دراسة مسحية تظهر تعاظم دور الإعلام المرئي في الشارع الفلسطيني
نشر بتاريخ: 03/03/2009 ( آخر تحديث: 04/03/2009 الساعة: 01:19 )
رام الله - معا - اظهرت دراسة مسحية جديدة اجراها مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان برام الله ،تعاظم دور الاعلام المرئي في الشارع الفلسطيني .
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مركز وطن للإعلام بمدينة رام الله اليوم حول رأي الشارع الفلسطيني المحلي والعربي خلال الفترة ما بين 19 – 21 شباط 2009، حيث عرض د. إياد البرغوثي مدير عام المركز أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة.
و قد شملت عينة الاستطلاع 1500 شخص، وكان هامش خطأ العينة ±2.5%، ووزعت العينة بين الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، بحيث شملت 948 شخص من الضفة الغربية، و 552 شخصا من قطاع غزة، وبلغت نسبة الذكور في العينة 52.4% ونسبة الإناث 47.6%، أما متوسط عمر أفراد العينة فبلغ 33 سنة.
الفلسطينيون والإعلام المحلي
في أول استطلاع رأي قامت به وحدة الدراسات المسحية في مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان، حول علاقة الجمهور الفلسطيني في الضفة والقطاع بوسائل الإعلام المحلية أساسا، وكذلك العربية تبين ما يلي:
أولا، ما زال التلفزيون هو المصدر الأساسي لتلقي الخبر السياسي المحلي في الأراضي الفلسطينية، حيث أفاد 63% من المستطلعة آراؤهم بذلك (71% في الضفة، و51% في القطاع). أما الراديو فقد كان المصدر الثاني لذلك بنسبة 20%، (منهم 16% في الضفة، و26% في القطاع). وكانت الصحف المحلية في المرتبة الأخيرة بنسبة 7%، (6% في الضفة، و8% في القطاع)، وذلك بعد المواقع الالكترونية التي فضلها 8% من الجمهور.
توضح نتائج الاستطلاع أن جمهور الضفة يهتم أكثر بالتلفزيون من جمهور غزة، الذي يهتم أكثر بالراديو، وقد يعود ذلك إلى حالة استمرار انقطاع التيار الكهربائي في القطاع.
ثانيا، يفضل الجمهور الفلسطيني الحصول على الخبر السياسي المحلي من الإعلام العربي (52%) أكثر من المحلي (37%). إلا أن النظر في تفاصيل هذه النسب يشير إلى أن سكان القطاع يعتمدون الإعلام المحلي (60%) أكثر من العربي، بينما يفضل سكان الضفة الإعلام العربي (65%) أكثر من المحلي.
تفضيل الإعلام المحلي في القطاع قد يعود لعدم انتشار الصحون اللاقطة كما هو الحال في الضفة، إضافة إلى أن الشعور الوطني الفلسطيني تاريخيا كان في القطاع أكثر نموا منه في الضفة.
ثالثا، فيما يتعلق بالصحف المحلية، احتلت صحيفة القدس الأفضلية الأولى (47%) لدى الجمهور الفلسطيني بصورة عامة، تلتها صحيفة الأيام (19%)، ثم الحياة الجديدة في المرتبة الثالثة (15%). أما صحيفة الرسالة ففضلها حوالي 4% من جمهور القراء، وقد يكون عدم وصول هذه الصحيفة إلى الضفة أحد أسباب تدني نسبتها، حيث فضلها 1% في الضفة وحوالي 9% في القطاع.
تجدر الإشارة هنا إلى التفاوت بين غزة والضفة فيما يتعلق بالموقف من الصحف الفلسطينية حيث يفضل 68% من قراء الصحف في الضفة و12% من القراء في غزة صحيفة القدس. في الوقت الذي احتلت فيه صحيفة الحياة الجديدة المرتبة الأولى في قطاع غزة (36%)، بينما نسبة تفضيلها في الضفة متدنية جدا (2.0%). أما صحيفة الأيام فقد فضلها حوالي 10% من جمهور الضفة و34% من جمهور غزة.
من الواضح هنا أن التوجه الفكري والسياسي ليس هو العامل الحاسم الأكبر في تفضيل الصحف بل طبيعة الصحيفة وربما سعرها.
رابعا، فيما يتعلق بموقف الجمهور الفلسطيني في الضفة والقطاع من التلفزيونات الفلسطينية، كان تلفزيون فلسطين هو الأكثر مشاهدة بين التلفزيونات المحلية في الضفة وغزة (35%)، تلاه التلفزيونات المحلية (25%)، ثم تلفزيون الأقصى (20%).
من الواضح أن مشاهدة التلفزيون يقف خلفها الموقف الفكري والسياسي أكثر من قراءة الصحف. فتفضيل تلفزيون الأقصى كان بنسبة 20%، في كل من الضفة وغزة. أما تلفزيون فلسطين فقد فضله 39%، في الضفة، و27% في غزة. وبالنسبة للمحطات التلفزيونية المحلية فقد كانت نسبة مشاهدتها كبيرة في غزة (44%) وقليلة في الضفة (14%).
