الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

قشة المشهرواي قصمت ظهر بعير الحوار - وعادت حليمة لعادتها القديمة

نشر بتاريخ: 23/02/2009 ( آخر تحديث: 24/02/2009 الساعة: 09:01 )
بيت لحم - تقرير وكالة معا - بعد حالة من الاستبشار والتفاؤل الحذر تجاه الحوار الوطني ، وبعد تصريحات قادة من فتح وحماس ، اعتبرت حركة حماس عقب اللقاء المتلفز الذي بثه تلفزيون فلسطين مع القائد الفتحاوي سمير مشهرواي- احد خصوم حماس في غزة - اعتبرته سببا كافيا للرد بطريقة مفاجئة وقاسية كما وصفها عدد من كوادر فتح في الضفة.

وكان سمير مشهراوي والمفترض انه عضو وفد فتح في حوارات القاهرة، أكد أنه مستعد للتنازل عن المشاركة في الحوار إذا كانت هذه المشاركة عائقاً أمام انجاح الحوار واعادة اللحمة الفلسطينية.

جاءت أقوال مشهراوي رداً على تصريحات لحركة حماس أبدت فيها تحفظاً على مشاركته في وفد حركة فتح الى القاهرة، وقال: "لا يحق لحماس ولا لغيرها التدخل في من يشارك أو لا يشارك في وفد حركة فتح".

وأوضح "أن القيادة الفلسطينية لم تبلغ بشكل رسمي من المصريين حول مشاركتي أو عدمها"، مؤكداً أن حركة فتح جادة ولديها النية الصادقة للذهاب الى القاهرة من أجل الاتفاق واعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية.
كما نفى ان يكون هناك أي تدخلات اجنبية امريكية في قرار فتح والدليل اتفاق مكة، قائلا "عندما زار الرئيس عباس دمشق، امريكا اعترضت على الزيارة ولكن الرئيس قام بزيارة دمشق ليقول اننا لا نتلقى تعليمات من اي دولة".

وفورا ومن خلال مؤتمر صحفي عقده ايهاب الغصين من حماس تحت عنوان ( حول خفايا وأسرار الحرب على غزة ) وبثت تسجيلات مصورة لضباط امن في السلطة وهو ما وصفه امين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة بانه " تحريك للماكنة الاعلامية الحمسواية ضد الحوار " واتهم حماس بتعطيل الحوار الاول وانها تعمل من اجل عرقلة الحوار الثاني . على حد قوله . ووصف ما ورد في المؤتمر الصحافة للداخلية المقالة بانها ترهات واكاذيب .

وقد بدأت الاجواء بالسخونة ، حين اعتبر المهندس إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية المقالة استدعاء جهاز المخابرات في نابلس بالضفة الغربية المحتلة للحاجة أم الطاهر الخراز (63 عامًا) وهي زوجة الأسير أبو الطاهر وأولادها الثلاثة، واعتقال ابن القائد جمال أبو الهيجا (عماد) واعتقال ما يقارب من 80 من أبناء "حماس" في الأيام القليلة الماضية . على حد قولهم . وان ذلك "دليل على وجود فريق معني بإفشال جهود المصالحة" .

ورغم ان المركز الفلسطيني للاعلام التابع لحركة حماس كان تحدث في اليومين الماضيين عن ( أجواء إيجابية تتطلع إلى تحقيق إنجاز في مسيرة الحوار الفلسطيني، الذي سينعقد في القاهرة نهاية شهر شباط/فبراير الجاري، تمهيدا لمصالحة وطنية تنهي حالة التشرذم والانقسام في الصف الفلسطيني) .

وقال المركز ان هذا التفاؤل يرتبط بروح المصارحة والتفاهم والتوافق التي سادت اللقاءات التي عقدت بين وفدي حركتي حماس وفتح، خلال الأيام القليلة الماضية، كما عبر عن ذلك قياديون في الجانبين، إضافة إلى بعض الترتيبات الفلسطينية والعربية، التي يفترض أن تسبق وتتزامن مع جولة حوار الفصائل، لكن هذا لم يمنع "حماس" من الإفصاح عن تشككها بنجاح الحوار، في ظل استمرار ممارسات أجهزة أمن التابعة لسلطة رام الله القمعية.
الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم كان أشاد بسير اللقاءات التي تجري بين وفدي حركتي "حماس" و"فتح" في القاهرة، مؤكداً على أن هذه اللقاءات "تكسر الجليد".

وقال برهوم في تصريحات صحافية، "إن عقد لقاء بمستوى قيادات رفيعة بوزن موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" وأحمد قريع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح "أمر جيد وإيجابي".
وأشار برهوم إلى أن هذه اللقاءات بحثت في عدة مواضيع هامة تعتبر من ضروريات ومستلزمات الحوار خاصة قضايا الاعتقال السياسي والحملات الإعلامية التحريضية والاستدعاء وسياسة قطع الرواتب.

