الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مزارعو العوجا والاغوار يحولون مزارعهم الى مراع بسبب تدني الاسعار

نشر بتاريخ: 18/02/2009 ( آخر تحديث: 18/02/2009 الساعة: 17:30 )
اريحا- معا- منذ مطلع شهر آب من العام الماضي ومزارعو قرية العوجا شمال أريحا يضربون الأخماس بالأسداس، ويبتهلون إلى السماء كي يهبط عليهم حلا إلاهيا يخفف عنهم أثار محنتهم الناجمة عن انقطاع مجرى نبع عين العوجا، والذي كان من أغزر الينابيع في منطقة الأغوار ومصدرا مائيا حيويا يغذي أكثر من عشرة ألاف دونم من الأراضي الزراعية المروية , والتي تقلصت اليوم بسبب غياب مياه النبع ووصلت إلى بضع مئات .

إن استمرار مشكلة انقطاع مياه النبع تنذر بكارثة كبيرة لن يحمد عقباها بسبب ما ستخلفه من أثار اقتصاديه واجتماعية وبيئية، ولعل السبب في ذلك هو الضخ الجائر من قبل شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت) والتي دشنت في محيط النبع ثلاثة أبار وبأعماق كبيرة جدا لا يسمح الإسرائيليون للمزارعين الفلسطينيين بحفرها، الأمر الذي أدى إلى ندرة كميات المياه المخصصة للزراعة والتي اقتصرت على بضعة آبار ارتوازية لا تخدم سوى بين 200 إلى 300 دونم من اصل أكثر من عشرة ألاف دونم.

هذا الواقع المائي المرير كانت أولى ضحاياه مزارع الموز والتي اشتهرت بها قرية العوجا، فتحول المزارعون والعمال إلى جيش البطالة في القرية .

المزارع عبد الكريم النجوم علق على مأساة مزارعي العوجا بالقول" أنها كارثة ما بعدها كارثة فالجفاف طال كل شيء بعدما انقطعت المياه عن الجريان في القنوات والتي كانت سابقا مرتعا لقطعان الماشية والأغنام ومكانا لتجمع آلاف الطيور المقيمة والمهاجرة، وزد على ذلك اثر قنوات الري على المستوى البيئي في المنطقة".

كل ذلك افتقدته قرية العوجا والتي بأمس الحاجة للرعاية الخاصة والدعم الكبير من كافة الجهات وعلى رأسها الرئيس أبو مازن ورئيس مجلس الوزراء الدكتور سلام فياض من اجل تمكين مزارعو العوجا من الوقوف مجددا في أراضيهم وزراعتها، ما يترتب على ذلك صمود السكان في هذه المنطقة والمستهدفة لأغراض الاستيطان.

رئيس نقابة العاملين في القطاع الزراعي حسن شبيب قال:" إن غالبية اسر المزارعين في منطقة الأغوار أصبحت تحت خط الفقر بسبب حالة التردي الاقتصادي التي يمر بها المزارعون واللذين حولوا مزارعهم إلى مراعي طبيعية للمواشي والأغنام بسبب تدني أثمان المحاصيل الزراعية لا سيما في الفترة الواقعة بين منتصف تشرين الثاني ونهاية آذار والتي تعتبر فترة الذروة بالنسبة للأسعار، بحيث لم تتجاوز حتى هذه الأيام أسعار المحاصيل الزراعية الرئيسية (البندورة / الباذنجان / القرنبيط / الملفوف ) أكثر من خمسة إلى عشرة شواقل، وإذا ما قرنا مردود الفاتورة النصف شهرية لإيرادات المزارعين وخصمنا منها تكاليف الإنتاج وأجور العمال فان المردود المباشر إلى جيب المزارع هو صفر .

وأشار شبيب إلى أن مشكلة نقص مياه الري في منطقة الأغوار وتحديدا في العوجا تتطلب ضرورة البحث عن وسائل حقيقية لتوفير المياه وفي مقدمتها حفر الآبار الارتوازية وتأهيل القائم منها والبحث عن زراعات بديلة تتوافق مع المقدرات المائية في منطقة الأغوار، اما حول كيفية مواجهة انهيار الأسعار فهذا يتطلب البحث عن مجالات للتسويق منتوجاتنا الزراعية ووضع سياسات اقراضية للمزارعين تساعدهم في التغلب على مشاكلهم، وعلينا هنا الاستفادة من التجربة التنموية الأردنية في المجال الزراعي .