الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قيادات سياسية وبرلمانية ببيت لحم يشددون على ضرورة تجديد المنظمة

نشر بتاريخ: 22/02/2009 ( آخر تحديث: 22/02/2009 الساعة: 22:17 )
بيت لحم-معا-دعت قيادات سياسية و برلمانية و مسؤولون فلسطينيون و اعضاء المجلس الوطني إلى حماية وتجديد و تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بناء هيئاتها و مؤسساتها التمثيلية و القيادية ابتداء من المجلس الوطني الفلسطيني بالانتخابات الديمقراطية وفقا لمبدأ التمثيل النسبي كما جاء في نص إعلان القاهرة و وثيقة الوفاق الوطني .

جاء ذلك خلال انعقاد المؤتمر الوطني الأولى في محافظة بيت لحم الذي نظمته لجنة التنسيق الفصائلي بالتعاون مع محافظة بيت لحم في قاعة الفينيق في مخيم الدهيشة بحضور محافظ بيت لحم صلاح التعمري و الدكتور فكتور بطارسة رئيس بلدية بيت لحم ، و موسى درويش رئيس هيئة رئاسة المؤتمر ، و مروان خضر نائب محافظ بيت لحم ، و ممثلي فصائل و قوى منظمة التحرير الفلسطينية و أعضاء المجلس الوطني المركزي ، و النائبان عيسى قراقع و فايز السقا و عدد كبير من رؤساء و أعضاء الهيئات المحلية و الدوائر و ممثلي المؤسسات و الجمعيات و الاتحادات الشعبية و قدامى الأسرى ، و رجال الدين و مئات المشاركين من كوادر و فعاليات الحركة الوطنية الفلسطينية من مختلف أنحاء المحافظة .

وأكد موسى درويش الذي ترأس هيئة رئاسة المؤتمر على أهمية انعقاد المؤتمر في هذه الظروف الصعبة والتي تتمحور حول إعادة و إصلاح مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ورفض أي بدائل لها .

ورحب المهندس أنور هلال عضو هيئة رئاسة المؤتمر الذي أدار عرافة المؤتمر بالحضور داعيا إلى تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني ، و الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطيني و نصرتها باعتبارها الهوية السياسية و الكيانية للشعب الفلسطيني .

وقال الصحافي حسن عبد الجواد الذي ألقى كلمة افتتاح المؤتمر باسم لجنة التنسيق الفصائلي أن فكرة عقد هذا المؤتمر ليست فكرة هذا الفصيل أو ذاك ، وإنما فكرة تعبر عن شراكة وطنية جامعة بين جميع فصائل م.ت.ف فرضتها جملة ظروف موضوعية صعبة و قاسية أهمها استمرار هذا الاحتلال البربري الجاثم على الأرض ، و حالة الانقسام التي تعصف بالساحة الفلسطينية و الدعوات الإقليمية و الوهمية في الساحتين الفلسطينية و العربية الداعية لتشكيل بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية .

وبين أن م.ت.ف يتهددها خطرين الأول يتعلق بواقع المنظمة الراهن و الذي يعني استمراره المزيد من التراجع في مكانتها و التآكل المتدرج لدورها في الوطن و الشتات ، و الثاني متعلق بالتنكر للمنظمة و دورها و مكانتها تنكرا يستهدف شرعيتها و كونها كيانا سياسيا و معنويا لشعبنا و قائده مقاومته و كفاحه التحرري و الممثل الوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده .

ودعا عبد الجواد إلى الإسراع في فتح مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في المحافظات الفلسطينية و إعادة بناء هيئاتها و مؤسساتها التمثيلية و القيادية في الوطن و الشتات لحماية مشروعنا الوطني التحريري .

وتحدث صلاح التعمري محافظ بيت لحم في كلمة له حول المسيرة الكفاحية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، و دور القادة التاريخيين للشعب الفلسطيني في بناء و تكريس و تعزيز مكانة منظمة التحرير ممثلا شرعيا و وحيد للشعب الفلسطيني .

وقال : عندما نقول منظمة التحرير نقول الشهيد ياسر عرفات ، و الشهيد جورج حبش ، و تيسير قبعة ، و هايل عبد الحميد ، و صخر بسيسو و القائمة طويلة .

ودعا إلى ترسيخ اعتقادنا و إيماننا بالمنظمة ، لان فقدانها يعني المرجعية الحقيقية لنضالات الشعب الفلسطيني ، مؤكدا على أهمية حمايتها و الحفاظ عليها و تطويرها بما يخدم المستقبل شعبنا السياسي .

