الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة- ورشة عمل حول دور الإعلام في تعزيز السلم الأهلي والمصالحة

نشر بتاريخ: 24/02/2009 ( آخر تحديث: 24/02/2009 الساعة: 15:30 )
غزة- معا- نظم تحالف السلام الفلسطيني في غزة ورشة حول دور الإعلام في تعزيز الوحدة الوطنية والسلم الأهلي وذلك بالشراكة مع مكتب التعاون الأسباني (The Spanish Cooperation Office )، بحضور كلا من الدكتور أحمد حماد عميد كليه الإعلام في جامعة الأقصى وعماد الإفرنجي مدير قناة القدس الفضائية في غزة وأحمد عودة من وكالة "معا" الإخبارية والصحفي حامد جاد من صحيفة الأيام وصالح المصري مدير اذاعة القدس وعدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني وطلبة الجامعات وعدد من الصحفيين والمهتمين.

من جهته طالب الدكتور أحمد حماد عميد كلية الإعلام في جامعة الأقصى وسائل الإعلام بوضع أجندة لخطة إعلامية متكاملة الأبعاد لخفض التوتر والالتزام بالمصلحة العليا للشعب الفلسطيني، مؤكدا على ضرورة أن يلعب الإعلام دورا ايجابيا في تجسيد المصالحة والابتعاد عن شحن الأجواء.

وقال حماد انه يجب على وسائل الإعلام الفلسطينية أن تلعب دورا في تقوية النسيج الاجتماعي عبر استخدمها لكل الأساليب، مؤكدا أن إعادة اللحمة لشطري الوطن يتطلب تضافر جميع الجهود خاصة وسائل الإعلام للدفع بالقضية الوطنية إلى الصدارة ، كما اقترح حماد تشكيل مجلس أعلى للإعلام.

بدوره قال الصحفي عماد الإفرنجي مدير فضائية القدس في قطاع غزة إن الفضائيات مطالبة بالعمل من أجل إعادة اللحمة الوطنية وتحسين صورة المجتمع الفلسطيني داخليا وخارجيا، مطالبا وسائل الاعلام بعدم استخدام كل الألفاظ والشعارات التحريضية التي تحض على العنف والتعصب والكراهية، كما دعاها إلى التحلي بالموضوعية والمهنية بعيدا عن الفئوية والفصائلية التي تزيد من حدة الاحتقان في الشارع الفلسطيني وتمزق وحدة الصف وتفقد الإعلام مصداقيته.

ودعا الفضائيات إلى النأي عن نفسها من الأزمة الداخلية وحالة الانقسام التي تسود الشارع، مؤكدا أن تلك الفضائيات ليست جزءاً منها بل هي أداة تعكس ما يجري ويدور في المجتمع بمهنية وموضوعيةن مؤكدا على ضرورة أن تبحث الفضائيات عن المعلومات الصحيحة الصادقة وتقديمها للجمهور والبعد عن نشر الأكاذيب والإشاعات وتلوين الأخبار وتحريفها.

من جانبه طالب الصحفي في جريدة الأيام حامد جاد في كلمة له حول دور الصحافة المقروءة في تعزيز الوحدة الوطنية والسلم الأهلي الصحف في هذه المرحلة بالعمل على حث مراسيلها ودعم قدراتهم في التغطية الصحفية التي تأخذ بالاعتبار المصلحة الوطنية العليا في إنهاء الانقسام وتعزيز جهود المصالحة، مشددا على أهمية تجنب وسائل الإعلام تناول كل ما يعكر أجواء المصالحة وذلك عبر التركيز ولو لفترة زمنية كحد أدنى على نشر مواد إعلامية تعزز التقارب في مواقف طرفي الخلاف وان تعمل على ترسيخ إعلام الحوار والمصالحة ونبذ إعلام الفتنة.

