حملة إعلامية لإظهار حجم المعاناة التي يكابدها الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما في قطاع غزة، جراء سياسة الإغلاق الذي يحرم السكان من الحصول على الغذاء والدواء والوقود والماء.