الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اسرائيل تنشر اعترافات احد اسرى "حماس" حول خطط الحركة القتالية

نشر بتاريخ: 20/02/2009 ( آخر تحديث: 22/02/2009 الساعة: 17:51 )
بيت لحم- ترجمة "معا"- اعتبرت صحيفة "معاريف" الاسير الفلسطيني محمد العماصي البالغ من العمر 20 عاما ويسكن في جباليا اكثر الاسرى الذين تم أسرهم خلال الحرب الاخيرة اهمية واكثرهم نشاطاً وتدريباً عسكرياً.

ونشرت الصحيفة ما ادعت بانه ملخصاً لاعترافات العماصي امام محققي الشرطة الذين استجوبوه حول نشاطه ضمن صفوف حماس والقسام واستنطقوه حول خطط المواجهة التي اعدتها الحركة للتصدي لاي اجتياح اسرائيلي لقطاع غزة.

وحول انضمامه لحركة حماس وجناحها العسكري قال العماصي الذي وصفته الصحيفة بصاحب الوجه الطفولي الذي يشير الى طالب خجول في الصفوف الثانوية ولكنه لم يتردد خلال الحرب باطلاق قذائف الـ" ار.بي. جي"، ضمن خطة محكمة منعت المعجزة تنفيذها خلال الاعترافات المنسوبة اليه:"انضممت للحركة في سن الـ 12 اثناء دراستي الاعدادية في أحد الايام خرجت من احد المساجد فقابلت نشطاء من حماس عرضوا علي الانضمام لدراسة الدين فوافقت فورا وعلى مدى سنة كاملة درست القرآن يوميا وخضعت لمسح دماغ هدفه ترسيخ فكرة العداء لليهود وادخل المدرسين الذين علمونا القران في عقولنا بان اليهود هم اعداء المسلمين ويجب ابادتهم وطردهم من ارض فلسطين من خلال العمليات الانتحارية والجهاد وفي نهاية العام اخذوني الى منزل رجل دين كبير ينتمي لحماس حيث اقسمت قسم الولاء امامه فقال لي بأنني ومن هذه اللحظة اصبحت عضوا في جماعة الاخوان المسلمين".

ومن هنا باتت طريق العماصي نحو الجناح العسكري لحركة حماس قصيرة حيث انضم في سن الخامسة عشر الى مجموعة تنشيطية هدفها القيام بدوريات في قطاع غزة لرصد حركة الجنود الاسرائيليين والبقاء مستعدين لمواجهة اي اجتياح او توغل اسرائيلي في ارض القطاع وقال في اعترافاته:" سرت شائعات حول احتمالية تسلل جنود اسرائيليين الى داخل القطاع وكان الواجب المناط بنا يستدعي الاستعداد لمواجهتهم وقتلهم بأي ثمن ولهذه الغاية نظمنا نقاط مراقبة على طول حدود غزة ورصدنا حركة الجنود".

قبل ثلاث سنوات اوقف العماصي نشاطه في كتائب القسام بهدف الاستعداد لامتحانات التوجيهي وفي نهاية فترة الاختبارات توجه لاحد نشطاء حماس الكبار وطلب العودة لصفوف الكتائب وقال:" قبل فترة قصيرة من الحرب على غزة التي اندلعت نهاية عام 2008 اشتركت مع عشرات اخرين في دورة عسكرية في ملعب لكرة القدم يحمل اسم عبد الله شعبان حيث خضعنا لتدريبات جسدية لمدة خمسة أيام مثل الزحف والركض وتشغيل العبوات الجانبية وعبوات ضد الافراد والدبابات".

والى جانب التدريبات على القتل انضم العماصي لوحدة انتحاريين خاصة اطلق عليها اسم "الكمائن المتقدمة" اقامتها كتائب القسام بهدف تنفيذ عمليات انتحارية ضد الجنود فور دخولهم ارض القطاع وضمت في صفوفها عشرين مقاتلا من حماس خضعوا لتدريبات عسكرية في ملعب لكرة القدم باسم محمود المتوك ووصف العماصي التدريبات قائلا: "خضعنا لتدريبات لمدة شهر بكثافة ستة ساعات يوميا وتم تزويد مقاتلي الوحدة بعبوات ناسفة من نوع تلفزيونية 1و 2 و3 التي تزن 15 كلغ وعبوات زلزال التي تزن 17 كلغ".

وكشف العماصي امام محقيقيه ان المدربين الذين اشرفوا على اعداد الوحدة هم من كبار نشطاء حماس الذين تدربوا في سوريا وايران. وروى العماصي لمحقيقي الشرطة كيف زرع هو واحد كبار نشطاء حماس ويدعى احمد البطش عبوات ناسفة مضادة للدبابات تحت الارض تزن الواحدة منها 20 كلغ، مدعيا بانه والبطش انتجوا العشرات منها واجروا التجارب عليها وقال:" كانت عبوات ناسفة ضد الدبابات تسمى "شواظ 1 " اخضعناها للفحص واكتشفنا بانها غير كافية لاختراق الدابابات وشرعنا بانتاج عبوات اكثر قوة من نوع "شواظ 3" ولكن بسبب الحرب لم ننهي عملية الانتاج".

