الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفلتان الأمني - أم الأمن الفالت؟

نشر بتاريخ: 13/06/2005 ( آخر تحديث: 13/06/2005 الساعة: 11:39 )
معاً - حين نقول الفلتان الأمني, فاننا نعني, ويفهم السامع أن هناك غوغاء أو خارجين عن القانون قاموا باخذ الأمور في ايديهم وتحركوا باتجاه مؤسسات المجتمع وقواه المعهودة فخلخلوها ومسحوا هيبتها ، واعتدوا على رجال الشرطة واقترفوا المحرّمات وفعلوا الموبقات من سرقة وسطو واختراق الحريات العامة وخدش الحياء العام, وهذا ما لايحدث في فلسطين.
وأعتقد أن هناك من يقصد تضليلنا, وتضليل الشارع الفلسطيني ومثقفيه حين يقول "الفلتان الأمني", فالمجتمع الفلسطيني بقواه, وقراه, منضبط وملتزم بالقانون وسيادته, بالرئيس وسيادته, وبوزير الداخلية, فلم أسمع في حياتي أن سكان قرية فلسطينية هاجموا مخفراً للشرطة أو دورية للأمن الوطني.
فلم نسمع أن عشيرة اعتدت على رجل شرطة من غزة أو من مخيم فقير, ولكنني ومنذ عشرة سنوات أسمع بأن جهاز الأمن الفلاني قد هاجم مقر الجهاز العلاّني, وأن مجموعة من جهاز الأمن كذا - وبسلاح السلطة وضرائب الشعب - قد حاولت اغتيال قائد الجهاز كذا.
اذن, فان ما تعاني منه المدن الفلسطينية الآن هو الأمن الفالت وليس الفلتان الأمني, واذا كان بعض المسؤولين الأمنيين والسياسيين يحاولون تحميل الشعب الفلسطيني مسؤولية فشلهم فهذا لا يحق لهم, وعلى الجميع أن يتذكر الكلمات التي قالها وزير الداخلية نصر يوسف عند استجوابه في مقر المجلس التشريعي حيث قال: "ان هناك عصابات وزعران في الأجهزة الأمنية وأن هناك من يتاجر بالدم والمخدرات".
والحق يقال, اننا نشكر وزير الداخلية على هذه الجرأة,وهذا الاعتراف ، ونرجو من الأخوة المسؤولين الكف عن استخدام مصطلح "الفلتان الأمني" لأنه يحمل في طيّاته تضليلاً متعمداً للأجيال والمراقبين.
شعبنا صابر, ومرابط, وشجاع, ودافع عن سلطته وأجهزته الأمنية في كل واقعة, ويكفي أن أذكّر رجال الأمن والسياسة بأن هذه الجماهير هي نفسها التي اعتصمت في مقرات الأمن والمقاطعة بلحمها ودمها حين هدّدت سلطات الاحتلال بقصفها من الجو , ولا اعتقد أن هذه الجماهير فالتة أمنياً بل أجزم بان الأمن هو الفالت وعلينا أن نضبطه وبسرعة.