الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في اول حديث مطول بعد تعيينه مطرانا: عطا الله حنا لا يثق بأي شيء في اسرائيل واحزابها

نشر بتاريخ: 23/12/2005 ( آخر تحديث: 23/12/2005 الساعة: 10:34 )
بيت لحم - معا - انتقد المطران عطا الله حنا مطران سبسطية للروم الارثوذكس الاجراءات التي تفرضها اسرائيل في مدينتي القدس وبيت لحم خصوصا في الاعياد الميلادية المجيدة موضحا ان ما يحدث في هاتين المدينتين المقدستين بالانتهاك الفاضح.

وقال المطران عطا الله حنا في حديث خاص بوكالة معا الاخبارية في اول تصريح له بعد تعيينه مطرانا ان اسرائيل تتغنى بالديمقراطية والعدالة في وقت تحيط الناس بالجدران والبوابات والمعابر متسائلا عن العدالة التي تتغنى بها اسرائيل مشددا على ان هذه الاجراءات الاسرائيلية تظهر الوجه الحقيقي لاسرائيل الذي اكد ان اسرائيل دولة ارهابية وعنصرية وليس لها قيم اخلاقية .

وطالب المطران عطا الله حنا كافة المسيحين اللذين يحتفلون اليوم باعياد الميلاد المجيدة بان ينظروا الى بيت لحم واهلها وما تعانيه جراء الممارسات الاسرائيلية ، موضحا ان ما يقال عن المسيحيين يقال عن المسلمين لاننا شعب واحد في فلسطين ولا فرق بين مسلم ومسيحي .

واضاف المطران حنا ان رسالة عيد الميلاد اليوم هي ضرورة التحرك لانقاذ المقدسات من خلال تحريك الضمائر النائمة مشددا على ضرورة ان تستيقظ هذه الضمائر من غفوتها لتعرف حجم النكبة التي حلت بالمقدسات والشعب الفلسطيني محذرا من السكوت عن هذه الجرائم قائلا ان من يسكت فهو شريك في الجريمة ولذلك فيجب الحديث بجراة لايقاف هذه المعاناة .

وحول ما تعانيه الاماكن المقدسة قال حنا ان هذه الهجمة تستهدف كل ما هو فلسطيني وتحديدا في مدينة القدس فكما هي كنيسة القيامة واملاكها مستهدفة من قبل الاسرائيليين هو المسجد الاقصى الذي يتعرض لاستهداف من نوع خاص ومن جماعات متطرفة ، مؤكدا ان اهمية المسجد الاقصى لا تقل عن اهمية الكنيسة ونحن معهم نساندهم في وجه كل ما يتعرضون له من محاولات وموقفنا هذا ليس كلاميا فنحن واياهم دائما على ارض الواقع للتصدي لهذه الهجمة التي تتعرض لها مدينتا المقدسة .

وطالب المطران الارثوذكسي المعين حديثا برتبة مطران كافة الدول العربية والاسلامية وكافة الشرفاء في العالم الى الوقوف جديا فيما تتعرض له المقدسات المسيحية والاسلامية مشيرا الى ان هذه المقدسات والشعب الفلسطيني يحتاجون للعمل حيث انهم اكتفوا ببيانات الشجب والاستنكار والمؤتمرات على الرغم من عدم تقليلنا من اهمية هذه الفعاليات الى ان المطلوب هو الانتقال الى مرحلة العمل من اجل ابقاء القدس عربية اسلامية ومسيحية .

كما وطالب المسيحيين في كافة انحاء الارض بالوقوف الى جانب المظلومين والمستضعفين والفقراء في الارض كما دعاهم الانجيل المقدس وذلك من خلال قيامهم بالدفاع عن المقدسات والمظلومين مشددا على ضرورة ان يثبت كل مسيحي حقيقة مسيحيته بالفعل من خلال دعمه للشعب الفلسطيني المظلوم.

وحول الاملاك الارثوذكسية التي باعها البطريرك ايرينيوس قال المطران عطاالله حنا ان هذه الصفقة لم تكتمل وهناك اجراءات قانونية تقوم بها الكنيسة لاستردادها من خلال محامين تولوا هذه المسالة مثمنا صمود البطريرك الجديد امام الضغوطات الاسرائيلية مشيرا الى ان اسرائيل وضعت شروطا مقابل اعترافها به مؤكدا ان البطريرك الجديد رد على هذه الضغوطات الاسرائيلية بالقول نحن لا نقبل الابتزاز وهذه اوقاف كنسية الروم الارثوذكس ويجب ان نحافظ عليها ولن نقبل بتسريبها.

واوضح المطران حنا ان هذه موقف ايجابي لان البطريرك مع عودة هذه الاوقاف ويسعى لافشال هذا المخطط الذي يهدف تصفية الاوقاف الارثوذكسية .

وفي رده على سؤال لـوكالة معا حول ما نشر مؤخرا في الصحف بعدم تلبية البطريرك الجديد لوعده للحكومتين الفلسطينية والاردنية اكد حنا ان هذا الكلام لا علاقة له بالحقيقة مؤكدا ان من كتبوا هذا الكلام يهدفون لاثارة البلبة موضحا ان الكنيسة دخلت مرحلة جديدة مع البطريرك الجديد الذي يتحلى بالصفات الجيدة الذي يسعى بكل جد لاستعادة الامكلاك التي بيعت.

واوضح حنا ان البطركية الارثوذكسية لا تستبعد ان يكون البطريرك السابق وراء هذه الكتابات ونحن نبحث بشكل مستفيض عن الذين كتبوا هذه المقالات والاخبار مضيفا :" اعتقد ان من يغار على مصلحة الكنيسة فمن واجبه ان لا يشكك في نوايا البطريرك الجديد بعد ان تبين لنا ان مواقفه رافضة لاي ضغوطات اسرائيلية.

