الجمعة: 18/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

خسارة باراك أثرت سلبياً على صفقة شاليط ورؤية ليفني تتسيد الموقف

نشر بتاريخ: 17/02/2009 ( آخر تحديث: 17/02/2009 الساعة: 15:01 )
بيت لحم- معا- تغيرت السياسة الاسرائيلية خلال الاسبوع الاخير فبعد أسبوع من الانتخابات، اصبحت جيوب ايهود باراك تقريبا فارغة والعمل داخل الكابينيت المصغر اختلف، واليوم اولمرت أكثر قرباً من مواقف تسيفي ليفني حيث بات واضحاً أن المواقف الاسرائيلية خلال الايام السابقة قد تغيرت فيما يخص عملية التبادل مع الجندي شاليط.

وكذلك فيما يتعلق بالتهدئة فإنه قبل ما يقارب العشرة أيام واثناء الزيارة التي قام بها عاموس جلعاد الى القاهرة كانت الامور تتجه نحو الوصول الى اتفاق لوقف اطلاق النار.

وتحدث الجانب المصري عن أيام للوصول الى هدنة طويلة ولكن الامور ما بعد الانتخابات تغيرت الامر الذي دفع الرئيس المصري حسني مبارك الى اتهام اسرائيل بوضع العقبات والتراجع عن مواقفها السابقة. واضاف الرئيس مبارك: "اسرائيل تقريباً وافقت على اتفاق الهدنة وهي الان تراجعت عن ذلك ونحن لا زلنا نضغط عليهم وفيما يخص جلعاد شاليط فانه أمر آخر وسيتم بعد التوقيع على الهدنة".

ما الذي تغير في اسرائيل لتتراجع عن التوقيع على الهدنة؟، حيث ذكرت صحيفة "هآرتس" ان الأمر لا يتعلق فقط بالموقف الأخير الذي ربط بين فتح المعابر واعادة جلعاد شاليط الذي اعلن عنه رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت وكذلك العديد من اعضاء الحكومة في الاجتماع الاخير الأحد الماضي بل تعدى ذلك حيث برز تباين كبير بين اعضاء الكابينيت المصغر والذي يضم (اولمرت وتسيفي ليفني وبراك)، وهذا ما أدى الى التغير الحاصل والتراجع في مواقف اسرائيل بخصوص الهدنة حيث بدى واضحا ان باراك الخاسر الاكبر من الانتخابات الاخيرة وهذا اثر على الدور الذي يقوم به داخل الكابينيت حيث تراجع تأثيره في القرار خاصة اذا أخذ بعين الاعتبار ان اولمرت بات اليوم اقرب في المواقف لتسفي ليفني منه لـ باراك.

واضافت الصحيفة: "أن باراك كان ما قبل الانتخابات يربط بين الهدنة وإعادة شاليط حيث المهم كان توقيع اتفاق وقف اطلاق النار الذي يسمح بهدنة طويلة الأمد والإتفاق على عملية تبادل مع جلعاد شاليط والتي كانت تعارضه تسيفي ليفني حيث كانت ترى انه لا يوجد أهمية للوصول الى اتفاق والتوقيع عليه ونستطيع الوصول الى التهدئه دون توقيع اتفاقات مع حماس ذلك انها تعتبر الهدنة الاولى كانت خطأ وهذا ما تتفق به مع بنيامين نتنياهو الذي حمّل الحكومة في فترة سابقة مسؤولية تعاظم قوة حماس العسكرية لتوقيع الهدنة".

وذكرت الصحيفة ان مواقف اولمرت الاخيرة والتي تقربت الى تسيفي ليفني دفعت باتجاه ان يكون موضوع جلعاد شاليط على سلم الاولويات واهم من التوقيع على الهدنة بحيث يجب انهاء ملف شاليط اولا ومن ثم الحديث عن المعابر او غير ذلك ويحاول اولمرت استغلال الوقت المتبقي له كرئيس للحكومة الاسرائيلية والذي سيستمر على الاقل لشهرين على ضوء التعقيد الذي فرزته الانتخابات في تشكيل الائتلاف الحكومي في الوصول الى عملية تبادل لاعادة شاليط.

واكدت الصحيفة ان الانتخابات الأخيرة اثّرت بشكل مباشر على اتخاذ القرار داخل الكابينيت حيث اصبح واضحا ان اولمرت وليفني يدفعون باتجاه الوصول الى هدنة على الحدود مع غزة دون التوقيع على اتفاق واصبح واضحا ان باراك تأثيره على القرار بدأ في الترجع ونفوذه تقلص بناء على التراجع الحاصل لحزب العمل في الانتخابات.

اما غدا الاربعاء سيجتمع الكابينيت لاتخاذ القرار اولا في موضوع جلعاد شاليط والذي يعتبر الان الاساس حيث تشير كافة الدلائل على الاقرار بالموافقة على قائمة "حماس" مع المحاولة لشطب بعض الاسماء او محاولة الإفراج عنهم خارج البلاد اما الى سوريا او ايران ذلك انه يوجد تخوف كبير لدى الامن الاسرائيلي من الافراج عن العديد من القيادات الواردة اسمائهم في قائمة "حماس" الى الضفة الغربية وبالذات بعض القيادات العسكرية لكتائب عز الدين القسام والذي يعتبر "اي الامن الاسرائيلي" انه وجه ضربة قوية لهذا الجهاز خلال السنوات الاخيرة ويتخوف من امكانية اعادة بناء نفسه على ضوء هذه الافراجات.

وذكر اولمرت بهذا الخصوص اننا يجب ان نستمر في الضغط لتحقيق ذلك وفي اسوء الظروف نقلهم الى غزة وهذا امر خاضع للصبر والقدرة على المفاوضات وتضيف بعض الجهات الامنية الاسرائيلية ان الحديث يدور عن اسرى موجودين في السجون الاسرائيلية منذ سنوات ولايوجد مانع لبقائهم اشهر اضافية.

الجانب الفلسطيني وعلى لسان موسى ابو مرزوق رفض التلميحات الاسرائيلية بنقل الاسرى خارج الوطن، واكد ان حركة حماس تصر على الافراج عن كامل القائمة التي قدمتها الحركة وبنفس الوقت الافراج عنهم الى بيوتهم.