الأحد: 22/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس من شرم الشيخ: نبذل كل جهد لإنجاح الحوار الفلسطيني

نشر بتاريخ: 02/03/2009 ( آخر تحديث: 02/03/2009 الساعة: 19:43 )
شرم الشيخ - معا - بدأت صباح اليوم الاثنين، أعمال "المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد الفلسطيني لإعادة إعمار قطاع غزة"، في شرم الشيخ في مصر بمشاركة 75 دولة، لاعادة اعمار قطاع غزة من الاضرار التي لحقت به جراء العدوان الاخير.

واكد الرئيس المصري محمد حسني مبارك في افتتاح اعمال المؤتمر، إن بلاده دعت لمؤتمر إعادة إعمار غزة تأكيدا لحقيقة ان قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة ويشكل مع الضفة مشروع الدولة المستقلة وحلم الشعب الفلسطيني وهدف عملية السلام، مؤكدا ان اموال العالم لا تساوي دماء شهداء وجرحى غزة.

وأكد مبارك على الدعم المصري لجهود التهدئة باعتبارها مطلب اساسي لاستكمال باقي عناصر المبادرة المصرية وتأمين فتح معابر غزة ورفع الحصار وتحقيق الوفاق الوطني ضمانا لتسهيل اعادة الاعمار بالسرعة التي يتطلبها الموقف.

وقال الرئيس مبارك :" نأمل دعم الدولة المحبة للسلام الجهود المصرية لفتح معابر غزة وتحقيق التوافق الوطني الفلسطيني"، مطالبا الدول المانحة بإعلان تعهدات واضحة والوفاء بها لسرعة إعمار قطاع غزة، مؤكدا ان إعادة إعمار غزة بحاجة لسرعة الوصول إلى اتفاق تهدئة ووفاق وطني فلسطيني وآلية دولية لإعادة الإعمار وتفعيل دور الأمم المتحدة.

الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي:
------------------------------------
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان على إسرائيل وقف تهديدها للطرف الفلسطيني، وقال:" لا بد من دعم السلطة الوطنية الفلسطينية"، وقدم اقتراحا بمؤتمر دولي للسلام، وقال :" اننا جميعا نريد سلاما دائما ونحن هنا لمساعدة الشعب الفلسطيني ورسم صورة سياسية ونحن نعبر عن دعم الشعب الفرنسي للفلسطينيين".

واضاف قائلا "إن فرنسا وأوروبا دعموا موقف مبارك الداعي لوقف القتال فلن يكون هناك حلولا عسكرية في غزة، وسوف تستمر فرنسا في تقديم مساعداتها وقد قدمنا 9 طائرات تحمل المساعدات الغذائية وسنقوم بتمويل بناء مستشفيات في غزة وبناء منازل لمن ليس لهم مأوى وسنقدم المساعدات للسطات الفلسطينية".

وقال ساركوزي ان فتح المعابر لابد وان يكون له اولوية فغزة لا يجب ان تكون سجنا وان يتواكب ذلك مع غلق الانفاق ونحن مصممون على وقف كافة اشكال الاتجار وخاصة في الأسلحة".

واضاف قائلا "ويمكننا ان نلعب نحن الأوروبيون دورا في نقاط المرور ولايمكن ان تستمر غزة في الحياة دون ممر رفح ونحن لا نقبل ان تكون حياة الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط في خطر".

وتابع قائلا "ان الفلسطينيين يجب ان يقدموا العون لانفسهم بالمصالحة وعلى كافة الفلسطينيين ان يجتمعوا في حكومة الوطنية تحت رعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس واقول للدول الداعمة لحماس ان عليها اقناع الحركة بالانضمام لعباس في مسيرة السلام".

وأكد قائلا "ان عام 2009 لابد وان يكون عام السلام واتمنى خلال هذا الربيع عقد مؤتمر سلام يسفر عن قيام دولة فلسطينية متحضرة وحديثة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل".

رئيس وزراء ايطاليا:
--------------------
وقال رئيس الوزراء الايطالي برلسكوني "ان هذه مشكلة عالمية ونحن هناك لدعوة الفلسطينيين لتشكيل حكومة وحدة وطنية ودعوة إسرائيل لتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على الوصول إلى حلول وسط".