خامسا، بالنسبة للإذاعات المحلية، فقد فضل 34% الإذاعات المحلية المستقلة، بينما فضل راديو فلسطين 31% وراديو الأقصى 13% من المستطلعة آراؤهم.
وعند النظر في التفاصيل تبين أن جمهور الضفة يفضل الإذاعات المحلية ضعف جمهور غزة (42% في الضفة، و21% في القطاع). أما راديو فلسطين فقد فضله حوالي 22% في الضفة و47% في قطاع غزة، في حين فضل راديو الأقصى حوالي 22% في غزة و8.0% في الضفة. يتبين من هذه النتائج أن الذهاب باتجاه الإعلام المستقل هو أكثر منه في الضفة عنه في قطاع غزة.
سادسا، ثقة الجمهور الفلسطيني بوسائل الإعلام الفلسطينية:
1- تبين النتائج أن ثقة المواطن الفلسطيني في الصحف المحلية إجمالا ضعيفة، حيث كانت درجة الثقة 7 من 10 لجريدة القدس، و 6 من 10 لصحيفتي الأيام والحياة الجديدة وكانت 4 من 10 لصحيفة الرسالة.
2- بالنسبة للثقة بالقنوات التلفزيونية الفلسطينية فكانت أدنى قليلا من تلك التي كانت بالنسبة للصحف. فقد وصلت بالنسبة لتلفزيون فلسطين حوالي 7 من 10 درجات، وحدها الأدنى لتلفزيون الأقصى 5 من 10 درجات. ولوحظ أن الثقة بتلفزيون فلسطين في غزة أكثر منها قليلا في الضفة.
3- بالنسبة للإذاعات المحلية فقد تدنت درجة الثقة أكثر وأكثر. فقد بلغت أقصاها بالنسبة للإذاعات المحلية المستقلة 6 من 10 درجات، في حين كانت أقل قليلا بالنسبة لصوت فلسطين وراديو الأقصى. ويلاحظ الفرق الكبير في درجة الثقة براديو فلسطين بين الضفة وغزة حيث بلغت الأولى أقل من 5 من 10 درجات، وفي غزة كانت أكثر قليلا من 7 من 10 درجات.
سابعا، وللدخول أكثر في تفاصيل ذلك، أي الثقة بمدى موضوعية وسائل الإعلام المحلية، فقد تبين أن 67% من المتابعين لوسائل الإعلام المحلية يعتقدون أن تلك الوسائل تغطي الأخبار بشكل موضوعي ودون تحيز، في حين اعتقد 28% أن تلك الوسائل ليست موضوعية. كذلك تبين أن المتابعين في غزة لوسائل الإعلام المحلية يعتقدون بموضوعيتها أكثر منهم في الضفة 70% في غزة، و65% في الضفة).
ثامنا، لدى أخذ رأي الجمهور الفلسطيني بمسألة استقلال الإعلام الفلسطيني ومدى تدخل السلطة أو السلطات في كل من الضفة وغزة في وسائل الإعلام المحلي تبين أن نسبة كبيرة من المستطلعة آراؤهم ترى بوجود مثل هذا التدخل.
1- بالنسبة للسلطة في الضفة أفادت نسبة 65% (74% في الضفة، و50% في القطاع) من المستطلعين بوجود تدخل للسلطة الفلسطينية في الإعلام.
وإذا ما أخذت النتيجة بشكل معاكس يبدو واضحا مدى الفرق بين مواطني الضفة وغزة فيما يتعلق بتدخل السلطة في الضفة في الإعلام، حيث أجاب 41% في غزة و19% في الضفة بأن السلطة في الضفة لا تتدخل في الإعلام. إن نسبة الذين يعتقدون أن السلطة في الضفة لا تتدخل في الإعلام هم في غزة ضعف من هم في الضفة.
2- وعند السؤال عن مدى تدخل الحكومة المقالة في غزة في الإعلام كانت النتيجة أن ذلك التدخل هو أشد منه في الضفة، حيث أفاد 76% (81% في الضفة، و69% في القطاع) من المستطلعين بوجود ذلك التدخل. إن سكان الضفة أيضا يرون أن تدخل "حكومة حماس" في الإعلام أكثر من تدخل السلطة الفلسطينية فيه.
3- عند دراسة رأي المواطنين في درجة موضوعية الإعلام الحزبي الفلسطيني تبين أن الإجابات كانت ذات طابع حزبي إلى حد بعيد. لقد أجاب حوالي 35% (27% في الضفة، و48% في القطاع) بأن إعلام حركة فتح هو الأكثر موضوعية، وأجاب 22% (21% في الضفة، 23% في القطاع) أن إعلام حركة حماس هو الأكثر موضوعية. بينما أجاب حوالي 10% بأنه إعلام اليسار.