وتعلق الصحيفة قائلة:" بانه ورغم استعداد حماس لاشهر طويلة لمواجهة الاجتياح الى ان عدم معرفتهم بالتوقيت الدقيق شكل مفاجئة لهم ويقول العماصي بانه وقبل ايام معدودة من بداية الحرب ارتدى اعضاء خلية الانتحاريين زيا عسكريا اسرائيليا تم انتاجه في احد مخايط غزة ويشبه الزي الذي يرتديه جنود لواء غفعاتي وكذلك خوذ عسكرية تشبه تلك التي يرتديها الجنود الاسرائيليين بهدف تضليل الجنود وارباكهم ومنعهم من التمييز بين اعضاء المجموعة والجنود ما سيمكن عناصر الخلية من الاقتراب من الجنود وتنفيذ عمليات انتحارية ضدهم او خطفهم هذه هي الخطة لقد كنا قريبين من خطف بعض الجنود ولكن امرا ما تشوش في اللحظة الاخيرة".

ويروي العماصي بعض تفاصيل ايام الحرب ويقول "قصف الجنود مواقع المراقبة التابعه لنا وطلب القائد المسؤول عن نقاط المراقبة منا تركها والنزول لمحاربة الجنود ووصلنا الى منزل احد النشطاء واستلمنا قذائف "ار. بي. جي" وعبوات ناسفة وبنادق وقنابل يدوية وسترات واقية واجهزة اتصال حتى نتمكن من التواصل فيما بيننا وتلقى كل مقاتل منا كيسا من التمر وبعض الماء حيث عرفنا بان اسرائيل ستفرض حصارا على غزة وسيكون من الصعب تزويدنا بالغذاء لذلك اكلنا فقط التمر ما ساعدنا على الصمود رغم صعوبة الامر".

ووفقا للاعترافات المنسوبة للاسير العماصي فقد سيطر مع ناشطا اخر على منزل عائلة حمودة في حي السلام ومن داخله شرعوا بمهاجمة الجنود الذين كانوا داخل الحي واعترف بانه استخدم في بعض الحالات منازل مواطنين لمهاجمة الجنود رغم معارضة سكانها وقال:" حين لا حظنا حركة للجنود دخلنا احد المنازل تحت التهديد واجبرناه على السماح لنا باطلاق النار من داخل منزله باتجاه الجنود فعارضنا صاحبه بقوة لكننا لم نساله رأيه واجبرناه على ذلك ".

وادعت الصحيفة ان قادة حماس كانوا يخشون من فرار المقاتلين ونقلت من اعترافات العماصي قوله: "ارسلت مئات الرسائل القصيرة لدوريات القيادة حتى اطلعهم على تطورات الموقف واثناء عمل خلية الانتحاريين كتب لي احمد البطش ولاحد المقاتلين الذين كانوا برفقتي قائلا "اصمدوا وكونوا حذرين وحافظوا على انفسكم واعملوا كل ما هو ممكن لخطف جندي لانه هذا الامر مهم جدا لوقف الحرب"، ويضيف العماصي "القادة خشوا من فرارنا ولم يريدوا منا ان نترك المنازل وارادوا ان نقاتل حتى نقطة الدم الاخيرة والحقيقة لم يكن امامنا فرصة".

ولاحظ العماصي خلال الحرب ان الجيش الاسرائيلي قد حاصر حي السلام بمساعدة الجرافات الضخمة وقال لمحقيقيه:"حين شاهدت الجنود خرجت من المنزل مع قاذف "ار. بي. جي" واطلقت قذيفة باتجاه جرافة فأصابت احدى ناقلات الجند فلاحظني احد الجنود الذي قفز من الجرافة وبدأ بمطاردتي فهربت باتجاه حرش صغير حيث اختفيت هناك حتى ساعات المساء وبعدها عدت الى منزل عائلة حمودة".

واستطرد عاصي بتأثر كبير: "لكن الجنود اكتشفوا المنزل وشرعوا بهدمه بواسطة الجرافات رأيت الجرافة وهي تهدم المنزل فعشت حالة كبيرة من الارتباك وخفت لدرجة الموت وبدأت جدران المنزل بالسقوط فهربت انا وزميلي حسين من المنزل وتركنا خلفنا اسلحتنا ونجح حسين بالهرب لكن الجنود لاحظوه فأطلقوا علية النار وقتلوه فيما اصبت انا بشظية طلقة نارية اصابتني بكتفي الايمن واستمر الجنود باطلاق النار باتجاهي لكنني نجحت في الفرار الى داخل منزل عائلة الشيخ فتحي ابو عيدة في جباليا".

وطلب العماصي الذي وجد له ملاذا في منزل الشيخ من صاحب المنزل واكثر من عشرين شخصا اخر فروا الى المنزل المذكور ان يكذبوا على الجنود اذا حضروا الى هنا ويقولوا بانه خطيب ابنة الشيخ الذي ساعد العماصي على اخفاء بندقيته والقنابل اليدوية التي يحملها ولكن الجنود نجحوا باكتشاف المكان وهاجموا المنزل واعتقلوا العماصي".

وفي النهاية وجهت النيابة العسكرية الاسرائيلية للعماصي ونشطاء أخرين 14 لائحة اتهام فيما احتوت لائحة الاتهام التي وجهتها النيابة الاسبوع الماضي لمحكمة بئر السبع ضد العماصي تهم القتل وحيازة السلاح ومحاولة القتل والعضوية في منظمة "ارهابية"، وفقا لتعبير اللائحة.