تقرير- حقيقة ما يجري بشأن تبادل الاسرى والتهدئة !!
نشر بتاريخ: 18/02/2009 ( آخر تحديث: 19/02/2009 الساعة: 08:10 )
بيت لحم - تقرير وكالة "معا"- التأم كابينيت اسرائيل الامني والسياسي اليوم الاربعاء للبحث في ملفي التهدئة وتبادل الاسرى، وقالت مصادر اسرائيلية ان بحث الملفين يجري منفصلا، وان لكل ملف قناة تفاوضية مختلفة.
ويتضح من قراءة في النقاشات الاسرائيلية ان ملف تبادل الاسرى اصبح جاهزا، الا ان اسرائيل ارادت في اخر لحظة قلب ظهر المجن والطلب ان تكون التهدئة ابدية وليس فقط لمدة سنة ونصف.
وسبب فشل اتمام الصفقتين هو ايهود اولمرت، والذي قام بتوبيخ وزير جيشه ايهود باراك على هذه الخلفية، فايهود باراك اراد اتمام الصفقتين الا ان ايهود اولمرت- والذي يسجل في تاريخ اسرائيل انه رئيس وزراء فاشل انهزم أمام حزب الله والمقاومة الفلسطينية- يريد ان يستعيد في هذه اللحظات التاريخية جزءاً من كرامته المهدورة وانتهاز الفرصة بالادعاء انه متشدد ما يُحرج ليفني وباراك ويدفع المجتمع العبري الميني الهوى ان يزيد من تقديره.
ولذلك دفع اولمرت وزراء الكابينيت الى رفض فتح معابر غزة وربط الامر باتمام صفقة جلعاد شاليط، وهو ما لا يرفضه الفلسطينيون اذا ما التزمت اسرائيل بشروط تبادل اسرى.
وأقر الكابينيت سياسة اولمرت، واعتبر ان الافراج عن شاليط شرط اساسي لاي تقدم في المفاوضات بخصوص وقف اطلاق النار النهائي والتهدئة مع حركة حماس.
وبحسب ما ورد على صحيفة "يديعوت احرنوت" فان اسرائيل ستبلغ الجانب المصري بهذا القرار وان كافة المحادثات الجارية الان بخصوص التهدئة ما لم تتضمن الافراج عن شاليط لن تكون مقبولة من قبل اسرائيل وسيستمر اغلاق المعابر الى قطاع غزة حتى انهاء ملف شاليط والوصول الى اتفاق تبادل لاعادة جلعاد شاليط وفقط ستقوم اسرائيل بفتح جزئي للمعابر لادخال المواد الضرورية للمواطنين في القطاع.
واضافت الصحيفة ان اولمرت أكد على حق اسرائيل الان في الرد على أي خرق لاطلاق النار من الجانب الفلسطيني وستعمل على محاربة ادخال السلاح الى القطاع ولن يتم الوصول الى اي اتفاق بخصوص التهدئة الا باتفاق على جلعاد شاليط.
وبهذا الصدد فان الكابينيت اقر صفقة التبادل مع شاليط واعطى الضوء الاخضر للجنة الخاصة بملف الاسرى باختيار 120 الى 140 اسم اسير اضافي للقائمة التي اقرت من قبل اللجنة سابقا والتي تضم 230 اسيرا فلسطينيا للافراج عنهم مقابل شاليط والحديث يدور عن اسرى كما تقول عنهم اسرائيل "ايديهم ملطخة بالدماء" والتي تحاول اسرائيل في المفاوضات ان تفرج عن اغلبيتهم الى خارج الوطن انما الى سوريا او طهران وفي اسوء الظروف الى قطاع غزة.
ونسبت الصحيفة الى اولمرت انه عمل على الوصول الى اتفاق هدنة واطلاق سراح شاليط بعد انتهاء الحرب على غزة والان يرى ان موضوع شاليط اهم من الوصول الى التهدئة ويسعى الى اعادة شاليط الى بيته قبل انتهاء حكومته وفيما لم يتحقق ذلك فان الحكومة القادمة سوف تقوم بمتابعة الموضوع.
مصادر صحافية اسرائيلية قالت لوكالة "معا" ( ان اسرائيل يمكنها فورا ان تصل الى اتفاق حول الملفين الا ان اولمرت شخصيا هو الذي يقف عائقا امام ذلك لتحقيق مكاسب شخصية بحتة وانه تذرع بموقف رئيس جهاز الشاباك يوفال ديسكين والذي يرفض فتح المعابر قبل اتمام صفقة شاليط ).
اما رئيس اركان الجيش جابي اشكنازي فلا يعتبر ان فتح جزء من المعابر سيشكل مغامرة كبيرة لاسرائيل وان صفقة شاليط تستطيع ان تنتظر حتى تشكيل الحكومة الجديدة في اسرائيل. ولكن جنرالات ووزراء اخرون في اسرائيل يرون في موقف اشكنازي مقامرا، وان ترك الامور على هذا النحو يمكن ان يعيد القتال الى جبهة غزة وان تعود الحرب بكل معنى الكلمة الى ذلك القطاع.
من جانبه ابو مجاهد وفي تصريح ارسله لوكالة "معا" قال ( لن يطلق سراح جلعاد شاليط الا بالثمن الذي نريد وان بط اسرائيل ملف شاليط بالتهدئة مجرد مماطلة ).
من ناحية اخرى لا يبدو وان امر اطلاق سراح 450 اسيرا فلسطينيا من المحكومين بالسجد المؤبد عقبة امام اسرائيل، فقد اعترفت اسرائيل ضمنا انها فشلت خلال الف يوم استعادة شاليط بطرقها العسكرية او الامنية او لجوئها لاختطاف نواب البرلمان والوزراء، واصبح الاسرائيليون على قناعة ان استعادة شاليط تتطلب تبادل اسرى مؤلم لتل ابيب.
وخلاصة القول: ان اولمرت يحاول التذاكي امام الجمهور الاسرائيلي للظهور بمظهر القائد القوي في ابرام صفقات ما بعد الحرب، الا ان صفقته في تبادل الاسرى مع حزب الله والافراج عن سمر قنطار تبدو مشابهة تماما لما سيفعله مع مقاومة غزة، وان اجلا او عاجلا سيضطر الى النزول عن شجرة كبريائه واتمام الصفقتين.
يشار الى ان رئيس الدولة العبرية شمعون بيريس اعلن اليوم ان المهم هو برنامج رئيس الحكومة القادم وليس مجرد اسمه فيما وصفت الصحافة العبرية عملية تشكيل الحكومة القادمة بانها تشبه لعبة بوكر وان بيريس هو الذي يقوم بدور توزيع اوراق الشدّة.
أما الدكتور احمد الطيبي فأكد لوكالة "معا" انه سيلتقي بيريس غدا ويبلغه رفض الكتل العربية الاختيار بين ليفني ونتانياهو لانهما السئ والاسوأ - كما قال.