وحول سؤال لـ معا عن قرار تعيينه كبطريرك وتقليده يوم السبت في منصبه كمطران لسبسطية شكر حنا البطريرك الجديد ثيو فيلوس الثالث وكافة اعضاء المجمع المقدس في الكنيسة الارثوذكسية على هذا التعيين وهذه الثقة حيث انتخب كمطران باجماع كامل من المطارنة والارشمنديتية ،معتبرا هذا التعيين بالثقة والمسؤولية الكبرى التي تلقى على عاتقه موضحا انه بحاجة مساعدة كافة الاخوة

واكد حنا ان هذا التعيين في المنصب الجديد لا يعطى طابعا دنيويا في الكنيسة وانه ليس القاب زمنية انما كنسية ومن ياخذ هذه المناصب في الكنيسة يجب ان يكون خادما حسب الانجيل المقدس .

وحول الاوضاع السياسية الفلسطينية وتحديدا فيما يتعلق بالانتخابات الفلسطينية قال المطران حنا ان الانتخابات امر جيد مطالبا بانهاء بعض الظواهر السلبية التي تشاهد في بعض الاحيان ، واضاف ان الانتخابات ظاهرة صحية، ونحن متمسكون بالانتخابات لانها الطريقة الافضل للوصول الى دولة مستقلة ينعم بها الجميع بالحرية .

ورفض حنا التدخلات الخارجية في الانتخابات الفلسطينية خصوصا فيما يتعلق بالموقف الامريكي ومن خلفه الاوروبي من مشاركة حركة حماس قائلا :" لا يحق لامريكا ان تفرض مواقف مسبقة وحماس جزء من الكيان الفلسطيني ولا يجوز لامريكا ان تتدخل في هذه الشؤون الداخلية الفلسطينية".

وتساءل المطران الجديد لماذا لا تتدخل اسرائيل لمنع الاحزاب المتطرفة في اسرائيل والتي تدعو صراحة لقتل العرب وتمنعها من المشاركة في الانتخابات الاسرائيلية .

واكد حنا على العلاقة الجيدة بينه وبين حركة حماس وبعض قادتها مشيرا الى الحوار الدائم مع كل القيادات والفصائل وان على الجميع ان يتواجد ويشارك وان يعمل.

اما فيما يتعلق بقرار اسرائيل منع الانتخابات في القدس المحتلة قال حنا انه لا يجب اجراء الانتخابات الفلسطينية بدون القدس لانه يجب ان يتم التعامل مع مدينة القدس بنفس الطريقة التي تعامل بها المدن الفلسطينية الاخرى وحول سؤال يتعلق بمخاوف اهالي القدس من المشاركة في هذه الانتخابات ذكر حنا بان نسبة الذين شاركوا في الانتخابات الخاصة ببلدية الاحتلال من اهالي القدس لم يتجاوز 1% وهذا الامر يعني ان 99% لا يعترفون بالاحتلال ولا يتعاونون معه.

ودعا حنا كافة اهالي القدس للذهاب لصناديق الاقتراع مشيرا الى ضرورة تشجيعهم للمشاركة في هذه الانتخابات لاهميتها في تأكيد الرسالة الموجهة للعالم اجمع باننا كفلسطينيون متمسكون بهذه المدينة العربية كعاصمة لدولة فلسطين القادمة ، مثمنا محاولات البعض لوصول الى قائمة موحدة لخوض الانتخابات توحد كافة الجهود للدفاع عن القدس.

وعلى الصعيد الاسرائيلي والانتخابات المبكرة في اسرائيل اكد حنا ان لا فرق بين شارون وبيرتس وانهما وجهان لعملة واحدة موضحا انه يعرف ما هو الفكر والثقافة الصهيونية هذا اذا امكن ان نسميها ثقافة وكلاهما يتباهان بالعنصرية والحقد ضد العرب وبالنسبة لنا سواء فاز شارون او غيره فالسياسة مبنية على فكر حاقد عنصري باتجاه كل ما هو عربي فلسطيني.

وحول الانباء التي تحدثت عن نية شارون الانسحاب من طرف واحد من الضفة في حال فوزه في هذه الانتخابات قال حنا ان ما يمكن ان يقدمه شارون هو مزيد من التنكيل والاحتلال والعنصرية والخداع مؤكدا على ضرورة ان يتغير الفلسطينيون لان السياسة الاسرائيلية معروفة لذلك يجب ان نكون كفلسطينيين موحدين واستراتيجيين .

وشدد عطا الله حنا على انه لا يثق بأي شيء في اسرائيل واحزابها .

وعن موقفه من قيام الدولة الفلسطينية ومدى امكانية تحقيق هذا الحلم قال حنا ان اسرائيل تريدنا ان نحلم بهذه الدولة ونحن نقول ان الدولة ليست حلم هي واقع وهي شيء نتمناه ونريده وتاريخ الشعوب لا يقاس بعشرات السنين ونحن لسنا على عجلة من امرنا لنقبل بحلول لا تعطينا كافة حقوقنا نحن نشأنا هنا ولن نجلب من بلدان اخرى ولهذا سننتصر وفي هذا العيد المجيد نقول اننا سنتقدم للامام من اجل تحقيق امنياتنا الوطنية وان الاحتلال سيزول وستحرر القدس والاراضي العربية وسينعم شعبنا بالحرية ونحن لا نطلب ما هو مستحيل نحن نطلب ان يزول العدوان.