الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخليل: مؤتمر المياه السنوي الأول يبحث واقع المياه في فلسطين

نشر بتاريخ: 01/03/2009 ( آخر تحديث: 02/03/2009 الساعة: 10:54 )
الخليل -معا- عقد اليوم في قاعة مركز إسعاد الطفولة التابع لبلدية الخليل، المؤتمر السنوي الأول لاتحاد مقدمي خدمات المياه في فلسطين، تحت عنوان "المياه في فلسطين"، والذي نظمته بلدية الخليل بالتعاون مع سلطة المياه الفلسطينية، واتحاد مقدمي خدمات المياه في فلسطين وبرعاية وكالة التعاون الألماني (GTZ ) .

ورحب خالد العسيلي، رئيس بلدية الخليل رئيس المؤتمر في كلمته بالحضور، وأعرب عن بالغ سروره في انعقاد المؤتمر في مدينة الخليل، والذي يعتبر الأول من نوعه حول إدارة قطاع المياه .

وقال العسيلي:" لا يغيب عن أي واحد منا إن هناك مشكلة حقيقية في منطقتنا تتعلق بالمياه من حيث شح الموارد الطبيعية و التداخلات الجيوسياسية في السيطرة على مصادر المياه، فالاحتلال الإسرائيلي مازال يتحكم بمصادرنا الطبيعية من مياه جوفية ويغذي المستوطنات الإسرائيلية على حساب المواطن الفلسطيني. الأمر الذي يضع على عاتقنا المزيد من المسؤوليات في إدارة هذه القطاع في ظل شح الموارد و السيطرة الإسرائيلية على موارد المياه، وأن مدننا تواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بإدارة خدمات المياه في ظل شح الموارد و الزيادة الطبيعية في عدد السكان وما يصحبها من زيادة في الطلب الأمر الذي يتطلب منا وضع خطط وحلول خلاقة لمواجهة هذه المشكلة".

وأضاف العسيلي :"أن واقع خدمات المياه في محافظة الخليل يستحق منا كمزودي خدمات للمياه ان نقف عنده بعناية و تركيز كبير ففي الوقت الذي نعمل فيه على تطوير شبكات المياه و الحد من الفاقد الفني و محاربة الوصلات غير الشرعية، نجد ان المشكلة الرئيسية تكمن في الكميات التي تصلنا من الابار المزودة فلا يعقل ان يصل مدينة الخليل التي يزيد عدد سكانها عن 200 الف نسمة في العام 2008 ما معدله (12000 متر مكعب يوميا ) - أي ان حصة المواطن هي ما يقارب 60 لتر يوميا - في حين ان الحاجة اليومية للمواطنين تزيد عن 40000 متر مكعب يوميا. علما ان هذه الارقام تعكس احتياجات المواطنين في المنازل و لا تشمل احتياجات المياه للصناعة او الزراعة".

وطالب العسيلي في نهاية كلمته، سلطة المياه بوضع خطة طارئة لمواجهة الأزمة المتوقعة هذا الصيف والعمل على اخذ كافة الاستعدادات من اجل إيقاف ظاهرة تعطل الآبار و الحد من الفاقد وخاصة فيما يتعلق بالتعديات على الخطوط المزودة.والعمل على إعداد خطة إستراتيجية لإيصال المياه لكل بيت فلسطيني وزيادة حصة المحافظة من مياه الشرب.

و بعدها تحدث الدكتور شداد العتيلي رئيس سلطة المياه الذي أكد أن سلطة المياه ستستلم 10 مضخات نهاية شهر أيار القادم إضافة إلى تمويل صيانة للآبار لمدة ثلاث سنوات من عدة جهات دولية و عربية مانحة مما سيمكن من تحسين قدرة الآبار على ضخ المياه لمنطقة الجنوب على حد الخصوص و التي تعاني من أزمة مائية اكثر من غيرها.

وقال العتيلي:" أن الجانب الإسرائيلي لا يسمح لنا بحفر آبار جديه كما انه اجل موضوع المياه إلى المراحل النهائية في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية و هذا يدلل على أهمية هذا القطاع كما أن جدار الفصل أدى إلى الإضرار بشكل كبير على الوضع المائي في المحافظات الشمالية و إننا سنحاول أن نعمل على توعية المواطن بعملية ترشيد الماء في محاولة لمواجهة الأزمة المائية التي قد تواجهنا نتيجة قلة معدل سقوط الأمطار لهذا العام .