وأضاف قائلا "اننا نجتمع لجمع المال اللازم لاعادة بناء غزة وستلعب اوروبا دورها وستخصص إيطاليا 100 مليون دولار لذلك وسيكون هناك سباق بين الدول الأوروبية لتقديم أعلى مساهمة ممكنة".

ومضى قائلا "منذ سنوات طويلة اطلقت خطة مارشال لانقاذ الاقتصاد الفلسطيني وساقدم هذه الخطة ثانية من أجل الفلسطينيين".

بان كي مون:
-------------
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "اننا هنا اليوم للاعراب عن تضامننا مع شعب فلسطين وخاصة سكان غزة وقد كان دور مصر اساسيا لوقف اطلاق النار".

واضاف قائلا "اننا نعمل لتحسين الظروف على الارض واعادة بناء غزة وقد قيل ان المدنيين هم الذين يدفعون أكبر ثمن في الحرب وهم يواجهون اليأس مع الوضع الهش"، ولابد من فتح المعابر كما يجب منع الأشياء غير "القانونية" من دخول غزة.

وتابع قائلا "خلال زيارتي الاخيرة للمنطقة رأيت مواقع الامم المتحدة التي ما زالت تحترق، والتقيت بالعديد من القادة في المنطقة وطلبت منهم المساعدة لاحتواء الموقف، وعلينا ان نفكر بطريقة شاملة والأساس هنا هو اعادة اعمار غزة ووقف اطلاق النار".

ودعا الى تمكين الأمم المتحدة من تنفيذ برامجها الاقتصادية والاجتماعية فلابد من السماح بايصال المساعدات إلى غزة، قائلا: "فلا بد من فتح المعابر كما يجب منع الأشياء غير القانونية من دخول غزة".

وطالب كي مون ايضا بضرورة التوافق الفلسطيني واعادة التوحيد الفلسطيني تحت قيادة السلطة الفلسطينية.

وأكد الامين العام للامم المتحدة انه لا يوجد ما هو أهم من عملية السلام وانه من الحتمي دعم السلطة الفلسطينية وضرورة تجميد المستوطنات.

الرئيس محمود عباس:
-----------------------
وأشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمشروع "مارشال" الذي دعا إليه برلسكوني للأراضي الفلسطينية، وقال عباس "إن هذا التجمع يمثل رسالة يدرك مغزاها شعبنا الذي مازال يعاني آثار العدوان، إذ تؤكد له ان المجتمع الدولي يصغي لعذاباته ويدعم حقه في الحياة الطبيعية وان المجتمع الدولي عاقد العزم على مساعدة الشعب الفلسطيني في اعادة الاعمار".

وأكد الرئيس الفلسطيني ان جهودا تبذل من أجل توحيد الصف، مشيرا إلى ان استعادة وحدة الوطن والشعب تمثل أولوية وضرورة لا غنى عنها حيث لا يوجد إلا خيار الاتفاق والوحدة.

وقال عباس إن العدوان خلف آثارا مثل تلك التي تخلها الزلازل حيث استهدف جميع المؤسسات والمصانع ودمر خلال 22 يوما جزءا كبيرا مما أنجزه شعبنا على مدى 15 عاما بفضل مساعداتكم جميعا.

واشار إلى ان السلطة الفلسطينية أعدت خطة لاعادة اعمار غزة بشكل سريع، وقال "نحن على ثقة ان من قدم لنا الدعم على الدوام جاء كي يؤكد هذا الموقف".

وقال "لقد دمر الجيش الاسرائيلي عدة مرات مؤسساتنا ومزارعنا لذلك فاننا اذ نشيد بحضوركم فاننا نشدد على الحاجة الماسة لتحقيق تقدم جوهري نحو الحل العادل، لقد سرنا عدة مرات في طريق السلام غير ان اسرائيل مصممة على فرض الامر الواقع ورسم الحدود بالقوة المسلح مما عاد بنا الى الطريق المسدود".

ودعا مجددا الى الالتزام بحل الدولتين والاتفاقيات الموقعة وطالب بضرورة التحرك السريع من قبل الادارة الأمريكية لاحياء عملية السلام.

