وزارة المرأة بالحكومة المقالة تعقد ورشة عمل حول أوضاع المرأة في القطاع
نشر بتاريخ: 04/03/2009 ( آخر تحديث: 04/03/2009 الساعة: 13:33 )
غزة- معا- أوصى مشاركون في ورشة عمل عقدتها وزارة شؤون المرأة بالحكومة المقالة بغزة حول أوضاع المرأة الفلسطينية في قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة بضرورة إنشاء مركز أرشاد ودعم نفسي بعد إجراء مسح للمؤسسات المعنية بالشؤون النفسية والاجتماعية وذلك بهدف تطويرها عبر تأهيل الكوادر البشرية المدربة، مؤكدين أن السعي لإيجاد ملاجئ وأماكن آمنة لهؤلاء النساء للاحتماء في أوقات الحروب يعد أمر غاية في الأهمية يجب على كافة الجهات المعنية العمل على تحقيقها على أرض الواقع.
وشدد المشاركون في الورشة التي عقدت بمركز رشاد الشوا تحت عنوان " المرأة الفلسطينية بعد الحرب حاجات ومطالب"، بحضور ومشاركة عدد من الشخصيات الاعتبارية وأكاديميين ومحاضرين في الجامعات الفلسطينية على ضرورة تدريب النساء وتأهيلهن في المجالات الطبية لا سيما في مجال الإسعاف الأولي وما يعرف بطب الطوارئ، والعمل على الاهتمام بالتثقيف الصحي للتعرف على الأسٍلحة المحرمة دولية التي استخدمتها إسرائيل في حربها على غزة ومن بينها الفسفور الأبيض وما يعرف بقنبلة الدايم، معتبرين أن التأهيل المجتمعي فى هذه المجالات يعد غاية فى الأهمية موعزين ذلك لتحقيق أقل الخسائر الممكنة فى أوقات الحروب والأزمات.
وتأتي هذه الورشة التحضيرية التي عقدتها الوزارة لمناقشة الآثار النفسية والاجتماعية والقانونية، إضافة إلى دور المؤسسات النسويه ودور الآليات الوطنية في دعم صمود المرأة، بهدف المشاركة لاحقاً فى مؤتمر علمي دعت إلية الوزارة في إعقاب انتهاء الحرب التي شنتها إسرائيل مؤخراً على الشعب الفلسطيني، وما نجم عنه من آثار سلبية على المرأة والطفل، والذي سيعقد في اندونيسيا في الفترة القريبة المقبلة بمشاركة عربية ودولية.
وشارك في هذه الورشة كل من الدكتورة سناء أبو دقه نائب رئيس قسم علم النفس والاجتماع بالجامعة الإسلامية، والدكتور محمد مقداد أستاذ الاقتصاد بذات الجامعة، علاوة على الدكتورة نهي شتات والدكتورة سوسن حماد أخصائية طب الأسرة ، كما شارك في الجلسة الثانية من الورشة كل المهندس محمد أبو حسنه والأستاذ حماد الرقب الباحث الفلسطيني.
جهود مضنية:
------------
وفي كلمتها قالت وكيل وزارة شؤون المرأة بالمقالة أ.رحاب شبير أن إسرائيل ضربت بعرض الحائط كل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تحمي المدنيين في أوقات الحروب لا سيما النساء والأطفال، وأن النساء في فلسطين كن ومازلن عرض لممارسات الاحتلال المجحفة التي تحول دون تمتعهن بحقوقهن بل وتؤدي في أحيان كثيرة إلى فقدان حياتهن دون اكتراث من جنود الاحتلال الأكثر دقة في معاينة أهدافهم في العالم ما يدلل على أن الاحتلال استهدف في حربه المرأة الفلسطينية عن عمد وبقصد وإصرار مسبقين.
ولفتت إلى نقص المؤسسات الداعمة للمرأة وبرامجها وغياب المؤسسات التي تتبنى قضاياها واهتماماتها ومتابعتها وصولا إلى مجتمع صحي سليم، مؤكدة أن الوزارة عملت جاهدة للارتقاء بالمرأة الفلسطينية من خلال استهداف شرائح كبيرة في المجتمع من النساء بعدد المشاريع الصحية والتربوية والثقافية وفق الإمكانات المتاحة للوزارة، مطالبة الجهات والمؤسسات الدولية خاصة التي تعمل من أجل المرأة للضغط على الاحتلال من اجل وقف ممارساته ضد المدنيين الفلسطينيين بشكل عام والمرأة والطفل بشكل خاص وملاحقة هذا الاحتلال في المحاكم الجنائية الدولية ومعاقبته على جرائمه التي اقترفها بحق المرأة والطفل الفلسطيني.
