الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ليبرمان لسان الميزان: قراءة في سيناريوهات المشهد الاسرائيلي

نشر بتاريخ: 16/02/2009 ( آخر تحديث: 17/02/2009 الساعة: 14:17 )
بيت لحم - معا - فؤاد اللحام - ما ان وضعت المعركة الانتخابية الاسرائيلية اوزارها حتى بدات معركة اخرى اشد واقسى خاصة في ظل النتائج غير الحاسمة التي تمخضت عنها صناديق الاقتراع التي اعطت الاحزاب اليمينة الغلبة وكلمة الفصل فيما يتعلق بتشكيل الحكومة القادمة ما منحها هامشا واسعا جدا من المساومة والابتزاز السياسي .

وفي هذا السياق لم يتأخر حزب يسرائيل بيتنا برئاسة المتطرف افيغدور ليبرمان عن دخول جولات ابتزازية تمهيديه في محاولة منه للاستئثار بأكبر قطعة ممكنة من حلوى الحكومة القادمة فأخذ ينثر الوعود تارة والتهديدات تارة اخرى ويشترط تغليبه لكفة احد الحزبين الكبيرين الليكود وكاديما بما يعرض عليه من حصة تتوافق مع رغبته بتولي وزارات مهمة وحساسه تشكل ركنا اساسيا في دائرة اتخاذ القرار السياسي والعسكري ضمن منظومة الحكم الاسرائيلية .

وواصل ليبرمان في اطار الابتزاز الاستباقي وضع العراقيل امام رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو الساعي لتشكيل الحكومة عبر احباط جهود خصمه تسيفي ليفني من خلال تشكيل كتلة يمينة مانعة تحول دون تشكيل ائتلاف حكومي.

فطالب ليبرمان يوم امس " الاحد" بضرورة تولي حقيبة الدفاع او الخارجية دون ان يستبعد نهائيا امكانية تولية وزارة المالية في الحكومة القادمة.

وفي اطار ممارسة الضغوط على نتنياهو سيمتنع ليبرمان عن التوصية باي مرشح لتشكيل الحكومة خلال المشاروات النيابية التي سيجريها الخميس القادم الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس الامر الذي سيمنع زعيم الليكود من الادعاء اما الرئيس بدعم 65 عضو كنيست يمثلون كتلة اليمين والمتدينين ما يترك المجال واسعا امام ليبرمان لمواصلة ابتزازه السياسي للحزبين الكبيرين ويبقي خياراته مفتوحه ويعزز من فرص توليه وزارة الخارجية التي تشكل هدفه النهائي في هذه المرحلة ليستخدمها في تسويق نفسه دوليا واقليميا واسرائيليا استعدادا للمنافسه على رئاسة الحكومة في الانتخابات القادمة وذلك وفقا لمصادر عليمة في حزب يسرائيل بيتنا .

وضمن استشراف الخيارات الاخرى اكدت مصادر في حزب الليكود بان نتنياهو معني بالدرجة الاولى بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب كاديما الا انه لا ينوي التفاوض حول احتمالية المناوبة مع ليفني لرئاسة الوزراء حتى لو انتهى الامر بانتخابات جديدة ما قد يعيق او يحول من امكانية تحقيق هذا الخيار خاصة وان ليفني التي تدعي وبحق من ناحية عدد الاصوات والمقاعد التي حصل عليها حزبها احقيتها بتشكيل الحكومة ولهذا ترفض التنازل عن فكرة التناوب على رئاسة الحكومة مفضلة الجلوس على مقاعد المعارضة في حال لم يتحقق شرطها المذكور وفقا لمصادر كاديما والمطلعين على خفايا المواقف الحزبية .

وسيطرح زعيم الليكود خلال المفاوضات الحزبية على خصمه كاديما تولي حقيبتي الخارجية والامن او المالية والامن مع امكانية تعيين رئيسة الحزب تسيفي ليفني في منصب القائم باعمال رئيس الوزراء كحد اقصى للموافقة على المشاركة بحكومة وحدة وطنية .

والغائب الاكبر وفقا لما تنشره الصحف الاسرائيلية حتى الان عن ساحة المساومات الحزبية هو حزب العمل برئاسة اهود باراك الذي تلقى اكبر هزيمة في تاريخه الطويل وكذلك احزاب اليسار الاسرائيلي والاحزاب العربية التي لم يذكرها حتى اللحظة اي حزب من الاحزاب التي قد تشكل او تشارك في الائتلاف الحكومي ما جعل الساحة حصرا على قوى اليمين والمتدينين دون غيرها حتى الان وفيما يبدو سيبقى الحال على ما هو علية بخصوص القوى المذكورة حتى نهاية الفترة القانونية الاولى التي يمنحها الرئيس لتشكيل الحكومة على الاقل .