وفيما يلي النص الكامل لخطاب الرئيس كما نشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية:


بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الأخ الرئيس محمد حسني مبارك

فخامة الرئيس نيكولاي ساركوزي

أصحاب الدولة والمعالي رؤساء الوفود

السيدات والسادة أعضاء الوفود .... الحضور الكريم


في البداية أود أن أتقدم باسم منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بعميق الشكر والتقدير والامتنان إلى فخامة الرئيس مبارك وجمهورية مصر العربية على هذه الدعوة واستضافة مؤتمرنا هذا، (المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد الفلسطيني لإعادة إعمار غزة) في هذه المدينة التي أصبحت رمزا لجهود السلام.


وأود أن اشكر فخامة الرئيس ساركوزي الذي استضافت بلاده قبل عام مؤتمر باريس الاقتصادي الناجح بامتياز لدعم السلطة الفلسطينية، لمشاركته الرئيسية في هذا المؤتمر، وكذلك أود أن أتقدم إليكم جميعا أيها الأشقاء والأصدقاء بالشكر العميق لحضوركم.

هنا لابد لي أن أنوه بالشكر والتقدير الذي أطلقه دولة الرئيس بيرلسكوني 'مشروع مارشال لإعادة إعمار الأراضي الفلسطينية'، أعتقد أن مثل هذا المشروع سيكون مساهمة فعالة في دعم الاقتصاد الفلسطيني وبالذات في دعم مشاريع السياحة الفلسطينية التي بدأت ترى هذه الأيام نهوضا ملحوظا وبخاصة السياحة الدينية.

إن وجودكم هنا في هذا المحفل وبعد أسابيع قليلة من إنتهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، لهو رسالة قوية يدرك مغزاها جيدا شعبنا الذي ما زال يعاني نتاج أهوال ومجازر العدوان، وهي رسالة تسهم في بلسمة جراحه وهو يقف بين أنقاض البيوت والمدارس والمستشفيات المدمرة، إذ تؤكد له أن المجتمع الدولي يصغي لعذاباته ويدعم حقوقه الأساسية في الحرية والأمن والاستقلال والازدهار والحياة الطبيعية، وأن المجتمع الدولي عاقد العزم على مساعدة الشعب الفلسطيني لإعادة بناء ما دمره الإحتلال، وعلى دعم السلطة الفلسطينية لتنفيذ خططها الاقتصادية والتنموية، ونؤكد أن دول وشعوب العالم تقف ضد الحرب والعدوان متبنية خيار السلام العادل.

السيد الرئيس

السيدات والسادة

إن دعوة مصر، واستضافتها لهذا المؤتمر تأتي في سياق الدور التاريخي لمصر في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته وفي دفع جهود السلام العادل والدائم في منطقتنا وتأتي أيضا في لحظة فلسطينية حاسمة فقبل أيام وعلى ارض القاهرة وبدعوة ورعاية من مصر، انطلقت أعمال الحوار الوطني الفلسطيني والتي ستتواصل خلال الأيام القليلة القادمة، إنني أوكد هنا مجدداً، إننا نبذل كل جهد ممكن لكي يخرج هذا الحوار بنتائج ايجابية، تحقق الوفاق الوطني، وتنهي حالة الانقسام، وتعيد توحيد شطري وطننا بهيئاته ومؤسساته، وتفتح الطريق أمام تشكيل حكومة وفاق وطني تحترم وتلتزم بالالتزامات الوطنية والدولية وتدير شؤون الوطن وتعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها المحدد في كانون الثاني القادم.

إن استعادة وحدة الوطن والشعب تمثل الأولوية والضرورة التي لا غنى عنها، ونأمل أن نوفق بالوصول إلى النتائج المستهدفة في أقرب وقت ممكن فلا يوجد أمامنا إلا خيار الاتفاق والتوافق والوحدة.


السيد الرئيس

السيدات والسادة

لقد بادرت السلطة للتحرك منذ اليوم الأول للإنقلاب الذي شهدته غزة في حزيران 2007 إلى تحمل مسؤولياتها تجاه أبناء شعبنا في القطاع، وما تزال الحكومة تخصص إلى اليوم أكثر، من نصف مواردها لهذا الغرض، كما أن السلطة تحركت خلال الحرب العدوانية لإيصال ما أمكن إيصاله من مساعدات ومستلزمات خاصة في المجال الصحي إلى القطاع، وتحركت فور انتهاء العدوان لإصلاح شبكات المياه والكهرباء كما باشرت منذ اسبوعين، بدفع مساعدات نقدية عاجلة تقدر بخمسين مليون دولار من ميزانيتها لإغاثة أصحاب البيوت المدمرة والمتضررة.

