السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحديث ذو شجون **عرس الدوري!بقلم : فايز نصار

نشر بتاريخ: 22/02/2009 ( آخر تحديث: 22/02/2009 الساعة: 22:23 )
الخليل - معا - بعد النجاح الكبير لاتحاد الكرة ، في تنظيم التصنيف الأصعب لمجموعة الممتازة ، وما تلاه من نجاح لا يقل أهمية لمجموعة الأربعين الكروية ، والتي أفرزت أربع فرسان ستتنافس على تأشيرتي الصعود إلى مجموعة النخبة .. بعد ذلك تتجه الأنظار لدوري المحرومين ، حيث تنتظر عشرات الفرق من بقية الدرجات فرصة التنازل لتأكيد جدارتها في الترتيب ، على سبورة التصنيف الجديد .

وبين هذا وذاك ضرب اتحاد الكرة نجاحا من نوع آخر ، عندما جمع العائلة الكروية الفلسطينية في حفل مشهود ، في مدينة بيت لحم ، التي صنعت الحدث الرياضي ، بنجاحها في الظفر ببطولتي الرجال وشقائق الرجال ، فكان المكان عنوانا تقديريا موفقا من هيئة الاتحاد ،لان المجلس الاتحادي رأى أن تحج الأسرة الكروية الفلسطينية بكل رموزها ، إلى بيت لحم مباركة ومبايعة على مواصلة المسيرة .

فعلا .. كما سبقني الزملاء إلى توصيف الحفل الكبير ، بأنه كان قبسا من ألف ليلة وليلة ، وعينة من النجاح الكروي في كافة المجالات ، فالنجاح في تنظيم المباريات ، عززه النجاح في ترتيب الاحتفالات ، والرجال الذي صنعوا الحدث بانتظام المنافسة ، أحسنوا إخراج الحفل الكبير ، ليليق بالحديث العظيم ، احتفاء من كل الرياضيين بنجاح أول بطولة تصنيفية بحق وحقيق!

على غير العادة .. لم يفكر المنظمون كثيرا في الضيافة ، فغابت المناسف ، التي طالما أخذت حصة الأسد من جهد المنظمين ، واستبدل الأمر بضيافة عصرية تقشفية .. مائدة تلحمية مباركة ، جمعت حولها كل أطياف العائلة الكروية .. فهنا الناطق باسم فتح أحمد عبد الرحمن يستذكر مع إعلامي أيام مدرسة الإعلام الكبرى "فلسطين الثورة " وهناك حديث بين صديق فلسطينيين الفيفاوي نضال الحديد ، وعضو في الاتحاد عن ترتيبات المرحلة القادمة ، وبينهما كلام كبير بين الحكام والمسئولين حول شرعية ما حصل من تغيير لحارس المرمى في ركلات الحظ الأغلى بين نابلس والخليل ، والتي ابتسمت لشباب دورا .. وبين هؤلاء وأولئك يطوف اللواء الرياضي أبو رامي موزعا البسمات في كل مكان ، متحدثا عن جدلية نجاحه بين السياسة والكرة ، ومحذرا من تسول نفسه أن يتدخل في الشؤون الفنية للاتحاد .

كان اللقاء جامعا .. وكان الحديث ذا شجون ، وفي الأمر سنة حميدة لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين أبناء الأسرة الرياضية ، من نافس محتدم في الميادين ، وتلاق على المحبة في قاعات العلاقات العامة ، وفي الحالتين الكل مجند لخدمة كرة القدم الفلسطينية ،التي قدر لها أن تكون طليعة للكرة في آسيا ووطن العرب الكبير ، ويريد لها المخلصون أن تعود سفيرا للتألق والإبداع الفلسطيني !

كان الحفل مشهود .. صفق خلاله الحضور لإطراء بلاتر ونائبه بلاتيني على الكرة الفلسطينية في عام التألق الأول ، وعلا التصفيق مدويا في قاعة أطفئت أنوارها خلال استعراض الشريط الذي احتفت خلاله الفيفا بفلسطين ، بحضور ليونيل ميسي وكريستانو رونالدو وبقية النجوم ... كان التصفيق صادقا لأنه كان "على العتمة ".

كانت كلمات ممثل الرئيس صالح رأفت قليلة ولكنها جاءت معبرة عن تجند القيادة السياسية في دعم قطاع الشباب والرياضة ، الأمر الذي أكده اللواء الرجوب بصراحته المعروفة ، عندما قال : أن الرئيس ابو مازن ليس متحمسا كثيرا لكرة القدم ، في خضم الاستحقاقات الكبرى لشعبنا ، ولكن ذلك لم يمنع الرئيس من تشجيع كل المبادرات ، التي من شأنها أن تدفع المشروع الرياضي الوطني قدما ، بل أن أبا مازن – قال الرجوب – كان يتمنى أن يرفع كأس الدوري فريق مقدسي ، كهدية من شباب فلسطين للعاصمة الماجدة ، وهي تستضيف مشروع الثقافة العربية 2009 .

كان الحفل بهيجا ... وكانت فيفا حاضرة ، عبر سفيرها الدائم في بلاد الشام نضال الحديد ، الذي أصبح الحاضر في كل الناسبات الفلسطينية الكبرى ، شاهدا على حسن التخطيط ، ومشاركا في أبداع التنفيذ ، ومبتهجا في احتفالات التتويج .

كان الحفل بهيجا ... زينته الشبابة النيصية ، والرقصات التلحمية ، فكانت المكافأة المعنوية بالاحتفاء والإشادة ،وكانت المكافأة المادية للواد ولوصيفه الامعري ، ولثالث الدوري المكبر ، في علامة فارقة من الزمن الجميل ، بان لكل مجتهد نصيب ، فللرجال نصيب مما أبدع النجوم ، وللنساء - من بيت لحم ورام الله- نصيب مما أبدعت النواعم في الملاعب ، وبين هؤلاء نصيب خاص للنجوم السوبر الكشكش والعلان وكلوديا .. والآخرون .

هو تكريم غير مسبوق ، فيه احتفاء بكل التفاصيل ، هدية للاتحاد النابلسي وللإسلامي التلحمي على الانضباط ، وهدية لمجدي الأهلي على حسن السلوك في الملاعب ،وهدايا أخرى لكل المجتهدين ، ولكل المبدعين ، في الليلة التلحمية الكبيرة !

كان العريس من واد النيص ... وكل من حضر عرس الاتحاد تمنى أن يكون فريقه الذي يحبه هو العريس ، وفي الأمر ارهاصات لعمل كبير ، سيساهم في تحريك الخلايا النائمة ، لرفع مستوى المنافسة ، وتحسين الأداء في الملعب الخضراء ، لأن كل فريق أصبح يمنى النفس أن يكون عريس الموسم الكروي القادم !

والحديث ذو شجون