الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الناخب الفلسطيني بين صناديق الذخيرة وصناديق الاقتراع

نشر بتاريخ: 20/12/2005 ( آخر تحديث: 20/12/2005 الساعة: 22:59 )
وكالة معا - بعد تهديدات الخارجية الاوروبية ، ومطالبة واشنطن عدم اشراك تنظيمات مسلحة في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية يأتي الاعلان عن رغبة وزير المخابرات المصري عمرو سليمان زيارة الاراضي الفلسطينية الاربعاء والالتقاء برئيس السلطة محمود عباس تكثر الظنون - المبنية على المشاهدات العملية - بان موضوع البحث سيكون تاجيل الانتخابات التشريعية.
وكانت الصحف الفلسطينية نشرت العديد من العناوين والمقالات التي تحدثت او نقلت عن متحدثين في السلطة الفلسطينية و قيادة فتح ما وصف " بضرورة " تأجيل الانتخابات البرلمانية القادمة.
واذا كانت شخصيات مثل رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون باسم ابو سمية جاهرت في صحيفة الحياة الجديدة وكتبت ان اسباب التأجيل هي الاوضاع الداخلية الفتحاوية المزرية فان قادة مثل الطيب عبد الرحيم قالوا " ان سبب الدعوة للتأجيل هو الاحتلال وممارسات الاحتلال " .
وردا على هذه التصريحات - التي لم تعد تلميحات - والدعوات المباشرة للتأجيل هددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعدم المشاركة في الانتخابات اذا ما ضغطت جهات دولية على السلطة لمنع حركة حماس من المشاركة فيها .
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الطيب عبد الرحيم برّر انسحابه من القائمة الرسمية لحركة فتح لانتخابات المجلس التشريعي محذرا من إجراء انتخابات عامة "في ظل الاحتلال".

وقال عبد الرحيم في رسالة وجهها إلى الرئيس محمود عباس وأعضاء اللجنة المركزية ونشرتها صحيفة القدس انه يكرر تحذيرا سابقا "من النتائج والعواقب البالغة الخطورة الكامنة بإجراء ما سمي انتخابات حركية تمهيدية والتي من شأنها تفجير أزمة في الحركة، أو إجراء انتخابات عامة وطنية في ظل الاحتلال والتي من شأنها أن تعمل على إدامته عوض أن تكون شرطا لجلائه وانتهائه".

صحيفة الايام - التي يديرها اكرم هنية وهو من ابرز المقربين لرئيس السلطة محمود عباس - طالبت اليوم بتأجيل الانتخابات التشريعية وفق ما اطلقت عليه مقتضيات المصلحة الوطنية .
فقد نشر الكاتب طلال عوكل والمفروض انه يحمل رتبة سفير الان خلال مقال نشرته الصحف اليوم "ان اجراء الانتخابات في ظل الظروف الحالية يمكن ان يشكل وبالا على القضية الوطنية "

وقال عوكل "اذا لم يكن بالامكان معالجة الامر على هذا النحو فان المصلحة الوطنية تقتضي تاجيل الانتخابات .
من جانبه أدان الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري ما تتناقله وسائل الاعلام حول التصريحات الصادرة عن المنسق الأعلى لشؤون السياسات الخارجية خافير سولانا بوقف المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية في حال فازت حماس في الانتخابات.

وقال أبو زهري في حوار لمعا " أن هذا التدخل من الاتحاد الأوروبي في الشأن الفلسطيني الداخلي مرفوض وسافر وأنه ابتزاز للشعب الفلسطيني و يتعارض مع مفهوم العملية الديمقراطية ".

وأضاف " نحن متمسكون بقرار خوض الانتخابات التشريعية وسيقوم الشعب الفلسطيني باختيار من يمثله".

وأعرب أبو زهري عن أمله في أن يعيد الأوربيون النظر في هذه الشأن و أن لا يستجيبوا للضغوطات الأمريكية .
وفي رام الله أجمع سياسيون و أكاديميون على عدم الرضوخ للضغوطات التي من شأنها التأثير على تأجيل الانتخابات التشريعية و الإساءة للأجواء العامة ورفض كافة اشكال التدخل الأجنبي ، و ضرورة التعاون من أجل توفير الأجواء الملائمة لخوض الانتخابات بشكل آمن كما تحقق في انتخابات البلدية التي سبقت الانتخابات التشريعية .

كما أجمع السياسيون خلال اجتماع في قاعة فندق جراند بارك برام الله و قاعة فندق غزة الدولي عبر الفيديو كونفرانس ، بدعوة من سلام فياض وزير المالية المستقيل والمرشح لخوض الانتخابات التشريعية، حضرة العديد من الشخصيات السياسية و الأكاديميين وقادة الرأي العام لتبادل الآراء و الحوار والتوصل لقناعات من شأنها توفير الأجواء الآمنة لإجراء الانتخابات على ضرورة تحقيق درجة أعلى من التوافق الوطني قبل جراء الانتخابات.
عمليا تفقد السلطة التنفيذية زمام السلطة من يدها وتتسع مساحة قدرة تأثير الكتائب على الارض بحيث يبدو من غير الممكن حسم هذا الموضوع من دون التشاور معهم .
قائد كتائب الاقصى في الضفة الغربية قال لنا تعقيبا على هذا التقرير " انا لا استبعد تأجيل الانتخابات بموجب ما يحدث هذه الايام من تصعيد اسرائيلي وتفاعلات داخلية فلسطينية خطيرة .
وبين صناديق الذخيرة وصناديق الاقتراع ينتظر الناخب الفلسطيني ان يعرف كيف ستسدّ السلطة بابا فتحته بنفسها ويصعب عليها ان تغلقهالا اذا وافقت حماس وباقي الفصائل ان تساعدها .
ويبقى سؤال اكبر واخطر من كل ما ذكر وهو التدهور الامني القادم ، فهل توافق الفصائل على تمديد التهدئة بعد انتهاء مفعولها نهاية الشهر الجاري ؟ واذا لا توافق - كيف سينتخب المواطن تحت قصف الصواريخ وامام قذائف الديابات وأزيز الرصاص؟ فهل ينتخب الخائف ؟ ام ينتخب المقصوف؟