وحول أهداف اتحاد مقدمي خدمات المياه قال إبراهيم الصافي رئيس الاتحاد أن الاتحاد سعى من خلال إمكانياته المتواضعة إلى نشر الوعي العلمي و الثقافي و الفني في مجال المياه و الصرف الصحي و تطبيق التقنيات الحديثة في مؤسسات المياه المزودة للخدمة .

و في كلمة رابعة خلال افتتاحية المؤتمر قال نديم ملحم رئيس برنامج المياه التابع لـ GTZ إننا فخورون بهذا المؤتمر والذي تم تنظيمه و التخطيط له بخبرات فلسطينية و نتقدم بجزيل الشكر للرعاية و التنظيم التي قدمتها بلدية الخليل لهذا المؤتمر .

وفي ختام افتتاحية المؤتمر تحدث ( روديفر هيدبرتخت) مدير دائرة التدريب و التعاون الدولي في الرابطة الألمانية للمياه و المياه العادمة و النفايات الصلبة و أكد على دعمه بقوة مبادرة تأسيس الاتحاد و تشجيعه على تبادل الخبرات الفلسطينية فيما بينهم و المشاركة في المؤتمرات الدولية التي تنظمها مؤسسات عالمية .

ثم بدأت الجلسات العلمية للمؤتمر والتي شملت ثلاثة مواضع رئيسة تمحورت حول نظم المعلومات الجغرافية وعلاقاتها بالمياه و تحديد الفاقد و سياسة التحصيل وفي نهاية المؤتمر خرج المجتمعون و الذين حضروا أعمال المؤتمر من رؤساء بلديات و أعضاء مجلس بلدي و أكاديميون و ممثلو مؤسسات مختلفة الاختصاص من مختلف المحافظات الفلسطينية بالإضافة لخبراء دوليين خرجوا بعدد من التوصيات جاء أهمها أن يتم تبادل الخبرات بالمؤسسات العاملة في مجال المياه والبلديات لان ذلك يعود بالنفع والفائدة للجميع، وان يكون برنامج تقليل الفاقد لدى جميع من يعمل في مجال المياه وإنشاء وحدات تقليل فاقد فورا و تحسين التحصيل والذي يضمن استمرار المؤسسات العاملة في المياه من تقديم هذه الخدمة الحيوية والمهمة وأقلها في الوقت الحالي ان يتم تغطية مصاريف التشغيل والصيانة. وتطبيق الاستفادة من برامج GIS حيث ان هناك مؤسسات قد خطت خطوات كبيرة في هذا المجال آملين ان يتم نقل هذه الخبرات للجميع كونها أصبحت ضرورة من ضرورات الاستمرار والتخطيط للمستقبل.و بوجوب عمل نشاطات مشتركة لجميع الفرق العاملة في المياه على كافة المستويات (على ان تحتوي بعض النشاطات الترفيهية لتقوية العلاقات وتسهيل انتقال المعرفة.و ان يكون هناك نشاطات مخصصة ومحددة في المواضيع التي حددت كأولويات و ان يتم التواصل بشكل اكبر بين رؤساء البلديات والمجالس القروية لإحداث التغيير وتبني الجديد. و ان يتم التواصل المستمر بين اتحاد مزودي الخدمات وسلطة المياه الفلسطينية على كافة الأفراد والمستويات.

و أوضح المهندس عماد الزير، منسق المؤتمر أن المؤتمر استطاع أن يحقق أجندته بشكل كامل ووضع أسس علمية للمضي قدما نحو تحسين مستوى الخدمة و ما أنتجه من تبادل خبرات و عصف فكري بين الحضور الذين يمثلون كافة المحافظات الفلسطينية بما فيها محافظات قطاع غزة التي استطعنا تواصل معهم خلال جلسات المؤتمر من خلال عرض قدمته المهندستان منار الصولح و سماح صوالحة نيابة عن تجمع مياه بلديات الساحل .