مؤتمر خاص:
-------------
ودعا المجتمعون إلى عقد مؤتمر خاص للمرأة فى قطاع غزة والسماح بدخول شخصيات عربية وإسلامية للمشاركة فيه وذلك بهدف مؤازرة المرأة، مشيرين إلى أن عقد اللقاءات الخاصة لأرامل الشهداء وأيضاًُ الجريحات والعمل على تقديم المساعدة المادية والمعنية لأستثمار الغضب الكامن لديهن فى مواجهة التحديات وبناء المجتمع، مؤكدين على تشكيل طاقم إعلامي مختص لفضح جرائم الاحتلال بحق المرأة والطفل على أن يتم إبراز الأنشطة الإعلامية باللغات الحية على أن يكون هناك مشاريع مسبقة لتسويقه، وأن يتزامن ذلك مع تشكيل لجنة قضائية نسوية عربية لملاحقة الاحتلال على جرائمه، مطالبين بإعداد مشاريع نسوية على أنقاض ما دمره الاحتلال خاصة بالقرب من المناطق الحدودية كرسالة تحدي بعدم الخنوع لسياسته.
صندوق قومي للمرأة:
---------------------------
وطالب المجتمعون بإنشاء صندوق قومي لدعم المرأة والطفل، علاوة على التشجيع لعقد المؤتمرات والندوات على المستويين العربي والإسلامي لدعم صمود المرأة الغزية، لافتين إلى أهمية تشكيل وفد نسوى فلسطيني يقوم بزيارة المؤسسات الدولية والجهات الحكومية فى الخارج لشرح معاناة المرأة على أن يصطحب الوفد مادة موثقة لجرائم الاحتلال والعمل على الاستفادة من التعاطف الشعبي والرسمي مع غزة.
الآثار النفسية:
----------------
وفي كملتها ألمحت الدكتور سناء أبو دقة إلى الدراسة التى أجرتها للتعرف على الآثار النفسية والاجتماعية للحرب على النساء والأطفال واستهدفت 50 8 امرأة ، وأن 84% من النساء يشعرن بالحزن و يعانين من أوضاع نفسية سيئة وذلك بسبب رؤيتهن للمشاهد المؤلمة خلال فترة الحرب، مؤكدة على أن 79.7% لا زلن يحملن الأمل رغم الظروف الصعبة التى مررن بها طوال فترة 22 يوما هى أيام الحرب الأخيرة على غزة.
وقدمت أبو دقة مقترحاً يدعم التدخل النفسي والاجتماعي تضمن الحديث عن خطط آنية للمعالجة الطارئة والعاجلة عبر تقديم الخدمات الحياتية، إضافة إلى برامج دعم نفسي على المدى البعيد عبر إعداد المرأة للاستعداد واحتمال لأي حرب قادمة.
أما الدكتور محمد مقداد فاستعرض فى كلمته الآثار الاقتصادية للحرب والحصار على المرأة، مشيراً إلى أن المرأة الفلسطينية مهضومة الحقوق، وأنها تعاني كما غيرها من الشعب الفلسطيني من حصار مشدد أرهق أهالي غزة جميعاً.
فيما استعرضت أخصائية طب الأسرة الدكتورة سوسن حماد أخر الإحصائيات المتعلقة بالمرأة من الجوانب الصحية، لافتة إلى أن 36% من مجموع لشهداء غزة هم من النساء والأطفال، فيما بلغت نسبة المصابين من هذه الفئة 50%، متحدثة عن أن الأضرار التي حدثت في تقديم الخدمات الصحية للأم والطفل طوال فترة الحرب موعزة ذلك إلى تضرر المرافق الصحية سواء تلك التابعة لمنظمات حقوقية دولية أو وزارة الصحة، وأن من بينهم 15مستشفى و 41مركز صحي. كما سجلت زيادة بنسبة 31% من حالات الإجهاض حسب التقييم الصحي الذي قام به صندوق الأمم المتحدة للسكان.