الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

إعتداءات متصاعدة على مقبرة مأمن الله وجهات اسرائيلية تعارض اقامة متحف

نشر بتاريخ: 19/02/2009 ( آخر تحديث: 19/02/2009 الساعة: 16:57 )
القدس -معا- أكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " من خلال عدة جولات ميدانية تفقدية لأرض مقبرة مأمن الله في القدس، كان آخرها عصر يوم أمس الأربعاء بأن أجزاء كبيرة مما تبقى من مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية بالقدس تتعرض لإعتداءات متصاعدة ومتكررة ، حيث قامت جرافات تابعة للبلدية العبرية بالقدس على مدار أيام بوضع طبقات من الخشب والعشب المطحون لتغطية مساحات من مقبرة مأمن الله بهدف طمس معالمها، فيما تواصل منظمة " فيزنطال " الأمريكية – الإسرائيلية " بعمليات جرف وأعمال واسعة في أجزاء أخرى من مقبرة مأمن الله ضمن تنفيذ مشروع بناء ما يسمى بـ " متحف التسامح " بعد ان قامت بتجدير المنطقة بجدار حديدي عال جداّ للتغطية على جريمتها .

في حين بدأت تتعالى أصوات من قبل عدد من الأكاديميين الإسرائيليين في الجامعات الإسرائيلية تصرح بمعارضتها لبناء " متحف التسامح " على أرض مقبرة مأمن الله، وتنادي بإيقافه، وإقامة لجنة شعبية يمكن من خلالها فحص إمكانية نقل موقع بناء "متحف التسامح" الى مكان آخر ، وذلك بهدف تجنب أي إعتداء او بناء مستقبلي محتمل على المقابر اليهودية .

هذا وفي جولات ميدانية لوفود من "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" كان آخرها جولة ميدانية مطولة عصر يوم أمس الأربعاء وقف على رأسها الحاج سامي أبو مخ – متولي وقف مقبرة مأمن الله ومسؤول لجنة المقدسات في مؤسسة الأقصى، حيث تم رصد عدة إعتداءات حديثة على مقبرة مأمن الله ، بعد ان قامت جرافات وسيارات تابعة لبلدية القدس بإدخال كميات كبيرة من الخشب والعشب الميبس والمطحون ، ومن ثم قامت بتوزيع هذه الكميات على مساحات واسعة في أجزاء مما تبقى من مقبرة مأمن الله، خاصة في الموقع القريب والمحاذي من موقع بناء "متحف التسامح " ، وهي الوسيلة التي من خلالها تحاول البلدية طمس معالم المقبرة وإخفاء القبور المتبقية في المقبرة .

من جهة أخرى فقد رصدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أن منظمة "سيمون فيزنطال الأمريكية – الإسرائيلية" ، تقوم بواسطة شركات إسرائيلية بأعمال حفريات واسعة، وأعمال إنشائية بنطاق واسع بواسطة آلات حفرية ضخمة، كما وقامت برفع الجدار الحديدي المنصوب حول الموقع ، وفتح بوابات ضخمة ونصب عدد من الخيام، كل ذلك في الموقع الذي يتم فيه بناء ما يسمى بـ "متحف التسامح" على نحو 30 دونما من أرض مقبرة مأمن الله ، كما وقامت " منظمة فيزنطال " بتركيب كاميرات مراقبة ووضع حراسة على مدار 24 ساعة ، ومنع تصوير الموقع ، عوضا عن منع دخول الموقع المذكور ، حيث تصرح " منظمة فيزنطال " إصرارها على تنفيذ بناء ما يسمى بـ " متحف التسامح " على أرض مقبرة مأمن الله " .

من جهتها إستطاعت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " رصد أعمال وبعض إعتداءات "منظمة فيزنطال " على مقبرة مأمن الله ، إلاّ انها لم تستطع رصد او التعرف على حقيقة ما يتم تنفيذه من أعمال حفر في الخيام المنصوبة داخل الموقع ، مع ان "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" تعتقد انه يتم أعمال حفر ونبش لمئات القبور داخل الموقع ونقل رفات العظام الى جهات مجهولة، وهي ما قامت "منظمة فيزنطال " والجهات المنفذة لمشروعها بفعله سابقا .

في هذه الأثناء فقد بدأت تتعالى أصوات من قبل جهات إسرائيلية متعددة من ضمنها أكاديميين إسرائيليين في الجامعات الإسرائيلية ترفض بناء ما يسمى بـ " متحف التسامح " على أرض مقبرة ، وتدعو الى إقامة لجنة شعبية تعمل على فحص إمكانية نقل موقع بناء ما يسمى بـ " متحف التسامح " على أرض مقبرة مأمن الله، وقد برزت هذه الأصوات في يوم دراسي نظمه مؤخراً "معهد فان لير" في القدس بعنوان "بين الذاكرة اليهودية والإسلامية – متحف التسامح والمقبرة الإسلامية في مأمن الله" ، وكان من بين متحدثيه البروفيسور شمعون شامير من جامعة تل-أبيب والذي أعلن بشكل صريح رفضه لإقامة ما يسمى بـ " متحف التسامح " على أرض مقبرة مأمن الله الإسلامية .

وقال ان رفضه ومعارضته هذه تنبع من أسباب تتعلق بالإيمان بتقاليد المجتمع الإسرائيلي ، فنحن نعارض بناء "متحف التسامح" على ارض المقبرة الإسلامية في مأمن الله ليس من أسباب قانونية بل لأسباب جماهيرية شعبية ، وعلى وجه الخصوص لقيام تناقض واضح بين الأهداف المعلنة من قيام " متحف التسامح " وبين الواقع على أرض المقبرة اليوم.

كما تحدث في اليوم الدراسي البروفيسور "يهوشع بن أرييه " ، والذي أعرب عن رفضه الشديد لبناء ما يسمى بـ "متحف التسامح" على ارض مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية ، وقام بعرض وثائق وخرائط ومستندات وصور تؤكد الحدود الواسعة الحقيقة لمقبرة مأمن الله - نحو 200 دونم – وان المساحة كلها كانت مجدرة حتى عام 1948 بجدار واضح يبين حدودها، وانه لم يتم بناء أي بناء من قبل عام 1948على أي جزء من المقبرة بمعنى نقض الإدعاءات الإسرائيلية ان العرب والمسلمين كانوا قد بنوا عدة بنايات على أجزاء من مقبرة مأمن الله.

وأكد "بن أرييه " ان إسرائيل قامت ببناء "حديقة الإستقلال " و "بيت أجرون" – مكتب الصحافة الحكومية التابع للحكومة الإسرائيلية – ومواقف السيارات على أجزاء واسعة من مقبرة مأمن الله ، وأكد يهوشع بن ارييه ان دافع معارضته لبناء هذا المتحف على مقبرة إسلامية هو دافع جماهيري وتربوي وأخلاقي ، وتساءل " بن ارييه " الا يمكن ان يستغل ارتكاب الخطأ الكبير ببناء هذا المتحف التسامح على مقبرة إسلامية ، ان يكون حجة مثلا لبناء متحف مماثل على ارض المقبرة اليهودية على جبل الزيتون ؟! .