حزب الشعب يدعو لتفاعل شعبي للمساهمة في الإعداد للمصالحة الوطنية

بيت لحم- معا- دعا حزب الشعب الفلسطيني لتفاعل شعبي يشارك فيه الوجهاء والمخاتير والمثقفون والحقوقيون بهدف المساهمة في الإعداد للمصالحة الوطنية الفلسطينية، وما تتطلبه من أفكار ورؤى وخبرات متعددة، مشيراً إلى أهمية نجاح هذا الملف الذي يشكل مرتكزا أساسيا في عملية إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، معتبرا أن المشاركة الشعبية للإعداد لهذا الأمر غاية في الأهمية لاسيما وان القضايا التي تواجه هذه الملف غاية في التعقيد والتشابك.

وأكد الحزب أن مجموع القضايا المطروحة للنقاش في اللجان الخمس المنوي استئناف عملها في العاشر من الشهر الجاري بالقاهرة تترابط مع بعضها البعض، داعيا كافة الأطراف لبذل قصارى جهدها لانجاز الملفات الموكلة للجان الخمس في موعدها المحدد.

وقال نافذ غنيم عضو المكتب السياسي للحزب والمشارك في لجنة المصالحة الوطنية بالقاهرة" إننا نعتبر ملف المصالحة من أكثر الملفات أهمية لأنه سيعالج تداعيات واقع الانقسام، وما نتج عنه من انتهاكات صارخة ومتعددة تعرض لها الكثيرين سواء كانت فردية أو جماعية، وكذلك ما تعرضت له الممتلكات والحريات العامة، وغيره من القضايا التي تحتاج إلى جهد ضخم وإرادة وطنية شجاعة يجب ان يتحلى بها الجميع".

وأضاف بان لكل تنظيم رؤيته لمعالجة هذا الملف التي سيقدمها عندما تجتمع لجنة المصالحة الوطنية في القاهرة، داعيا إلى أهمية أن يستنير الجميع برأي مختلف الأوساط الشعبية في هذه القضية بالذات، نظرا لان المصالحة تعني بالأساس المصالحة الشعبية بكل أبعادها.

وأضاف غنيم ليس المطلوب أن نقدم رؤى نظرية قد تعجز في بعض جوانبها معالجة الأمور على الأرض, ولا كذلك تجاهل بعض القضايا المطلوب معالجتها كشرط لتحقيق هدف المصالحة الوطنية، مؤكدا أن الاستئناس بأصحاب الرأي والخبرة في هذا الجانب سيقلل من الصعوبات التي ستواجه تحقيق هذا الهدف بكل تفاصيله.

وعن تعقيدات القضايا القائمة وإمكانية حلها، قال غنيم "لا توجد مشاكل بدون حل, قد تكون صعبة ومعقدة وهذا أمر قائم، لكن خبرة شعبنا واتسامه بالتسامح, وضرورة تطبيق مبدأ العدالة على الجميع دون تمييز، وكذلك الاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى التي شهدت أعمال عنف وصراعات داخلية، إلى جانب تحمل الكل الوطني لمسؤولياته, سيساعد في عالج هذا الملف وإنهائه". كما أكد على أن لجنة المصالحة الوطنية ستكون قادرة على وضع تصور متكامل لمعالجة هذا الملف رغم الصعوبات الكبيرة التي تعترض طريقها.

ودعا غنيم كافة القوى السياسية لعدم إضاعة الفرصة المتاحة الآن لإنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، محذرا من ان الفشل في ذلك سيدخلنا جميعا في دوامة عنف اشد وأكثر قسوة, ما سيراكم المزيد من العقبات التي تعرقل تحقيق هدف المصالحة الوطنية.