الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لو امطرت السماء لثلاثة اشهر متتالية - يمكن ان يزول خطر الجفاف !

نشر بتاريخ: 22/02/2009 ( آخر تحديث: 22/02/2009 الساعة: 17:34 )
القدس- تقرير وكالة معا- يمكن القول ان المنخفض الجوي الذي حل اهلا ووطئ سهلا على البلاد في هذه الايام، حظي بكل الترحاب من السكان، لدرجة ان احدا لم يتذمر من الامطار التي لم تنقطع طوال ثلاثة ايام.

وفيما كانت حبات المطر او البرد تضرب على نوافذ المنازل كانت الابتسامة لا تفارق الكبار ولا الصغار، ولسان حالهم يقول ( مرحبا بالغيث )، ومع كل يوم مضى كان التفاؤل يزداد اكثر واكثر وشبح الجفاف يختفي ويصبح ابعد وأبعد.

وكالة وفا الرسمية للانباء نشرت تقريرا تحت عنوان "أمطار الخير.. تسعد المزارعين وتضاعف بؤس المشردين في غزة" جاء فيه انه وفي ظل الأجواء العاصفة والماطرة منذ يومين، ازدادت معاناة المشردين في قطاع غزة، ممن هدم الاحتلال منازلهم في حربه الأخيرة على القطاع الشهر الماضي، وعصف المطر والرياح بالخيام التي بنيت لإيوائهم بعد تدمير آلاف المنازل.

وقف المواطن رأفت عبد ربه، رب أسرة مكونة من عشرة أفراد، هدم منزله خلال العدوان، أمام خيمته المهدمة والتي تسبح في بركة من المياه في عزبة عبد ربه شرق جباليا.وقال: نحن الآن مشردون مجددا بفعل المطر الذي أفرح قلوب الكثيرين، أما نحن بفعله لا نجد ملجأ آخر نحتمي به من شدة البرد والمطر، حتى بيوت وخيام الأقارب دمرت'.وحاول عبد ربه نصب خيمته من جديد، بعد جهود بذلها مع أطفاله في إزاحة المياه.

أما المواطن زياد عبد ربه الذي قضى ليلته عند أحد أقاربه، قال 'لقد شردنا مثل نكبة عام 48، وها نحن رمينا في الشوارع مع أطفالنا، نعاني البؤس والألم ونقاسي البرد'.وأشار إلى أطفاله الأربعة، وقد بدت عليهم علامات التعب والإرهاق من شدة البرد بعد أن شردوا من خيمتهم التي نصبت بجوار منزله الذي هدمه الاحتلال خلال العدوان.

ووجه أهالي الخيام مناشدتهم للمنظمات والمؤسسات الإغاثية التي تتردد على المنطقة لمساعدتهم.ولم تتمالك المواطنة ام محمد عبد ربه نفسها من شدة البكاء، قائلة 'نحن هنا نقاسي البرد، ولقد شردنا ونكبنا لا نستطيع فعل شيء، لقد دمر الاحتلال المنزل الذي كان يؤوي أسرتنا وحولنا إلى مشردين نستجدي المأوى ولا نجده'.

في المقابل، استبشر المزارعون الذين جرف الجيش الإسرائيلي أراضيهم ودمر منازلهم خلال حربه على غزة، خيرا بسقوط الأمطار التي تعتبر الأكثر كثافة خلال هذا الموسم.وبدأ العشرات من المزارعين باستصلاح أراضيهم من خلال زراعتها بمزروعات صيفية.

واستكملا لهذا الامر يتضح ان الامطار ستواصل الهطول في الايام القادمة وان كانت بشكل متفرق ومتقطع، فيما سارعت الصحف العبرية للقول ان هذا هو اطول منخفض جوي يصل المنطقة منذ بداية فصل الشتاء الحالي.

وبلغت سرعة الرياح في هذا المنخفض بين 40 - 7- كم / الساعة بينما ارتفعت كمية الثلوج المتراكمة على جبل الشيخ 25 سنتمترا، ومن بين المناطق "المحظوظة " بهطول كميات اكبر من المياه كانت هضبة الجولان السورية المحتلة ومنطقة القدس.

وفيما وصلت كميات الامطار التي نزلت في الجولان 67 ملم ، وصلت في القدس الى 56 ملم وهي كمية لم يتوقها الراصدون الجويون . وعلى ذلك يعقب المزارع عثمان - والذي يزرع ارضه في جبال بيت لحم - يعقب لوكالة معا ( الحمد لله لقد امتلأت الاّبار في الارض من مياه الامطار ).

منطقة الناصرة لم ينزل بها سوى 35 ملم من الامطار - وطبريا 15 ملم - حيفا 12 ملم وتل ابيب 9 ملم فقط.

وفيما يتوقع الجميع ان يحتفل الراصدون الجويون بالمنخفض الذي وصل ، لا يزال العبوس يعتلي وجوهم ، وقال مسؤول اسرائيلي في دائرة مياه طبريا بتشاؤم كبير ( لقد امطرت لثلاثة ايام ولكننا نحتاج الى امطار متواصلة لمدة 3 اشهر على هذا النحو لملئ 70 سنتمترا جفت في بحيرة طبريا ) .
كما لا تزال مناطق واسعة حول البحر الميت تعاني من اليباس والجفاف ويمكن للزائر ان يشعر بانقباض القلب وقشعريرة الالم حين يزور اريحا ويرى البحر الميت النادر الوجود في العالم ، وهو يموت ويموت اكثر واكثر اذا لم تتدخل مشيئة الله وتنقذه.