يبدو أن التوجه السياسي يلعب دورا كبيرا هنا عند السؤال عن الموقف من الإعلام الحزبي. وليس غريبا أن تكون النتائج قريبة من نتائج مدى التأييد للحركات السياسية الفلسطينية، ويدل ذلك على غياب النقد الذاتي عندما يتعلق الأمر بالمفاضلة بين انتماء الشخص والآخر. إلا أن الملفت للنظر هنا أن نسبة ليست قليلة 34% (43% في الضفة و11% في القطاع) لا ترى الإعلام الحزبي في فلسطين موضوعيا.
ومما يدعم دقة هذه النسب المتعلقة بموضوعية الإعلام الحزبي انه عند السؤال عن هدف الإعلام الحزبي، أجاب 35% (43% في الضفة، و21% في القطاع) بأن الهدف الأساسي هو التحريض على المختلف سياسيا.
4- عند السؤال مباشرة عن دور الإعلام الفلسطيني في تعزيز الانقسام الفلسطيني الداخلي كان هناك نسبة كبيرة واضحة وتكاد تكون متساوية في الضفة وغزة على أن الإعلام المحلي يساهم في تعزيز الانقسام الداخلي. فقد أجاب 75% (74% في الضفة، و77% في القطاع) بأن الإعلام المحلي يساهم في تعزيز الانقسام الداخلي. ومن الملاحظ أن جمهور الضفة والقطاع اختلف في كل شيء إلا في هذه المسألة.
تاسعا، الفلسطينيون والإعلام العربي
1- عند السؤال عن أي القنوات الفضائية العربية تفضل مشاهدتها للحصول على الخبر السياسي المحلي حصلت قناة الجزيرة على أكبر درجة تفضيل (7.78 من 10)، تلاها قناة فلسطين (6.57 من 10) ثم قناة المنار (6.53 من 10)، وقناة العربية (6.4 من 10). أما فضائية الأقصى ففضلها (5.2 من 10).
وتبين من النتائج أيضا وجود تفاوت في تفضيل القنوات الفضائية بين مواطني الضفة وغزة. فبالنسبة لقناة الجزيرة كان تفضيلها في الضفة بدرجة (8.4 من 10)، وفي غزة (6.7 من 10). وبالنسبة لقناة المنار فقد كان تفضيلها في الضفة بدرجة (7.45 من 10) وفي غزة بدرجة (5 من 10). وقناة العربية كانت نتائجها معكوسة ففضلت في الضفة بدرجة أقل من غزة (5.6 في الضفة، و7.8 من 10 في القطاع). في حين تساوت درجة تفضيل قناة فلسطين في الضفة وغزة، وكذلك حصل بالنسبة لقناة الأقصى. إذ اتفق جمهور الضفة وغزة على قناتي فلسطين والأقصى، واختلف على الجزيرة والمنار والعربية.
2- عند السؤال عن درجة الثقة بالفضائيات العربية لم تختلف المسألة عن درجة التفضيل. وكانت الفروق واضحة بين جمهوري الضفة والقطاع بالنسبة لدرجة الثقة بالفضائيات العربية الأساسية. فبالنسبة لقناة الجزيرة وثق بها 93% من مشاهدي الضفة، و61% من مشاهدي القطاع. وبالنسبة لقناة المنار فقد وثق بها 88% في الضفة و68% في القطاع. أما العربية فكانت النسبة 75% في الضفة، و84% في القطاع.
3- تفسير الثقة بالمحطة الفضائية المفضلة عزتها الأكثرية (53%) إلى موضوعية المحطة وعدم تحيزها، لكن الملفت للنظر أن نسبة لا بأس بها (32%) في غزة و (19%) في الضفة أجابت أن مصدر الثقة يعود لحمل القناة نفس الفكر الذي يحمله المستطلع. إن ذلك يوضح الميل لاعتماد الايدولوجيا والتوجه الفكري في غزة أكثر منه في الضفة، وإن المستقلين في الضفة هم أكثر.
عاشرا، بالنسبة للبرامج التلفزيونية المفضلة لدى الجمهور في الضفة والقطاع، تبين أن النسبة الأكبر من الجمهور الفلسطيني (46%) تفضل متابعة البرامج الإخبارية، تليها نسبة متابعة البرامج الدينية (22%)، ويأتي في نهاية الاهتمام البرامج الثقافية (14%).
من الملاحظ أيضا أن نسبة متابعة البرامج الإخبارية والثقافية في غزة (49.5% و18.5%) أكثر منها في الضفة (43.4% و10.8%) بينما متابعة البرامج الدينية والترفيهية في الضفة (24.1% و16.8%) أكثر منها في القطاع (18.5% و12.5%) ربما ذلك بعكس الانطباع السائد.