الإثنين: 11/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بهية تسكن فوق الأنقاض تنتظر مؤتمر الإعمار ليعيد بناء منزلها المدمر

نشر بتاريخ: 02/03/2009 ( آخر تحديث: 02/03/2009 الساعة: 15:54 )
غزة- معا- هذه السيدة التي تفترش بعض حجارة منزلها المدمر، وتحاول الاستمتاع بما تبقى لها من سنوات بالحياة وتشرب الشاي تقول: "من سيعيد إعمار منزلي، هل هناك إمكانية؟ انني اتمنى ان أعود للسكن هنا بمملكتي التي دمرها الاحتلال".

بشارع القرم الى الشرق من مخيم جباليا حيث طال الدمار كل المنازل هناك ولم يبق منها واحدا جلست السيدة بهية الندر ( 56 عاما) وقالت بحرقة: "صحيح انني اقطن لدى أقاربي ولكن نفسي لا تطيق أن أثقل عليهم فأحضر إلى منزلي المدمر وأبقى من ساعات الصباح حتى غروب الشمس واشتم رائحته وأوقد نارا للتدفئة علها تعيد لي بعض ذكرياتي".

هكذا هن يأملن وهكذا رفعن مطالبهن في مزاد علني يعتقدن أنه يعقد في شرم الشيخ اليوم على إعادة إعمار ما خلفه الاحتلال من دمار هائل طال منازلهن وأسكنهن الخيام وبيوت الأقارب.

احداهن كانت توقد نارا تحت سقف منزلها المدمر شمال قطاع غزة قالت :" أنا دمر بيتي وضاع مستقبل أولادي واستشهد ابن عمي امامي وبنات عمي الاثنتان واصيبت والدتهن بأمعائها واستبدلت تلك الأمعاء بأخرى بلاستيكية كما نقلت ابنة عمي الثالثة للعلاج بأميركا جراء اصاباتها الخطرة فما الذي يستطيع المؤتمرون في مؤتمر الأعمار تعويضي عنه وتعويض عائلتي عن خسائرها هذه؟".

وتضيف "أريد منهم أموالا كثيرة وأن يعيدوا بناء بيتي بدلا من ثلاثة طوابق دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية ليكون خمسة طوابق لأضمن مستقبل أولادي وأريد منهم أن يشعلوا أضواءه ويجروا في أنابيبه المياه وأن يزودوني بغاز الطهي على مدار العام كي لا أضطر لإيقاد النار والتعفر كل يوم".

أبسط أحلامهن السكن والغذاء ونسيان أيام الحرب المرة التي أفقدتهن الأحبة وأصابت آخرين بجراح سترافقهم إلى بقية العمر.

الحاجة أم محمد التي كانت تبكي على أطلال منازل أبنائها في بلدة بيت حانون قالت: "عمري 65 عاما لم أر حربا كما رأيت لقد استشهد ابني واصيب زوج ابنتي بجلطة في سجن بئر السبع وأعلم انه محروم من العلاج تحت سطوة السجان كما دمر الاحتلال منزلي ومنازل أبنائي القريبة ولقد أعدموا شابة وثلاثة طفلات كن يتناولن الحليب في باحة منزلهن فمن سيعوضنا".

ولدى إصرارنا عما تطالبه من مؤتمر شرم الشيخ قالت بحزن: "أطالبهم بأن يبنوا لي بيتا فلا أجد مأوى يأويني وكلما أنظر لبيتي وأتذكر ما حدث يكاد قلبي ينفطر ولا أطيق الحياة بعد".

أخريات تناهى إلى أسٍماعهن أن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية بين الحاضرين فعلقن: "قالت إن الأعمار والحوار لن ينجحا إلا إذا اعترفت حماس بإسرائيل؟ فهل هذا مطلب عادل أم أنها لم تفقد في حياتها فلذة كبدها وبيتها ولم تدمر حياتها مثل ما دمرت إسرائيل حياتنا فنرجوا لو حضرت إلى غزة ثم تفوهت بما تريد".

سيدة كانت تحاول لملمة ما لا نعرفة من محيط منزلها المدمر قالت: "أتمنى التوفيق للجميع وأن يجمع الله شمل حماس وفتح وينجح الحوار كي يبدأ العمل لإعادة منازلنا المدمرة فهذا دمار لم نتوقعه في حياتنا وأقول لكم سرا فالحياة بلا بيت صعبة للغاية".

جرحى الحرب على غزة والتي استمرت 22 يوما واسفرت عما يفوق 4500 جريح تساءلوا إن كان مؤتمر الاعمار يضعهم بالحسبان أم أنهم ورقة منسية بعضهم فقد اعضاء من الأجهزة الحيوية بجسده وجلهم بترت اطرافهم إما العلوية أو السفلية وكثير منهم فقدوا أعينهم وقرابة الثلث أطفال.