الانتخابات الاسرائيلية انتجت دولة الليكود والكنيست الحالية اسست لها
نشر بتاريخ: 24/02/2009 ( آخر تحديث: 24/02/2009 الساعة: 22:15 )
بيت لحم- معا- قال الكاتب الصحفي الاسرائيلي يوسي فارتر في مقالة له نشرتها صحيفة هأرتس اليوم" الثلاثاء" بان الانتخابات العامة الاسرائيلية افرزت دولة الليكود وبناته .
واضاف يوس " عندما يؤدي اعضاء الكنيست الثامنة عشر اليوم " الثلاثاء" قسم الولاء لمكان عملهم الجديد او الجديد القديم ويجلس بنيامين نتنياهو على مقعده المؤقت وينظر حوله بمشاعر مختلطة يسودها الفخر بالانجاز العظيم الذي حققه لليكود الذي اغترف 15 مقعدا اضافيا وعاد الى سدة الحكم من جديد اضافه الى المشاعر الفياضه التي تنتابه لجهة تحقيق شراكة مع خصومه ليفني وباراك اللذان يتهربان منه وكأنهما يهربان من بشرى سيئه .
سينظر نتنياهو حوله ليجد نوعا من الدولة الليكودية الصغيرة : كاديما هي فرع واضح من الليكود وكثيرا من كبار قادتها كانوا حتى وقت قريب ضمن الصفوف القيادية العليا فيه مثل " ليفني، روني بار اون، موفاز ، مئير شطريت ، بيوم وايضا يمكن السؤال من هي اسرائيل بيتنا اذا لم تكن هي الاخرى فرعا لليكود ؟ يقف على رأسها ليبرمان الذي كان سابقا سكرتير عام الليكود والى جانبه عوزي لاندو من كبار قادة الليكود وفي قائمة الحزب للانتخابات كانت اورلي ليفي ابنة دافيد ليفي الذي يعتبر الليكود بذاته وايضا داني ايلون الذي كان مستشارا سياسيا لنتنياهو اثناء اشغاله منصب رئيس الوزراء ، انها تركيبة برلمانية غريبة وخاصة من نوعها " جميعهم من الليكود او بناته اللواتي خرجن من رحمه مؤقتا .
جميع اعضاء الكتل البرلمانية المذكورة يتقاسمون ذات المشاعر ونفس الذكريات وعاشوا سويا لحظات الفرح والترح ذاتها ما يعني ان التغيير الجوهري الوحيد الذي حدث في هذه الانتخابات ان الليكود تحول رسميا الى حزب يخرج من رحمه احزابا اخرى ليقود الدولة بمشاركتها ويسيطر على ساحة العمل السياسي معها .
لقد كان في التاريخ بعض الحالات التي انجبت للعالم احزابا يسارية واخرى يمينية من حزب " هتحياه " ومولدت وتسومت وصولا الى ميرتس اليساري اما اليوم فان كتلة اليسار الصهيوني" العمل- ميرتس" تضم 16 عضوا في الكنيست الحالية وهي في طريقها للزوال في حين كتلة او تكتل الليكود بكافة اطيافه بما في ذلك حركة شاس التي يعتبر غالبية مصوتيها ليكوديين يتحول الى الاتجاه او التيار المركزي في السياسية الاسرائيلية وهذا هو مصدر فخر نتنياهو وفي نفس الوقت مصدر شعوره بتضيع الفرصه حيث يعتبر الليكود اليوم حزبا حاكما يتمتع ب" سوبر" شرعيه لكن الحكم قد يتسلل من بين اصابعه ليفقده بعد فترة وجيزة مع شركاء مثل هؤلاء وبهذه الطريقه .
وفي الوقت الذي يستعد فيه نتنياهو لتركيب حكومته تجهد تسيفي ليفني في حملتها لرئاسة قوى المعارضه وهي تقوم بذلك بالتنسيق والمواظبة والحماسه ذاتها التي ادارت بها حملتها الانتخابية وبعد اجتماعها المفروض مع نتنياهو خرجت في مقابلات وتحدثت بحزم عن عدم موافقتها على طروحات نتنياهو فيما يبدو محاولة منها لتعزيز الحزام الداعم لها وكانها تتبرا من احتمالية التماشي مع الليكود .
وفي النهاية ماذا يستطيع نتنياهو ان يعرض على ليفني في اجتماعهما القادم غير ان تتحول الى نتنياهو؟ اذا وافق على صيغة الدولتيين لشعبين فانه سيفقد دعم حزب البيت اليهودي والاتحاد الوطني " المفدال" وعددا من اعضاء حزبه مثل بوغي يعلون وبني بيغن ، وبما انه لا يوجد حل غير حل الدولة الفلسطينية فأن ليفني تعرف بالضبط ان السنوات القادمة لن تشهد توقيع اتفاق حل نهائي ولان نتنياهو غير مستعد لخلع السترة الواقية السياسية التي يلبسها والممثلة بشركائه الطبيعيون فانها تركض نحو المعارضة .
يحاول نتنياهو نصب كمين من العسل لليفني مثل المشاركة بصياغة الخطوط العريضة للحكومة التي لا اهمية لها ولا احد يتذكرها بعد يوم واحد من كتابتها اضافة الى منح كاديما عدد مساو من الوزراء وايضا لهذا الامر لا يوجد اهمية لان عددا اخر من الوزراء من احزاب يمينية اخرى سيجلسون على طاولة الحكومة ما يجعل وزراء كاديما اقلية ثابته ومؤكدة .