لقد خلف العدوان آثاراً أشبه بما تخلفه الزلازل، وأحسب أن الوفود التي توجهت إلى القطاع في الأسابيع الماضية صدمت وفجعت بحجم الكارثة التي خلفها العدوان الذي استهدف أساساً المواطنين المدنيين وبيوتهم ومزارعهم وأشجارهم. واستهدف المدارس والمستشفيات والمساجد والطرق وشبكات المياه والكهرباء ومباني المؤسسات، ومصانع وورش ومنشآت القطاع الخاص، لقد دمر العدوان خلال 22 يوما جزءا كبيرا مما أنجزه وبناه شعبنا وسلطته الوطنية على مدى 15 سنة بفضل المساعدة الصادقة والسخية منكم أيها السادة جميعا.

السيد الرئيس

السيدات والسادة

إن السلطة الوطنية ستعرض عليكم اليوم برنامجها لإعادة اعمار قطاع غزة ولدعم الاقتصاد الفلسطيني، إن الخطة التفصيلية التي أعدتها الحكومة والتي سيقدمها لكم الدكتور سلام فياض رئيس مجلس الوزراء تقدم رؤيا وطنية شاملة تطمح لآفاق تنموية تعزز الاقتصاد الوطني الفلسطيني وتوفر ديناميكية تعزز متانة واستقرار النسيج الاجتماعي الفلسطيني، ما يدعم توجهنا لاستعادة وحدتنا الوطنية.

وفي هذا المجال فإن مواصلة تسديد الالتزامات من قبل الأشقاء والأصدقاء لدعم موازنة السلطة يقوي إرادتنا الوطنية لحث الخطى نحو تحقيق وحدتنا.


إن هذه الخطة تستند إلى تقييمات واقعية ودقيقة لمتطلبات إعادة بناء واعمار ما تم تدميره في القطاع ولاحتياجات ميزانية السلطة الوطنية الفلسطينية، للقيام بأعبائها الضخمة تجاه أبناء شعبنا في الضفة والقطاع، كما أن هذه الخطة تقترح آليات وصيغا خلاقة لإعادة الاعمار بقيادة السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها وبالتنسيق مع الهيئات الدولية ومع القطاع الخاص الفلسطيني بصورة تضمن سرعة وحسن التحرك والتنفيذ وتوفر كل متطلبات الشفافية والعدالة.


أن جميع من شارك في مؤتمر باريس، في نهاية 2007، وهم موجودون في هذه القاعة، شهد ويشهد بجدارة حكومتنا في اقتراح وتنفيذ خطة الإصلاح والتنمية التي قدمت حينذاك ولقيت تأييد ودعم العالم، إن النجاحات التي حققها تنفيذ برامج الخطة في المجالات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والأمنية، رغم كل المصاعب التي يضعها الاحتلال وما واكب التنفيذ من ارتقاء أنظمتنا المالية والرقابية والإدارية إلى أرقى المستويات يمثل دليلاً على قدرة الأداء الفلسطيني وضمانة لنجاح تنفيذ الخطة التي ستناقشونها اليوم.


ومن هنا فإنني ادعوكم جميعاً لدعم واعتماد برامج وآليات خطتنا المقدمة إليكم وتوفير كل المستلزمات والمتطلبات لنجاحها، وشعبنا يثق بأن أشقاءه وأصدقاءه الذين وقفوا معه على الدوام قَدموا إلى هنا اليوم ليؤكدوا مواصلة دعمهم وتأييدهم له وللسلطة الوطنية الفلسطينية.

