اسرائيل وايران لم تحضرا-مؤتمر شرم سياسي استراتيجي من الدرجة الاولى
نشر بتاريخ: 02/03/2009 ( آخر تحديث: 02/03/2009 الساعة: 11:58 )
شرم الشيخ - موفد وكالة معا - مع توافد الرؤساء والوزراء والقادة الى شرم الشيخ، امتلأت الفنادق بالوفود والمرافقين ووكالات الانباء والصحافيين ـ ولكن الحضور الاعلامي العربي ظل هو الحاضر البارز . وقد انشغل القادة بلقاءات استهلالية فيما غص مكتب الدكتور سلام فياض بالضيوف الكبار الذين ارادوا الاستفسار عن تفاصيل خطة الاعمار التي اعدتها السلطة.
وباستثناء ايران واسرائيل من بين كل دول المنطقة تحضر كل الدول الاسلامية والعربية وعلى رأسها سوريا وليبيا وقطر والسعودية ولبنان ـ ولم يبق عربي او عجمي الا وابدى اهتمامه بهذا المؤتمر .
ومع جلسات التشاور وخلوات المسؤولين ـ ظل حاضر في ذهن موفد وكالة معا السؤال التالي : ما سرّ اهتمام العالم بانجاح هذا المؤتمر ؟ ولماذا نفس العالم الذي وقف صامتا امام اسرائيل بداية الحرب على غزة يعمل الان على دعم الافكار العربية لاعادة اعمار القطاع ؟
واذا كانت النظرية القائلة ان امريكا اعطت شركات العتاد العسكري فرصة لتجريب العراق ثم اعطت شركات امريكية اخرى لاعماره فاستفادت من نفط العراق وكنوزه في التدمير والاعمار ، اذا كانت هذه النظرية صحيحة فان غزة تخلو من النفط والكنوز التي قد تطمع بها كبرى الدول، كما ان السيطرة عليها وابتلاعها يشكل كابوسا لكل الطامعين؟؟؟
وكالة معا حاورت السفير نبيل عمرو قبل بدء المؤتمر فقال : "هذا مؤتمر يحمل اسما اقتصاديا لكنه في الجوهر مؤتمر سياسي استراتيجي من الدرجة الاولى، ولن يقتصر الحديث على اعادة الاعمار من زوايا فنية وادارية ومالية وانما سيكون الحديث سياسيا اذ لا جدوى من اعادة اعمار ثم تأتي اسرائيل وتهدم مرة اخرى".
وقال عمرو : على المجتمع الدولي الذي يظهر حرصا على الاعمار ودعم عملية السلام والسلطة ان يوفر البيئة السياسية التي تجعل من اعادة الاعمار خطوة نحو السلام الدائم في المنطقة وليس مجرد اغاثة لمنكوبين.
وردا على سؤال موفد معا ان خالد مشعل رفض اية اشتراطات على الحركة اجاب : لا يوجد اية اجندة في هذا المؤتمر للضغط على اية جهة فلسطينية وبالتالي ينبغي على الجميع بما فيهم حماس التسابق في اظهار المواقف الايجابية من اجل عدم ترك اهل غزة ينامون في العراء ومن اجل رؤية عجلة الاعمار تعمل وتعوّض اهل القطاع عن الخسائر التي تكبدوها ايام الحرب.
اما الدكتور محمد اشتيه فاشار الى ان اموال المؤتمر ستكون اموال ميسرة وبعيدة عن البيروقراطية الطويلة التي يستخدمها الممولون عادة، ومن وجهة نظره ان الجدي في هذا المؤتمر هو ان العرب هم المبادرون هذه المرة وان العالم الغربي لحق بالمبادرات العربية لاعادة اعمار غزة .
اشتيه قال لمعا : ان هذا المؤتمر يشكل تظاهرة سياسية مالية تتطرق الى 3 جوانب رئيسية وهي الرد على العداون الاسرائيلي وتأييد المصالحة وفتح الباب من اجل اعادة المسار السياسي عند الادارة الامريكية الجديدة .
واضاف اشتيه لمعا " شئ اخر وهو ان السلطة الفلسطينية هي العنوان في اعادة الاعمار عن طريق اذرعها ووزاراتها مثل بكدار وغيرها وهي التي تعمل الان على تخطي 3 عقبات اولاها عقبة الحصار فلن يعني جمع الاموال شيئا اذا لم تسمح اسرائيل بادخال الاسمنت للقطاع وبالتالي ان المؤتمر واموال المؤتمر متصلة برفع الحصار وصولا الى صفقة اطلاق سراح جلعاد شاليط".
وردا على سؤال موفد معا ان الجمهور يريد ان يفهم لماذا يأتي الممولون الكبار لمثل هذا المؤتمر ويدفعون لغزة قال ( العرب يهمهم حين يدفعون المال تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في ارضه اما الممولون الغربيون فيهمهم حين يدفعون مبادرة السلام او تقديم المساعادت الانسانية) .
وعودة الى السفير نبيل عمرو وحول احتجاج حماس على وجود فياض كممثل للفلسطينيين في هذا المؤتمر قال :" غير صحيح فالدكتور فياض هو رئيس الوزراء الشرعي وبتعاونه الكامل مع الرئيس ومع حركة فتح وقطاع عريض من المستقلين تمكن من احراز نجاحات ينبغي تطويرها وليس قطعها وهي في منتصف الطريق"، وبالفعل يرى السفير ان هناك صلة عضوية بين المصالحة التي تطبخ في القاهرة وبين مؤتمر اعادة الاعمار في شرم الشيخ وان المصالحة ستوفر الالية الرئيسية لاعادة اعمار القطاع واستبعاد اية وصاية تنجم عن وجود فراغ في القيادة الفلسطينية، كما ان حكومة توافق ستعني حلولا سحرية لمشاكلنا وان عدم النجاح في اقامة حكومة متفق عليها سعنس اننا نفتح الباب واسعا امام الوصاية .