الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ورشة عمل لطلبة المدارس في نابلس حول جدار الفصل العنصري

نشر بتاريخ: 26/02/2009 ( آخر تحديث: 26/02/2009 الساعة: 18:16 )
سلفيت-معا- عقد في مقر جمعية المرأة العاملة في مدينة نابلس يوم الاربعاء 25/2/2008 ورشة عمل لطالبات مدرسة بنات نابلس الأساسية، تناولت موضوع جدار الفصل العنصري.. حيث تم عرض فيلم عن آثار جدار الفصل العنصري على حياة سكان التجمعات المجاورة له-- من النواحي الاقتصادية والصحية والتعليمية والنفسية-- وما يسببه من معاناة شديدة تترك آثارا عميقة على حياة هؤلاء السكان، كما ويعرض الفيلم أشكال الصمود والتحدي التي أصبحت تشكل نمط حياة هذا الجزء الهام من الشعب الفلسطيني..

وقد قدم خالد منصور-- منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة نابلس، ومسئول العمل الجماهيري في الإغاثة الزراعية-- شرحا واسعا لتاريخ بناء الجدار، وللأهداف الخطيرة التي أراد المحتلون تحقيقها من وراء بناء الجدار، وعرض بالأرقام واقع الجدار ( طوله ومساحة الأراضي التي احتجزها وما يشكله من خطر على المياه الجوفية ) وآثاره على حياة السكان، وقدم شرحا للكيفية التي واجه بها السكان ذلك الجدار، ولمختلف أشكال الانتهاكات والسياسات الاستيطانية التي تمارسها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.. حيث قال منصور أن جدار الفصل العنصري يشكل النكبة الثانية التي لحقت بالشعب الفلسطيني من حيث خطورته، وانه جدار للضم والتهويد وأهدافه سياسية في المقام الأول-- قبل أن تكون أمنية-- حيث يهدف الاحتلال إلى رسم الحدود المستقبلية للدولة الفلسطينية المنشودة، بحيث تكون كيانا هزيلا مقطع الأوصال، وعبارة عن سجن كبير يحتوي في داخله سجون ومعازل متعددة، الأمر الذي يدمر عمليا إمكانية تنفيذ حل الدولتين.. وقال منصور أيضا.. إن التصدي الشعبي للجدار بدا مبكرا.. بينما لم يتحرك الجانب الرسمي الفلسطيني فعليا إلا عندما جرى عرض موضوع الجدار على محكمة العدل الدولية ( لاهاي ).. وأضاف كذلك.. إن إسرائيل استغلت العملية التفاوضية لإكمال بناء الجدار الذي يعمل بصورة ممنهجة على خلق وقائع جديدة على الأرض يصعب تجاوزها في المستقبل.

كما واستعرض منصور حركة المقاومة الشعبية التي يمارسها الشعب الفلسطيني، موضحا أنها الشكل الأكثر ملاءمة لظروف الشعب الفلسطيني في الوقت الراهن، وقال أنها شكل نضالي مارسه الشعب الفلسطيني منذ زمن بعيد، وحقق من خلاله أهدافا كثيرة، تجلت في الانتفاضة الفلسطينية الأولى حيث اكتسب الشعب الفلسطيني أوسع حركة تضامن وتعاطف وتأييد عالمي، وهي الانتفاضة التي قال منصور عنها أنها أجهضت وضاعت منجزاتها بفعل الأداء التفاوضي الفلسطيني السيئ عند توقيع اتفاق اوسلو.. وأضاف أن الفترة الراهنة تشهد تصاعدا في حركة المقاومة الشعبية، ودلل على ذلك بتزايد عدد البؤر الملتهبة في وجه الاحتلال-- مثال ذلك بلعين ونعلين والمعصرة وجيوس وبرقة .. وهو الأمر الذي وكما قال منصور دفع الاحتلال لممارسة كافة أشكال القمع والبطش ضد تلك المواقع، واستشهد على ذلك بالاجتياح الإسرائيلي لبلدة جيوس والتنكيل بسكانها لوقف حركتهم للاحتجاج وممارسة المقاومة الشعبية.. كما واستعرض منصور موضوع مقاطعة البضائع الإسرائيلية.. مركزا على أن المقاطعة شكل من أشكال المقاومة الشعبية، وأنها سلاح هام نجحت العديد من شعوب العالم-- من خلال استخدامه-- في إلحاق الهزيمة بالمحتلين.. ودعا منصور إلى خلق ثقافة وطنية وتغيير سلوك الشعب باتجاه رفض التعامل مع البضائع الإسرائيلية.

وفي نهاية الورشة جرى نقاش عميق مع طالبات المدارس، اللواتي اظهرن وعيا كبيرا بمخططات الاحتلال وبأهمية ممارسة كافة أشكال النضال-- وعلى رأسها المقاومة الشعبية-- من اجل دحر الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، كما وأبدت الطالبات استعدادا للانخراط بحملة مقاطعة البضائع الإسرائيلية ومن اجل جعلها جزء من الثقافة الوطنية بحيث تصبح الأسواق الفلسطينية خالية من البضائع الإسرائيلية ويمتنع المواطن الفلسطيني عن استهلاك كل ما تنتجه دولة إسرائيل، كون أرباح البضائع الإسرائيلية تتحول إلى سلاح وقنابل يستخدمها المحتلون لاسالة الدم الفلسطيني ولتأبيد احتلالهم للأرض الفلسطينية.

هذا وقد قالت السيدة سمر هواش-- مديرة جمعية المرأة العاملة في نابلس-- أن الجمعية تنفذ برنامجا تثقيفيا يستهدف جمهور النساء وطلبة المدارس والجامعات، وان الجمعية ومن خلال دورها الوطني ستعمل على تعزيز الثقافة الوطنية وتكسب أصدقاءها وجمهورها وعيا بأهم الأخطار التي تواجهها القضية الفلسطينية مثل موضوع الاستيطان والجدار.. كما وستعمل على تعزيز الوعي بأهمية المقاومة الشعبية.