السيد الرئيس

السيدات والسادة

اعتقد أننا ندرك جميعا أن جهود الإعمار والتنمية ستبقى قاصرة وعاجزة ومهددة في ظل غياب الحل السياسي، لقد دمرت آلة الحرب الإسرائيلية عدة مرات العديد من مؤسساتنا ومدارسنا ومستشفياتنا وبنيتنا التحتية التي شيدناها بدعم من الأصدقاء والأشقاء، وتحولت مزارعنا وبياراتنا المجبول تُرابِها بعرق وإبداع مزارعينا، إلى أراض جرداء، بفعل الجرافات والدبابات الإسرائيلية لذلك فإننا إذ نشيد بحضوركم، ونقدر دعمكم المتواصل ونثمن ما تقدمونه للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية على الصعيد المالي والاقتصادي والفني، فإننا نشدد على الحاجة الماسة لتحقيق تقدم جوهري نحو الحل العادل، إن جميع الدول والهيئات الحاضرة هنا كانت حاضرة أيضاً قبل 15 شهراً في انابوليس وفي باريس، لقد سِرنا من جانبنا بخطوات واثقة وبقلوب وعقول مفتوحة في مفاوضات السلام غير أن مواصلة إسرائيل التنكر لالتزاماتها ورفضها تنفيذ الاستحقاقات المتوجبة عليها، وإصرارها على مواصلة الاستيطان وبناء الجدار العنصري لالتهام أرضنا ولمحاولة فرض الأمر الواقع ورسم الحدود بالقوة المسلحة والإمعان في فرض الحصار على شعبنا عاد بنا إلى الطريق المسدود.


إن العدوان الإسرائيلي على غزة، أكد مجدداً عقم وإفلاس سياسة القوة الغاشمة وإذ أظهرت المآسي التي خلفها العدوان النتائج الكارثية لخيار اللجوء للحرب، فقد أبرز وأكد الحاجة الملحة للتحرك السريع لدفع عملية مفاوضات جدية بهدف التوصل إلى اتفاق سلام حَددت معاييره وأسسه قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام التي أعادت القمة العربية الإقتصادية في الكويت قبل شهرين طرحها كخيار لا يمكن أن يظل مطروحا إلى الأبد، وهو أمر يتطلب وقبل كل شيء وقف جميع النشاطات الاستيطانية في بلادنا وخروج قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى حدود 28 أيلول 2000 وفق الاتفاقات والتفاهمات بين الجانبين.

ونذكر هنا خطة خارطة الطريق وتقرير ميتشيل اللذين أصرا على هذه المواضيع.

وإذ تجري المشاورات لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل فإننا نعتقد أن المجتمع الدولي ينتظر ويطالب بأن تؤكد هذه الحكومة على التزامها بحل الدولتين وبالاتفاقات الموقعة ولا يمكن تخيل أية إمكانية لانطلاق عملية السلام مجدداً قبل تلبية هذه المتطلبات الضرورية والأساسية، ومن هنا فإننا نرى ضرورة التحرك السريع في هذا المجال من قبل إدارة الرئيس باراك اوباما وبقية أطراف اللجنة الرباعية ودول العالم كافة لإحياء عملية السلام، من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي الفلسطينية التي احتلت العام 1967، ومن أجل قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كي تعيش بسلام إلى جانب اسرئيل.


السيد الرئيس

السيدات والسادة

إن الوقت يمضي سريعا مثقلاً بجثث الضحايا وخيبات الأمل وظلام اليأس وانسداد الأفق، وإذ كنا نستطيع أن نعيد بناء البيوت والعمارات والمدارس والمستشفيات والمساجد وشق الطرق وبناء شبكات المياه والكهرباء، وإذ كنا نستطيع إعادة غرس الأشجار والورود والمزروعات، فإن الأمر الذي يحمل خطورة كبرى هو أننا قد لا نستطيع إذا لم نتحرك جميعا وبسرعة، أن نعيد لأطفالنا وشاباتنا وشباننا ورجالنا ونسائنا الأمل بالسلام والحرية، والقدرة على الحلم بأشياء عادية، والثقة بقدوم أيام أفضل في المستقبل.


لذلك نقول من هنا، من مدينة السلام :

آن الأوان أن ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله

آن الأوان أن يتوقف وإلى الأبد اللجوء إلى خيار العدوان والحرب والاحتلال والإستيطان

آن لدولة فلسطين المستقلة أن تولد

آن للسلام أن يسود أرض السلام

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.