وقال إن "فتح" أبدت جدية كبيرة لتذليل هذه العقبات، مؤكداً على أن "حماس" طالبت بالعمل الجاد لإنهاء ملف "الاعتقال السياسي ووقف التحريض".

واعتبر القيادي في حركة حماس بالضفة الغربية رأفت ناصيف أن المؤشرات المتعلقة بحوارات حركتي فتح وحماس في الضفة " حتى الآن إيجابية"، وربط ذلك "بتهيئة الأجواء اللازمة للوصول إلى حوار جدي"، معتبرا أنها "أن هذه هي النقطة الجوهرية"، وأشار إلى أنه " تم التوافق في خطة أولى ومهمة على إغلاق ملف الاعتقال السياسي والهجمة على حركة حماس في الضفة الغربية المحتلة، وعلى أي طرح يهيئ الأجواء من أجل الحوار سواء من قبل حركة حماس، أو من قبل حركة فتح".
الا ان نشطاء من حركة فتح قالوا لمعا ( ان حركة فتح هي التي تحتاج الى تطمينات لان حماس هي التي انقلبت عليها ) وسرعان ما تحوّلت الشكوك الى اتهامات ومن ثم الى لوائح اتهام ثم الى تحميل مسؤولية وتجريح .

وعن الجهد العربي الذي سيشارك في دعم الحوار الفلسطيني الذي سينعقد في القاهرة نهاية الشهر الجاري كشف الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس النقاب عن أن سبع دول عربية ستتولى رعاية الحوار الفلسطيني انطلاقه في القاهرة.

الا ان حركة حماس في الضفة الغربية سارعت الى التدخل وفي بيان صدر عنها يوم (16/2) للقول : "إن ما يصلنا من قلب زنازين الأجهزة الأمنية عن حالات كثيرة تؤكد لنا استمرار التعذيب والشبح والتنكيل بحق نشطاء الحركة، وما نحصيه كل حين من أعداد جديدة تختطف إما من بيوتها أو أماكن عملها، أو عن طريق الاستدعاءات.. كل ذلك يعتبر مؤشرا غير ايجابي، وعقبة كبيرة واختبارا حقيقيا لإنجاح المساعي المبذولة في القاهرة هذه الأيام".

وعود على بدء - وفي بيان صحفي صادر عن وزارة الداخلية المقالة جاء فيه بعد عرض عدة اعترافات متلفزة لشبان من فتح ومن الاجهزة الامنية لهم اتصالات مع مسؤوليهم في السلطة بالضفة الغربية واظهارهم بشكل يوحي بالتعاون مع الاحتلال قالوا في حماس ( كنا قد التزمنا بما تم الاتفاق عليه في لقاء حماس وفتح في القاهرة بوقف الحملات الإعلامية ولكن فؤجئنا بأنّ المدعو سمير المشهراوي وفي برنامج على تلفزيون فلسطين قام بخرق واضح لهذا الاتفاق, حيث تحدث عن افتراءات وأكاذيب تؤكد مجدداً بأن هذه الشخصيات غير معنّية لا بالحوار ولا بالوحدة, وبناءً عليه سنعرض على شعبنا وأمتنا البيان التالي:

ثم قالوا ان هذه الحرب لم تكن لتحدث بهذه الوحشية لولا تعدد الأطراف التي شاركت فيه, والتي كان أخطرها _ ووفقا للمعلومات والتقارير التي تم رصدها من خلال اعترافات المتهمين _ ما قام به ضباط وعناصر من الأجهزة الأمنية التابعة لمقاطعة رام الله, الذين كانوا يكلفون أتباعهم رسميا برصد وكشف ومتابعة تحركات المقاومة الأمنية قي القطاع, ونقل هذه المعلومات إليهم في رام الله, ومن ثم يتم نقلها إلى العدو الذي بدوره يقوم باستهداف هذه المواقع, بناء على هذه المعلومات التي كان يتلقاها قبل وأثناء الحرب على غزة ) .
وظهر شخص يدعى أبو عبد الله ويعمل كمدير في إدارة التحليل والمعلومات في جهاز لأمن الداخلي لحماس وقال ان هؤلاء كانوا يعملون على :
1- تشكيل مجموعات سرية من أبناء الأجهزة الأمنية التابعة لرام الله تهدف لتخريب وقتل وزعزعة الأمن في القطاع.
2- تشكيل مجموعات لمراقبة ورصد الأجهزة الحكومية وعمل هياكل لها وتحديد أنواع السلاح والسيارات التي يستخدموها.
3- إعداد كشوفات بأماكن التصنيع والأنفاق وأماكن التدريب لأبناء الأجهزة الأمنية والمقاومة, فعلى سبيل المثال تم العثور في البريد الإلكتروني للمتهم رائد عبد الرحمن المصري يعمل في المخابرات سابقاً على معلومات أمنية حسّاسة وخطيرة تقوم على تصنيف أبناء حماس والقسام والقيادات وتسجيل ذلك في كشوفات, وقد تم إرسالها إلى رام الله والأسماء موجودة لدينا.
4- قامت هذه المجموعة بعمل خرائط لمناطق مختلفة في القطاع توضح أماكن رباط المجاهدين والأماكن المفترضة لتخزين السلاح والأنفاق وإرسالها إلى رام الله ومثال على ذلك في منطقة بيت حانون ما قام به المتهم عطا الله الزويدي, وهو ما شاهدتموه خلال العرض المرئي.
5- قامت هذه المجموعات بعمل هيكلية مفترضة لقيادات الحركة ومجالس الشورى فيها العسكرية والأمنية والسياسية وإرسالها إلى رام الله.
6- قامت هذه المجموعات بعمل مسح لأبناء حركة الجهاد الإسلامي وتحديد طبيعة عملهم ومواقفهم من حركة فتح وإرسالها إلى رام الله.
7- قامت هذه المجموعات بعمل حصر لموظفي السلطة وتصنيفهم (شرعية وغير شرعية) وإرسالها إلى رام الله ما أدى إلى قطع رواتب وأرزاق آلاف المواطنين.
8- قامت هذه المجموعات وعن طريق برنامج "جوجل إيرث" بإعداد خرائط لتحديد المساجد والمؤسسات وأماكن الأنفاق والتصنيع وإرسالها إلى مسؤليها في الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية قبيل الحرب مباشرة وبناء على طلبهم,وقد شاهدتم أمثلة لها قبل قليل.
9- قامت هذه المجموعات برسم خريطة لبيت إسماعيل هنية والبيوت المحيطة وأماكن نقاط الأمن والحماية والرباط ومحاولة التعرف على انفاق مفترضة في محيط بيت رئيس الوزراء وإرسالها إلى رام الله.
وغيرها من النقاط التي تحمل اتهامات امنية مباشرة بينها رصد وزير داخلية المقالة الشهيد القائد سعيد صيام ومواعيد وأماكن اجتماعاته- وقال ابو عبد الله : الأخطر من ذلك كله أننا ومن خلال مصادر خاصة وداخلية فقد حصلنا على إيميلات وفلاشات عناصر وقيادات للأجهزة الأمنية في السلطة, تَبيَّن لنا أنهم يعملون وفق إستراتيجية واحدة تقوم على جمع المعلومات لضرب القدرة العسكرية للمقاومة وهذا ما كان واضحاً من استهداف معظم الأهداف التي رفعت لرام الله.
وهددت داخلية المقالة : سنضرب بيد من حديد ودون رحمة كل من يحاول إثارة الفوضى والفتنة في الساحة الفلسطينية الداخلية مهما حاول إخفاء نفسه تحت غطاء تنظيمي أو عائلي أو غيره.
وأخيراً حمّلوا حمل الرئيس " المنتهية ولايته" محمود عباس المسئولية الكاملة عن الجرائم التي نفذها هؤلاء المتهمون التابعون لأجهزته الأمنية.
حركة فتح لم ترد رسميا على هذه الاتهامات الخطيرة الا ان احد قادة فتح برام الله قال ( اذا كانت فتح هكذا وكما تقول حماس اذن لماذا يريدون محاورتنا في القاهرة ولماذا يتحدثون اصر عن حوار وطني ؟ ) .
علما ان محكمة عسكرية بغزة كانت حكمت امس على ناصر ابو فريح بالاعدام رميا بالرصاص ، ولكن عائلته قالت لمعا : ان حماس قامت بمحاكمته ومنعت المحامي من الدفاع عنه وان المحامي لم يتواجد في المحكمة حين صدور الحكم وان " عائلة ابو فريح في الوطن والمهجر تدين وبشدة ما قامت به حماس باتهام ابنهم المظلوم ناصر ابو فريح بالعمالة لصالح اسرائيل حيث انه من ابناء حركة فتح لذا جرت محاكمته بالاعدام بعد فترة طويلة في سجن حماس وان عائلته تحمل اسماعيل هنية المسؤولية عن حياته " . كما جاء لوكالة معا حرفيا .

ومع هذا التسخين الخطير في الاتهامات... يبدو ان التفاؤل يتبدد بنجاح الحوار، وان الامور تسير باتجاه الرد والرد على الرد والرد على رد الرد وهلمجرا الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا.