بعد مفاوضات اجرتها الاجهزة الامنية مع المسلحين: انتهاء ازمة مبنى بلدية بيت لحم بسلام
نشر بتاريخ: 20/12/2005 ( آخر تحديث: 20/12/2005 الساعة: 13:34 )
بيت لحم- معا- إنتهت أزمة اقتحام مبنى بلدية بيت لحم من قبل مسلحين من كتائب شهداء الاقصى مساء اليوم بسلام, بعد أن غادر المسلحون المبنى بعد حوالي ساعة على اقتحامه إثر مفاوضات مع محافظة بيت لحم اللواء صلاح التعمري وعدد من قادة الاجهزة الامنية في المحافظة.
وعقد المسؤولون الامنيون في بيت لحم مؤتمراً صحافياً لشرح ملابسات ما حدث, مؤكدين أن الازمة انتهت بسلام, وأن المدينة آمنة لاستقبال السياح المحتفلين باعياد الميلاد المجيدة.
وطمأن مجدي العطاري مدير جهاز الامن الوقائي في بيت لحم المواطنين والزوار الاجانب القادمين لزيارة المدينة قائلا: إن القضية قد انتهت, وان حركة السياحة آمنة ومنتظمة ولن نسمح بتكرار ما حدث", وعلى صعيد موقف السلطة من مطالب المسلحين أكد العطاري أن الرئيس محمود عباس مهتم بقضيتهم, مشيراً الى أن تطوراً ايجابياً سيحدث على قضيتهم يوم السبت القادم.
من جانبه رفض رئيس بلدية بيت لحم وضع حراسة أمنية على مبنى البلدية في اعقاب ما حدث اليوم قائلا: "لا نحتاج الى حراسة من الشرطة, لان البلدية لا تتدخل في السياسة".
وأكد عضو البلدية يوسف النتشة من كتلة الاصلاح التابعة لحركة حماس أن الكتلة الاسلامية شاركت في تزيين مدينة بيت لحم وتعمل بكل جهدها على انجاح احتفالات اعياد الميلاد.
وكان حوالي اربعين مسلحاً من كتائب شهداء الاقصى- الجناح العسكري لحركة فتح اقتحموا اليوم مقر بلدية بيت لحم, وتحصنوا داخل المبنى وعلى اسطحه قبل أن يغادروه بعد ساعة من عملية الاقتحام.
وقال أحد قادة الكتائب لـ "معا": "إن الاعتصام في بلدية بيت لحم يهدف الى اسماع صوتنا للسلطة لاستجلاب استحقاقات خاصة بالمطاردين, وللحديث حول الكثير من القضايا الملحة التي تهم شعبنا الفلسطيني", وأورد المتحدث ايضاحات حول بعض القضايا التي من بينها اوضاع اسر الشهداء وعدم الاكتراث بشؤونهم, واصحاب البيوت المهدمة, وعدم التعامل بجدية مع ملف المعتقلين والمطاردين وتوفير المستلزمات المعيشية الخاصة بهم.
ونفى أن تكون الكتائب تهدف الى افساد فرحة عيد الميلاد, معللاً الاقدام على هذه الخطوة في هذا الوقت بالذات للوجود الاعلامي الكبير الذي تحظى به بيت لحم عشية اعياد الميلاد, ولكي يستطيعوا ايصال صوتهم للسلطة الفلسطينية حسب اقواله, وأعرب المتحدث عن جاهزية الكتائب لاحياء اعياد الميلاد والمشاركة في افتتاحها.
ورفض المتحدث اطلاق كلمة اقتحام على ما جرى واصفا الامر بانه اعتصام, نافيا أن تكون العناصر المسلحة قد اطلقت طلقة واحدة خلال دخولها للمبنى, مؤكدا انهم تعاملوا باحترام مع الموظفين داخل البلدية.
من جانبه قال صلاح التعمري لـ "معا" هذه مدينة ابناؤها حريصون عليها, وقال ان قيادة السلطة ستتابع معالجة الامر مؤكدا ان احتفالات اعياد الميلاد يجب ان تمضي بنجاح.
هذا وكانت قوات كبيرة من اجهزة الامن والشرطة الفلسطينية قد حاصرت مبنى البلدية خلال عملية الاقتحام, دون ان تقع اية احتكاكات مع المسلحين.
وفي حديث لمراسلنا قال العقيد عيسى حجو مدير شرطة محافظة بيت لحم: " سنطبق القانون مهما كلف الامر" مؤكداً أن الشرطة ستعطي الفرصة للمفاوضين, واذا تطلب الامر "فسنتخذ كافة الوسائل لتطبيق الامن والقانون".
وقال عبد الله أبو حديد مسؤول فتح بمدينة بيت لحم الذي تمكن من دخول مبنى البلدية إن المسلحين يطالبون بتوفير الامن لهم "فلا يجوز ان تكون تهدئة وهم مهددون بالاغتيال" أما الموضوع الاخر الذي يطالب به المسلحون فهو: توفير لقمة عيش كريمة لهم ولابنائهم وتعيينهم في اجهزة السلطة.
وافاد مراسلنا أن المسلحين غادروا المبنى بعد مرور ساعة على اقتحامه دون وقوع اية مواجهات أو احداث تذكر.