ودعا خالد العزة في كلمة له باسم أعضاء المجلس الوطني في المحافظة إلى مواجهة كل العابثين بوحدة المنظمة و تمثيلها الوحيد للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن م . ت .ف تمثل الكيان السياسي و المعنوي لشعبنا في الداخل و الخارج ، داعيا من يريد إصلاحها إلى الانضمام إليها ، و الاعتراف بها .

وأضاف أن منظمة التحرير واجهت العديد من المؤامرات التي فشلت في النيل من تمثيلها و وحدتها ، و أكد على أهمية الإسراع في توحيد الحالة الفلسطينية ، و ضرورة تفعيل و إصلاح كافة هيئات منظمة التحرير و مؤسساتها لمواجهة المخاطر التي تهدد مستقبل شعبنا .

واعتبر النائب السقا بان طرح موضوع المنظمة للنقاش مبرر ، ومشروع الدعوة لتفعيلها أمر مشروع ، و في هذا السياق يصبح من حق حركة حماس أو غيرها أتطلع لقيادة المنظمة و لقيادة الشعب الفلسطيني ، إلا أن ما يؤخذ على حماس هو أنها منذ تأسيسها لم تكن جادة بان تكون جزء من منظمة التحرير ، ومن المشروع الوطني ، بل كانت تتطلع لتكون بديلا ، و بالتالي كانت مواقفها و ممارستها معارضة بل معيبة لجهود المنظمة لتفعيل ذاتها أو التقدم نحو تطوير و تحديث النظام السياسي .

وقال انه لا يمكن استنهاض المنظمة بدون استنهاض حركة فتح ، و لا بد لحركة فتح ان تعقد مؤتمرها من اجل أن تواجه التحضير المجلس الوطني ، ومن يستطيع توحيد حركة فتح يستطيع ان يساهم بفعالية في توحيد الشعب الفلسطيني .

وألقت أحلام الوحش كلمة باسم الاتحادات و المؤسسات الشعبية و المهنية و النقابية دعت فيها إلى مواجهة المخاطر التي تتهدد تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني ، و إلى تجديد و تفعيل هيئاتها و مؤسساتها ، و الإسراع في تحقيق الوحدة الفلسطينية استنادا لإعلان القاهرة و وثيقة الوفاق الوطني .

تخلل المؤتمر العديد من النقاشات و الحوارات و المداخلات السياسية التي أدارها رئيس المؤتمر ، و التي دعت إلى ضرورة تعزيز مكانة منظمة التحرير في الوطن و الشتات و البدء بإصلاح مؤسساتها و هيئاتها القيادية و التمثيلية ، و فتح مقرات لها في المحافظات الفلسطينية و سد الفراغ في حضورها في مناطق الشتات الفلسطيني .

أكدت المداخلات على رفض أية بدائل فلسطينية أو إقليمية لمنظمة التحرير ، و على إدانة الانقسام في الساحة الفلسطيني الذي تسببت فيه حركة حماس ، و دعت إلى الإسراع في توحيد الصف الفلسطيني ، و جناحي الوطن لمواجهة كافة المخاطر التي تهدد مستقبل الشعب الفلسطيني ، و إلى تحريم الاعتقال السياسي و إطلاق سراح المعتقلين في سجون الضفة و القطاع .

أكد البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر على أن م.ت.ف هو الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا و هي كيانه المعنوي ، و هويته السياسية و مرافقة نضالا ته و قائدة مقاومته الوطنية التي أقرتها الشرعية الدولية ، و أن الحوار الوطني الشامل هو الخيار الوحيد لإنهاء حالة الانقسام و استعادة وحدة الصف الوطني .

وأدان البيان أية محاولات أو دعوات للمس بشرعية المنظمة ، أو العمل على إيجاد بديل عنها ، و اعتبرها دعوات قاصر و لم تدرك أو تضع في حساباتها حجم المعانة و بساحة تضحيات شعبنا ، و تشكل عقبة حقيقية إمام كل دعوة أو سعي لإجراء حوار وطني مسؤول .

ودعا البيان إلى خروج م.ت.ف مما تعانيه من ترهل و تراجع في أداء مؤسساتها ، و إهمال و تهميش لدور فعاليتها الكفاحية ، و العمل على تطوير أدائها و تجديد و تفعيل و إعادة الاعتبار لمكانتها و لدورها التاريخي و عدم العودة للمفاوضات مع حكومة الاحتلال حتى يتوقف العدوان على شعبنا ، و الاستيطان و إنهاء الحصار و إزالة الجدار ، و العمل على إعادة النظر بسياسة المفاوضات كونها لم تفضي أو تحقق أي شيء عملي يمكن أن يؤدي إلى تقدم ما في عملية السلام ، و كذلك العمل على إجراء تقييم شامل لعملية التسوية برمتها .