المشهد الاسرائيلي:التوتر السياسي ينعكس على المستوى العسكري
نشر بتاريخ: 23/02/2009 ( آخر تحديث: 24/02/2009 الساعة: 02:58 )
بيت لحم- معا- لم تعد الساحة السياسية الاسرائيلية وحدها المشوبة بالتوتر تحت وقع حالة الانتظار لنتائج التجاذب السياسي والحزبي بل اصبحت الساحه العسكرية ورئاسة الاركان وقيادة المؤسسة الامنية الاسرائيلية شريكا لها في توترها بانتظار من سيكون وزير الجيش القادم ومستوى علاقته برئيس الاركان الحالي غابي اشكنازي .
والقرار بمن يسكن الطابق الرابع عشر من مقر القيادة العامة في تل ابيب، مرتبط اساسا بشكل الحكومة القادمه فاذا كانت حكومة يمين ضيقة فالمرشح الطبيعي لاشغال منصب وزير الجيش هو رئيس الاركان الاسبق الجنرال احتياط موشي يعلون الذي يرتبط بعلاقات جيدة مع رئيس الاركان اشكنازي خاصة وان الاخير شغل منصب نائب رئيس الاركان خلال فترة تولي يعلون للمنصب الاعلى في سلم القيادة العسكرية " رئاسة اركان الجيش" وكان يعلون قد صرح حينها بانه يرى بغابي اشكنازي خلفه الطبيعي حين ينهي مهام منصبه وذهب ابعد من ذلك حين قال بانه لو كان اشكنازي رئيسا للاركان عام 2006 لكانت نتائج حرب لبنان مختلفه تماما .
والاحتمال الاخر ان تتشكل حكومة ائتلافيه تضم حزب كاديما وفي هذه الحالية سيكون شاؤول موفاز الاوفر حظا لتولي منصب وزير الجيش وهو يرتبط مع غابي اشكنازي بعلاقة اقل ما يقال فيها بانه معقدة ومركبة وفقا لوصف صحيفة " يديعوت احرونوت" الاسرائيلية التي نشرت التحليل تحت عنوان " حرب الجنرالات .
موفاز الذي تولي منصب وزير الجيش ما بين العامين 2002-2006 اقال في حينها يعلون من رئاسة اركان واختار عدم تعيين اشكنازي بدلا عنه وفضل الذهاب نحو دان حالوتس الامر الذي اعتبرته الاوساط العسكرية وخاصة بعد حرب لبنان خطا فادحا كلفها ثمنا باهظا ووصل الامر بين الاثنين لدرجة رفض موفاز تعيين اشكنازي حتى مديرا عاما لوزارة الجيش .
ولا زالت العلاقة بين الاثنين متوترة ومركبة رغم سيل المديح والثناء الذي قاله موفاز بحق اشكنازي بعد الحرب على غزة معجبا بطريقة ادارتها واذا عاد موفاز لوزارة الجيش سيجد امامه رئيسا قويا للاركان يحظى بتأييد واسع داخل الجمهور الاسرائيلي وسيجد صعوبة وكذلك يعلون في التصرف ك " رؤساء اركان " فوق العادة ولا يعرف ان كانوا سينجحون في التعامل مع اشكنازي كما فعل باراك الذي منحه هامشا للمناورة والتحرك .
ونقلت الصحيفة عن ضباط كبار في الجيش بان وزير الدفاع القادم مهما تكن شخصيته سيضطر للسير على خطى باراك الذي يعتبر ابا للامن ونجح في احلال السلام الداخلي في الجيش واقامة منظومة علاقات جيدة مع رئيس الاركان .
واضاف الضباط بان علاقات ممتازة سادت بين باراك ورئيس الاركان فرغم العمل الهائل الذي قاما به لم تسجل بينهما احتكاكات وليس من المعروف فيما اذا كان رئيس الاركان يكن مستوى الاحترام ذاته للوزيرين المفترضين موفاز ويعلون .