السبت: 21/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

المنتدى التنويري في نابلس يستضيف شاهد عيان يروي بعض مشاهداته من غزة

نشر بتاريخ: 20/02/2009 ( آخر تحديث: 20/02/2009 الساعة: 21:40 )
نابلس-معا المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني " تنوير " في جلسته الحوارية الأسبوعية التي قامت بإدارتها المحامية روند العقاد، عضو الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، استضاف د.عصام حجاوي الذي تمكن من الوصول إلى غزة والمشاركة في أعمال الإغاثة الطبية، حيث أكد أن ما نقلته مختلف وسائل الإعلام لا يمثل غير جزء يسير من حقيقة ما حل بالقطاع وسكانه خلال العدوان الذي شنه الاحتلال على مدار ثلاثة أسابيع.

وأوضح الدكتور عصام حجاوي نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد لجان العمل الصحي خلال لقاء قدم فيه جملة من الشهادات الحية حول العدوان والأوضاع الداخلية الفلسطينية في القطاع أن الاحتلال كرس على الأرض ما كان يطالب به من إقامة شريط عازل بعمق 500 إلى 1000 متر على امتداد حدود غزة.
وقال حجاوي وهو الطبيب الوحيد من أبناء الضفة الذي تمكن من دخول غزة:" لقد حول جيش الاحتلال المنطقة الحدودية بعمق يصل إلى نحو 1000 متر إلى منطقة محروقة مفتوحة وخالية من الشجر والبشر والمباني التي عمد لمسحها عن وجه الأرض ليحقق عمليا ما كان يطالب به كشريط حدودي عازل".

وكان حجاوي وهو أخصائي في جراحة العيون يحمل الجنسية البريطانية إضافة لجنسيته الفلسطينية توجه إلى قطاع غزة عبر مصر في العشرين من الشهر الماضي وعمل في مستشفى العودة بجباليا حتى الرابع من الشهر الجاري حيث شارك في علاج نحو 200 حالة من بين ضحايا العدوان والحالات المرضية الأخرى.

وأكد أن 15 حالة من الجرحى الذين شارك في علاجهم بمستشفى العودة وحده قد أصيبوا بشظايا حرمتهم من إمكانية الرؤية في واحدة أو اثنتين من عيونهم لافتا الى وجود عشرات الحالات الأخرى الذين تلقوا علاجهم في مراكز ومستشفيات أخرى جراء إصابات مماثلة.

ونوه الى ان ما نقل من تقارير بشان الدمار الذي لحق بمنازل ومنشات غزة لا يحمل أي مبالغة لكن الدقة تكمن في ان المنازل التي تذكر في التقارير على انه لحق بها دمار جزئي وعددها نحو 16 ألف منزلا لم تعد بغالبيتها العظمى صالحة للسكن وحتى الترميم.

وأوضح ان كثيرا من المباني والأبراج السكنية التي أحصيت ضمن قائمة الدمار الجزئي آيلة للسقوط بسبب تضرر قواعدها وأساساتها ما يجعل مجرد بقائها خطرا على المارة فكيف بإمكانية العودة للإقامة فيها.

وروى قصصا مروعة عما تعرض له سكان القطاع أثناء العدوان الذي تؤكد مجرياته كما يرويها الذين عاشوها انه استهدف الناس أساسا دون أي مبررات.
وأشار إلى عمليات أقدم فيها الجيش على سحق عائلات بأكملها داخل منازلها بالدبابات والجرافات بزعم رفضها الخروج من منازلها او مغادرتها سيما في المنطقة الحدودية.

ولفت إلى استخدام الجيش أسلحة فتاكة جدا موضحا ان جل الإصابات التي وقعت بين المواطنين كانت شديدة وغابت او كادت تغيب الإصابات التي يمكن وصفها بالطفيفة.

وقال:" المصاب ان لم يستشهد فانه غالبا ما كان يفقد جزءا من أعضائه او يعاني جروح عميقة وهذا ما يفسر توالي سقوط الشهداء بين الجرحى حتى ألان".

واستعرض جوانب من الأوضاع الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة وما آلت إليه في ظل حالة الانقسام السائدة لافتا إلى انه لا يمكن رؤية ما يجري في غزة بمعزل عما يحدث في الضفة من ممارسات وردود تهدد في محصلتها القضية الوطنية برمتها وتفرض على كل فلسطيني العمل على وقفها.
وأكد مقتل ما لا يقل عن 37 مواطنا خلال وبعيد العدوان على قطاع غزة قال إنها حالات وثقت جميعها بالأسماء والأماكن وبالطريقة التي وقعت فيها".
وأوضح ان من بينه الـ37 حالة قتل هذه عدد ممن تقول حركة حماس والحكومة المقالة إنهم " عملاء" ومتهمون بقضايا جنائية " وعناصر من حركة فتح وآخرين قتلوا بصورة لا يمكن تبريريها او قبولها.

وقال:" هناك 37 حالة وثقت بالاسم والمكان وكيف تمت تصفيتهم " مشيرا الى ان من بين هؤلاء عدد من الذين كانوا محتجزين في سجن السرايا وفروا حين تم قصفه.

ونوه إلى عمليات إطلاق النار على الأرجل التي استهدفت عددا آخر من المواطنين في قطاع غزة وما يتعرض له أعضاء وأنصار فتح من ملاحقات واصفا أوضاعهم بأنها "مزرية للغاية".

وأشار إلى ما يتعرض له العديد من أعضاء فتح من اقامات جبرية وملاحقات وانتهاكات لأبسط الحقوق الإنسانية والحق في حرية التعبير.
وقال:" اطلعت على حالة وزير سابق فرضت عليه الإقامة الجبرية وصودرت سيارته ومنع من مغادرة بيته رغم انه معروف باستقامته عوضا عن ان له من الإخوة ثلاثة قد استشهدوا"

وأضاف:" ان أكثر ما هزني ان يلجأ هذا الشخص المعروف باستقامته لي من اجل الاحتماء لمجرد زيارة بعض أصدقائه القاطنين بجواره".
ويرى الدكتور حجاوي ان قول الحقيقة يبقى ناقصا اذا ما تم استثناء ما جرى ويجري في الضفة الغربية ما يفرض مراجعة ووقفة جدية على المستوى الوطني وداخل حركتي فتح وحماس للخروج من هذه الأزمة التي تهدد القضية الفلسطينية برمتها كما قال.

ومن الاستنتاجات الأخرى التي توصل لها د. حجاوي خلال لقاءاته مع الأهل في غزة هو الصمود الأسطوري للأهل والاستعداد المنقطع النظير في المقاومة والتمسك في حقوقها والبقاء على أرضها، وليس صحيحا ما يشاع أنه اذا فتح معبر رفح سوف تغادر الناس البلاد، وفرق الحجاوي بين ما يشاع من تهويل في كلمة النصر أو الصمود، أشار أنه لم ينتصر احد لأن المعركة لم تنتهي بعد، وحذر من القنابل السياسية، لكنه اعتبر صمود المقاومة بالأسطوري، ولم يعط امتيازا لأحد لمقاومة الجميع على حد سواء، وأشاد بالوحدة الميدانية والتنسيق اللذان تعززا وقت الشدة. ولفت أنه يمكن أن يسجل للمقاومة روعة تكتيكها العسكري، في أنها لم تتبع سياسة الاستعراض، بل زجت بالقلة القلية، الديناميكية والمتحركة باستمرار، من مقاتليها في المواجهات مما أربك العدو الذي لم يحدث خسائر في صفوف المقاتلين وأخذ يستهدف المدنيين . لكن من قاوم لا يعطيه الحق في خنق الناس ومصادرة الحريات العامة وإلا عن اي حرية نتكلم قبل حرية الناس .

في المناقشة الامة بين الحضور تم طرح الأسئلة؛ إلى أين حركة حماس ترى أنها ذاهبة ؟ وأين ترى مصير هذا الشعب؟ وما هي السنورريهات المستقبلية لها ؟
لماذا بعض الأطراف الفلسطينية تصر أن الحرب على حماس دون غيرها علما أنها شعواء على كل الشعب ؟ تساءل البعض هل حقا حماس ضد الآخر ؟ وهل حجم الفصيل في الكبر يعطيه الحق بالتفاوض الى مالا نهاية أو المقاومة إلا ما لانهاية ؟