وانتقد جاد الخطاب الإعلامي الذي انتهجته كل صحيفة، مؤكدا انه اتسم بالحزبية وافتقر كثيرا إلى الطابع الوحدوي الأمر الذي عكس إلى حد كبير الموالاة والتبعية لهذه الصحف وان كان هناك تباينا في مستوى التبعية ومدى الالتزام نسبيا بالحيادية خاصة عندما تتناول هذه الصحف قضية بعينها حيث في الغالب لا تعطي هذه الصحيفة أو تلك المساحة نفسها لكل طرف من أطراف هذه القضية الخلافية فتظهر في تغطيتها جانبا وتغفل آخر دون أن تأخذ بالاعتبار أن الخطاب الأحادي لا يعني إلغاء الطرف الآخر أو التقليل من شانه بقدر ما يعني الاستخفاف بعقلية القارئ.

بدوره شدد صالح المصري مدير إذاعة القدس على أهمية الدور الذي تلعبه الإذاعات المحلية، مؤكدا أن هذه الإذاعات يمكن أن تلعب دوراً كبيراً ؛ قد لا يقل أهمية عن دور الساسة وصناع القرار في موضوع المصالحة الوطنية، لافتا إلى مواقف بعض الإذاعات في إذكاء نار الانقسام بصورة مباشرة وغير مباشرة، مشيرا إلى أن العديد منها كانت أدوات رئيسة في الصراع الداخلي ما بين حركتي فتح وحماس.

وطالب المصري جميع المؤسسات الإعلامية وفي طليعتها الإذاعات أن تضبط عملها بحيث تتوقف عن الدور الهدام الذي تقوم به في مجال الدفع نحو أتون الفتنة والصراع الداخلي، والتركيز بدلاً من ذلك على توجيه "كافة برامجها ؛ لاسيما السياسية نحو المصالحة وتعزيز الوحدة الداخلية من خلال الابتعاد أولاً عن الشخصيات الموتورة مهما كان موقعها أو دورها، وتجنب متابعة تصريحاتهم، ودعاها في ذات الوقت الى تكثيف التواصل مع الشخصيات المحبوبة جماهيرياً وذات الطابع الوحدوي لتهيئة الأجواء لدى القاعدة الخاصة بالفرقاء.

من جانبه شدد الصحفي أحمد عودة من وكالة "معا" الإخبارية إلى ضرورة أن يلعب الاعلام الالكتروني دورا هاما في المصالحة، داعيا العاملين في هذا الحقل إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية والاجتماعية والابتعاد عن لغة التشهير والقذف والتخوين أو نشر الافتراءات.

وأضاف عودة قائلا في مداخلة له حول دور المواقع الالكترونية في تعزيز الوحدة الوطنية والسلم الأهلي أن هذا يتطلب من الجهات الرسمية سواء بغزة أو بالضفة أن تضع شروط لمن أراد أن يؤسس لموقع الكتروني إعلامي وابسط هذه الشروط هو التحلي بما تمليه المسؤولية المهنية إن أراد أن يكون موقعا إعلاميا ويحصل علي التراخيص اللازمة، مطالبا المؤسسات الإعلامية بأن تتحمل مسؤولياتها تجاه المنتديات التي يشترك فيها الآلاف من المواطنين ويستخدمونها من اجل النيل من بعضهم البعض.

وذكر ساهر موسى مدير البرامج في تحالف السلام الفلسطيني أن هذا النشاط يعد الأول ضمن سلسلة مماثلة من النشاطات، سيعقدها التحالف خلال العام الجاري والتي تأتي في إطار سعيه لتكريس ثقافة الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر، وتمكين الشباب، والذي يشكل عنصرا أساسيا في المجتمع، من لعب دور مؤثر في نشر قيم التسامح والحوار، والديمقراطية، مضيفا أن الشباب يمثلون قطاعا حيويا في بناء المجتمع وتطوره، وبالتالي فإنه يجري التركيز عليهم، بغية توعيتهم وتثقيفهم بقضايا وثقافة الحوار، واللاعنف، في مواجهة ثقافة نفي الآخر.

وأكد على ان هناك حاجة ملحة إلى تحول جذري على صعيد طريقة التفكير الفلسطينية بعيدا عن المغامرات أو الاجتهادات الشخصية التي لا تخدم القضية الوطنية خاصة بعد استخلاص العبر من تجربة السنوات الثلاث الأخيرة التي طغت عليها صفة استخدام القوة وسياسات تتناقض مع القيم الإنسانية.