الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتنياهو يفشل في إقناع ليفني بالانضمام وتخليها عن مبدأ دولتين لشعبين

نشر بتاريخ: 23/02/2009 ( آخر تحديث: 23/02/2009 الساعة: 15:02 )
القدس- معا- انتقد عدد من مقرَّبي رئيس حزب الليكود نتانياهو عدم إبداء ليفني أي مرونة في القضايا السياسية خاصة في المسار الفلسطيني، أثناء اللقاء الذي عُقد في القدس الليلة الماضية بين رئيس الليكود بنيامين نتنياهو المكلف بتشكيل الحكومة المقبلة ورئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني لبحث إمكانية انضمام كاديما إلى ائتلاف يرأسه نتنياهو.

وذكر المقربون وفقا للمصادر الاعلامية العبرية أن ليفني طلبت من نتنياهو الالتزام بمبدأ "دولتين لشعبين" وكذلك التخلي عن تعهداته تجاه حزب شاس، شرطان لدخول كاديما في حكومة يشكلها نتنياهو، إلا أن نتنياهو رفض الطلبين.

ومن المرجَّح أن يكون نتنياهو قد طرح على ليفني خلال الاجتماع عرضاً مغرياً يقضي بتعادل عدد الحقائب الوزارية لكلا الحزبين ومنح كاديما اثنتين من الحقائب السيادية الثلاث الدفاع والخارجية والمالية.

وأعرب نتنياهو عن أمله في أن يتسنى إيجاد القواسم المشتركة بين الحزبين وجسر الخلافات بينهما وذلك من منطلق التمسك بالمسؤولية الوطنية والابتعاد عن الاعتبارات الحزبية الضيقة.

وبدورها أكدت ليفني رفضها المشاركة في أي حكومة لا تساير خطها السياسي تجنباً للإخلال بثقة ناخبيها واصفةً الخلافات مع رئيس الليكود بشديدة نظراً لتمسكها بحل الدولتين للشعبين.

ويلتقي نتنياهو اليوم رئيس حزب العمل إيهود باراك ويعرض عليه على الأرجح دخول حكومته العتيدة لقاء احتفاظه بحقيبة الدفاع ومنح حزبه أربع حقائب وزارية أخرى. غير أن المقرَّبين من باراك أكدوا حرصه على ملازمة مقاعد المعارضة.

وكان زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو المكلف تشكيل حكومة في إسرائيل، فشل في إقناع حزب كاديما برئاسة تسيبي ليفني المشاركة في حكومة وحدة بسبب الخلافات حول المفاوضات مع الفلسطينيين.

وقالت ليفني بعد محادثات مع نتاياهو في القدس "لم نتوصل إلى أي تقدم حول المسائل الأساسية. هناك اختلافات عميقة خصوصا حول الطريقة التي تؤدي إلى اتفاق حول مبدأ قيام دولتين لشعبين وكذلك حول اتفاق نهائي مع الفلسطينيين".

ومع ذلك وافقت وزيرة الخارجية المنتهية ولايتها على إجراء لقاء جديد مع نتنياهو خلال الأيام المقبلة.

أما نتاياهو فقال انه سيواصل جهوده خلال الأيام المقبلة "لتشكيل حكومة وحدة". وأضاف "توصلنا إلى عدد كبير من النقاط المشتركة ولكن كل هذا الأمر يتطلب لقاءات أخرى، يمكن أن نجد طريقا مشتركة". وأضاف "سوف نحدد ونصيغ الأسس لتشكيل حكومة وان أحزاب أخرى قد تنضم ألينا" مشيرا إلى انه "في حال وجدت الإرادة فسوف نجد حلا".

وكانت ليفني قد لطفت من مواقفها قبل محادثاتها مع نتنياهو وأشارت إلى حزبها يؤيد تطبيق توصيات مؤتمر انابوليس الدولي يناير/تشرين الثاني الذي يتضمن إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب إسرائيل. وقالت إن حزبها يقبل المشاركة في حكومة توافق على "رؤية دولتين لشعبين".

وأضاف "بخلاف ذلك، تكون عملية غش تجاه الناخبين" مشيرة إلى أنها لم تبحث في توزيع الحقائب الوزارية مع نتنياهو ولكنها بحثت مسائل أساسية. ويعتبر المعلقون أن ليفني تريد الحصول على الضمانة بأنه سيكون بإمكانها مواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين.

وقد حصل كاديما على 28 مقعدا في الانتخابات التشريعية التي جرت في العاشر من فبراير/ شباط ، مقابل 27 مقعدا لليكود الذي بإمكانه في المقابل الاستناد إلى دعم تكتل من 65 نائبا من التيار اليميني في الكنيست الذي يعد 120 نائبا في الإجمال.

وكان نتنياهو عارض اتفاقات اوسلو مع الفلسطينيين عام 1993 وهو يعارض إقامة دولة فلسطينية على المدى القصير. ويطرح بالمقابل نوعا من الحكم الذاتي الموسع للفلسطينيين عبر "خطة سلام اقتصادية" في الضفة الغربية.

بالمقابل يؤيد حزب كاديما مدعوما بحزب العمل خطة سلام تشمل إجلاء عشرات الآف المستوطنين اليهود وجمعهم في كتل استيطانية في الضفة الغربية. وقال نتانياهو للصحافيين قبل لقائه ليفني بالتوقيت المحلي "نظرا للتحديات الكبرى التي تواجه الدولة فلا شك أن تحقيق الوحدة هو الذي يجب أن يكون هدفنا الرئيسي".

وأضاف نتنياهو "يمكننا التوصل إلى ذلك من خلال الحوار وليس من خلال لوي الذراع، وأتوقع من حكومة وحدة أن تتعاون مع إدارة اوباما". وأشار احد المقربين من نتانياهو إلى أن الأخير مستعد لتقديم "اقتراحات سخية وعادلة" لحزب كاديما عبر إعطائه نفس عدد المقاعد التي ستعطى لليكود، مع تسليمه وزارة المالية إضافة إلى الخارجية أو الدفاع.

وكانت ليفني قد أعلنت في البداية انها تفضل الانتقال إلى المعارضة "لتجسيد البديل" بدلا من تغطية فريق نتانياهو. إلا أن فريق عملها ينصحها بالاستماع إلى عروض نتانياهو قبل اتخاذ قرار نهائي بالمشاركة أو بعدمها. ولدى نتانياهو مهلة حتى العشرين من مارس/ آذار المقبل لتشكيل حكومته. إلا أن هذه المهلة يمكن أن تمدد حتى الثالث من ابريل/ نيسان.