السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

معا تكشف: ميتشيل طلب افراجا فوريا عن مروان البرغوثي واولمرت افتعل ازمة

نشر بتاريخ: 23/02/2009 ( آخر تحديث: 24/02/2009 الساعة: 09:47 )
بيت لحم - تقرير خاص معا - رفع الاعلام الاسرائيلي سكاكين النقد في وجه رئيس الوزراء المخلوع ايهود اولمرت ، وقال فيه اكثر مما قال الامام مالك في الخمر ، ولم يبق برنامج تلفزيوني ولا اذاعي اسرائيلي الا وأدلى بدلوه في " مراهقة قادة اسرائيل ومناكفاتهم " على ظهر الجندي الاسير جلعاد شاليط والذي وقع في أسر ثلاث منظمات فلسطينية مسلحة عند رفح قبل نحو الف يوم .

وقد علمنا من مصادر مطلعة ، ان جورج ميتشيل مبعوث الرئيس الامريكي باراك اوباما ، والذي زار المنطقة رسميا للمرة الاولى قبل نحو اسبوعين ، طلب من ايهود اولمرت وقادة اسرائيل الكف عن اضعاف السلطة والاستجابة لطلب الرئيس محمود عباس باطلاق سراح مروان البرغوثي الا ان اولمرت الذي شعر بالصدمة من طلب ميتشيل تلكأ في الرد ومن ثم تسربت انباء عن رغبة اسرائيل اطلاق سراح البرغوثي على شكل حسن نية لرئيس السلطة بقصد افساد الامر عن طريق كشفه اعلاميا . ومن ثم لاحقا افتعال ازمة مع المبعوث الامني الاسرائيلي عاموس جلعاد وتفجير القصة برمتها .

وكان عاموس جلعاد كشف لصحيفة" معاريف" الاسرائيلية قبل ايام ما فحواه ( ان اولمرت منذ شهرين لا يهتم بملف جلعاد شاليط وانه يفوت فرصة تاريخية لاستعادته وبدلا من الاهتمام بانجاح صفقة التبادل ترى اولمرت يشن انتقادات ضد مصر ) . وامتدح جلعاد جهود مصر ورغبة وجهود الرئيس المصري في التوصل الى تهدئة والى صفقة تبادل .

وعلى الفور ثارت ثائرة اولمرت والذي انفجر غضبا ضد عاموس جلعاد في جلسة الحكومة الاسبوعية يوم الاحد ، وطالبه بالاعتذار للصحافة عن هذه الاقوال ضده - ويبدو ان اولمرت لم يقدر جيدا شخصية عاموس جلعاد العنيدة واعتداده بنفسه - فرفض ان يعتذر وتورط اولمرت في القصة فامهله يوما للاعتذار ولكن جلعاد رفض الوساطات ورفض الاعتذار او التراجع عما صرّح به . فقام اولمرت بتنحيته وشن حملة عارمة ضده بتهمة سوء الائتمان وخيانة الامانة .

ومن خلال بحثنا في اوساط الصحافة الاسرائيلية حول هذه الازمة اتضح أن عاموس جلعاد ليس ذئبا وحيدا وانه يحظى بتغطية كبيرة من وزير الجيش ايهود باراك ما فجّر ازمة حقيقة بين باراك واولمرت على هذه الخلفية .

وفي السيرة الذاتية لعاموس جلعاد ، انه كان يخدم كضابط صغير مع ارئيل شارون في احتلال بيروت ، وانه هو الوحيد الذي حذّر شارون من الانسحاب من حول مخيمي صبرا وشاتيلا وان مذابح ستقع حينها ، وكان الفدائيون وسكان المخيمات في لبنان يطلقون عليه لقب ( الضابط الجنجي ) وقد نجا حينها من لجنة كوهين وهي لجنة تحقيق اسرائيلية حول مذابح صبرا وشاتيلا .

التلفزيون الاسرائيلي كتب على شاشته الليلة الماضية ( لماذا يريد اولمرت تحويل جلعاد شاليط الى رون اراد )في اشارة الى ان فشل صفقة تبادل الاسرى هذه المرة قد يعني ان مصير شليط سيذهب الى المجهول وقد يختفي مثل الطيار رون اراد .

وقد استعان التلفزيون الاسرائيلي بخبراء في المفاوضات للنيل من موقف اولمرت والضغط عليه لاتمام صفقة تبادل سريعة ، وفي هذا الاطار قال المحامي امنون زخروني وهو مفاوض اسرائيلي شارك في مفاوضات تبادل اسرى سابقا : ان اولمرت يرمي جلعاد شليط الى المجهول وانه اخطأ بادارة الملف وان عاموس جلعاد على حق باستعجاله اتمام الصفقة .

اما المحلل المعروف في صحيفة معاريف تسفي بارئيل فقال للقناة الثانية : نعم ان اولمرت اخطأ بالمقامرة على تأجيل الصفقة وانه يرمي شاليط الى اعماق المجهول .

المحلل الاسرائيلي امنون ابراموفيتش وهو صاحب مصداقية وسط الجمهور الاسرائيلي أدلى بدلوه في هذا الموضوع وقال ( ان عاموس جلعاد ليس لوحده وان ايهود باراك يتفق ويعمل معه وأيده في الاسراع بعقد الصفقة ) .

ولم تكتف وسائل الاعلام بذلك وانما استضافت والدة الجندي الاسير الميت جولدفاسار والذي استردته اسرائيل جثة بصفقة تبادل مع حزب الله قبل نحو عام فقالت انها تحمّل اولمرت المسؤولية عن حياة جلعاد شاليط وان عليه ان يتم الصفقة قبل مغادرته سدة الحكم .

كما اشارت الى ان استطلاعات الرأي في اسرائيل اظهرت ان 77% من الجمهور اليهودي يؤيد اجراء صفقة تبادل لاستعادة شليط وبأسرع وقت . ثم عقّب المحلل العسكري في صحيفة هارتس بالقول ان محاولة ربط اولمرت قضية المعابر بقضية شاليط محاولة فاشلة ، واثبتت فشلها التام .

وفي الختام علّق المحلل ايهود يعاري في القناة التلفزيونية الثانية ، علّق على تصريحات ابو عبير حول الجندي جلعاد شاليط وكيف ان المقاومة في غزة سارعت لنفي تصريحاته !! وتساءل دون اجابات حول الحالة الصحية للعسكري شليط ؟

علما ان موقع ديبكا الاستخباري العبري كان نشر ان المصريين ومن شدة غضبهم من موقف اولمرت قرروا فتح معبر رفح لمدة 3 ايام ودون موافقة اسرائيل لرد الصفعة لاولمرت ولاظهار مسؤوليته في افشال مشروع التهدئة وصفقة تبادل الاسرى .

ويبقى السؤال : هل يستكين اولمرت الضعيف المخلوع امام الصحافة الاسرائيلية والرغبة العارمة عند الجمهور الاسرائيلي باتمام صفقة تبادل ؟ ام ان عناده وغضبه على قادة اسرائيل سيدفعه الى تحطيم المعبد على رؤوسهم قبل المغادرة وعلى طريقة شمشون " علي وعلى اعدائي " ؟