الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

إسرائيل تفكر بفتح شارع حيوي بالخليل والفلسطينيون يصفون الخطوةبالمتأخرة

نشر بتاريخ: 16/02/2009 ( آخر تحديث: 16/02/2009 الساعة: 21:41 )
بيت لحم- الخليل- معا- ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الاثنين أن الجيش الاسرائيلي يفكر بفتح شارع حي جابر الذي يصل ما بين مستوطنة كريات اربع والحرم الإبراهيمي في وجه الفلسطينيين بعد أن كان حكراً على المستوطنين منذ اغلاقة من قبل قوات الاحتلال قبل عشر سنوات.

ويعتبر الشارع الذي أطلق عليه المستوطنون "شارع تسيون" من أكثر الشوارع حيوية في مدينة الخليل خاصة في ظل إغلاق شارع الشهداء المجاور له أمام الفلسطينيين.

وذكرت الصحيفة أن وزير الجيش الاسرائيلي إيهود باراك اعطى تعليمات لقائد المنطقة الوسطى في الجيش، وكذلك قائد تجمع المستوطنات لاعداد الترتيبات لفتح هذا الشارع أمام حركة المواطنين الفلسطينيين، وسيتم اليوم اقرار هذه الترتيبات، مضيفة أن هذا الإجراء يأتي في أطار التوجه لدى باراك بتخفيف بعض القيود على الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث تم ازالة بعض الحواجز والتفكير في ازالة حواجز اخرى خلال الفترة القادمة.

المستوطنون اعتبروا أن هذا القرار يعرض حياتهم للخطر، مدعين أن هذا الطريق اغلق بسبب وقوع العديد من الهجمات عليهم من قبل الفلسطينيين واعتبروا أن باراك يلعب بحياة "السكان" ويحاول أن يضع عقبات امام الحكومة القادمة، وفي الوقت الذي يجب عليه أن يغادر الى بيته يتلاعب في أمن وحياة "السكان" ويعرضهم للخطر، حسب قولهم.

من جانبه اعتبر مدير عام لجنة اعمار الخليل الدكتور خالد فهد القواسمي، إعادة فتح شارعي الشهداء وحي جابر، بالخطوة المتأخرة من الجانب الاسرائيلي، قائلا: "كنا ننتظر هذه الخطوة منذ سنوات طويلة".

وأضاف القواسمي في حديث لـ "معا" عبر الهاتف، "نأمل بأن يقوم الاحتلال بفتح كافة المناطق المغلقة في قلب الخليل تمهيداً لاعادة الحياة الطبيعية لها، وإزالة كافة جرائم الحرب من البلدة القديمة، مؤكداً أن القادة الاسرائيليين من سياسيين وعسكريين سيعاقبون في يوم ما على هذه الجرائم التي حولت حياة الفلسطينيين الى جحيم.

مفيد الشرباتي أحد سكان شارع الشهداء، طالب باعادة الحريات التي سلبها الاحتلال لأهالي الخليل، ومنها حرية الحركة والتنقل، مشيراً الى أنه منذ العام 1994 يعاني صعوبات جمة في الوصول الى بيته المجاور للبؤرة الاستيطانية "الدبويا".

وكانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي، أغلقت شارع الشهداء عقب مجزرة الحرم الابراهيمي في شباط عام 1994، والتي راح ضحيتها 29 مصلياً، على يد المتطرف باروخ جولد شتاين.

وتوالت عمليات إغلاق شوارع البلدة القديمة منذ تلك الفترة بأوامر عسكرية، حتى باتت شوارع البلدة القديمة ممنوع على الفلسطينيين المرور فيها.

وتمهيداً لاعادة الحياة الطبيعية للبلدة القديمة، قامت الوكالة الامريكية للتنمية USAID باعادة تأهيل شارع الشهداء عام 1996 قُبيل التوقيع على اتفاقية الخليل بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية والتي بموجبها تم تقسيم المدينة الى قسسمين H1 يخضع للسيطرة الأمنية الفلسطينية و H2 يخضع للسيطرة الأمنية الاسرائيلية، وبناء على هذه الاتفاقية بات شارع الشهداء تحت السيطرة الاسرائيلية، وتم اغلاقه امام حركة عبور السيارات الفلسطينية ثم منع الفلسطينيين من استخدامه منذ العام 2000.

وفي ذات الإطار قال رئيس بلدية الخليل والمتواجد حالياً في مدينة ميلانو الايطالية، في اتصال هاتفي مع مراسل "معا" في الخليل: هناك حديث يدور حول بعض التسهيلات الاسرائيلية على الأرض، بدأت باعادة افتتاح طريق بني نعيم، ونأمل بأن نشاهد هذا التوجه على أرض الواقع".

وذكر العسيلي بوجود بند في اتفاقية الخليل، ينص على اعادة فتح شارع الشهداء للمواطنين ولحركة السير وبالاتجاهين، بالاضافة لتذكيره بوجود قرار من محكمة العدل العليا الاسرائيلية بإعادة فتح الشارع.

وأبدى العسيلي تفاؤلاً حذراً إزاء موضوع اعادة فتح الشارع، مستذكراً ترديد العديد من الأقاويل على لسان قادة اسرائيليين حول نيتهم اعادة فتح الشوارع المغلقة في قلب الخليل، والتي حولت حياة السكان فيها الى جحيم لا يطاق على مدار سنوات خلت، وترك لـ 400 مستوطن حرية الحركة في هذه الشوارع ومنع الفلسطينيين الاقتراب منها.