الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اجتماع بين مسؤولي الارتباط الاسرائيلي ومندوبي جمعية شركات البترول بغزة

نشر بتاريخ: 04/03/2009 ( آخر تحديث: 05/03/2009 الساعة: 09:51 )
غزة- معا- عقد اجتماع اليوم في معبر ايريز بين مسؤولي الارتباط المدني والتنسيق الاسرائيلي برئاسة الكولونيل دورون والكولونيل كوبي وبين مندوبي جمعية شركات الوقود بقطاع غزة برئاسة محمود الشوا رئيس الجمعية وذلك بطلب من الجانب الاسرائيلي لمناقشة أزمة الوقود والغاز المنزلي الذي تورده اسرائيل الى غزة.

وقال الجانب الاسرائيلي في الاجتماع أنه يعرف ويدرك أن الوضع بالنسبة للوقود والغاز في قطاع غزة صعب للغاية، مشيرا الى أن هدف الاجتماع هو للتعرف عن قرب من جانب أعضاء الجمعية على ملامح هذا الوضع.

وحذر محمود الشوا رئيس الجمعية من ان المواطنين الفلسطينيين والمرافق الصحية والخدماتية وكافة القطاعات في غزة يعانون من أزمة خطيرة جراء عدم توفر السولار والبنزين والغاز بسبب الحصار الذي تفرضه اسرائيل على توريد هذه المشتقات وتقليص كميات الوقود التي تكفي استهلاك وحاجات القطاع وذلك منذ أكثر من عامين.

وأضاف " ان جمعية شركات الوقود هي قطاع خاص لا تتدخل في السياسة .. وعملنا يهدف الى استمرار الحياة المدنية في قطاع غزة .. ولقد تعرض عدد من محطات الوقود الى دمار خلال الحرب التى شنها الجيش الاسرائيلي على غزة مؤخرا .. كما ان القطاع الخاص المتوقف والمدمر في غزة يتكبد خسائر منذ عامين" .. مشيرا الى التزام القطاع الخاص بدفع أجور العاملين فيه على الرغم من توقفه عن العمل.

ولفت الشوا الى أن حجم العمل كان يبلغ حوالى 15 مليون لتر وقود شهريا تدخل الى قطاع غزة .. وانحدر الان الى حوالي مليون ونصف المليون لتر فقط .. ومنذ بداية أكتوبر 2008 توقفت اسرائيل عن توريد الوقود كليا الى غزة.

ومن جانبه أكد الدكتور محمود الخزندار نائب رئيس جمعية أصحاب شركات البترول في غزة أنه نتيجة قصف سلاح الجو والدبابات الاسرائيلية لعدد من محطات الوقود في غزة خلال العدوان الاخير فان الجمعية فى حاجة ماسة الى صيانة واعادة تشغيل هذه المحطات، مشيرا الى الحاجة الى مضخات وتنكات ثابتة ومتحركة وقطع صيانة واطارات للقاطرات المعطلة منذ فترة طويلة.

وأضاف الخزندار " ان حكومة اسرائيل تحارب القطاع الخاص الفلسطيني في غزة .. وان مليونا ونصف المليون انسان في غزة يعيشون في معسكر كبير فرضته عليهم سلطات الاحتلال .. وهؤلاء المحاصرين في غزة يعيشون على مساعدات وكالة الاونروا من غذاء ودواء".

وتابع " نحن الفلسطينيين في غزة والضفة نريد أن نعيش في سلام وأمن كباقي شعوب العالم .. فلماذا تصر اسرائيل على اعلان الحرب على الناس المسالمين الراغبين فى العيش بسلام".

وبدوره قال خضر الترزى عضو وفد الجمعية ان هذه السياسة الاسرائيلية تضعف فقط الشعب في غزة ولا تؤثر على توازن القوى السياسية والعسكرية في المنطقة .. وأن سياسة الحصار التي تفرضها سلطات الاحتلال تدفع الفصائل العسكرية نحو مزيد من التطرف والعنف في المنطقة.

ومن جانبه قال الدكتور حامد بهلول عضو الوفد الفلسطيني: "أن حياة الشعب فى غزة ملزمة اسرائيل وحركة حماس في آن واحد .. وأرى أن الحصار يزيد من قوة حماس ويضعف الشعب وينهك المواطنين الابرياء".

وأكد الدكتور الخزندار على ضرورة فصل النواحي الاقتصادية عن النزاعات السياسية وتحرير الاقتصاد وترك السلع والاموال تتدفق بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني في قطاع غزة لاعادة العمل والاعمار وخلق فرص عمل وحياة للشعبين.

وقال الكولونيل دورون " لا أرى أى تقدم في الوضع السياسي .. حماس لا زالت مسيطرة على غزة ولا يزال الجندى جلعاد شليط أسيرا لديها .. وتصريحات حركة حماس بأنهم يريدون هدنة طويلة او قصيرة الامد تهدف الى محو اسرائيل عن الخارطة .. لذا لا يوجد فصل بين السياسة والاقتصاد ولن يكون هناك تقدم سياسي أو أمني في غزة دون اغلاق ملف شليط .. وهذه سياسة اسرائيل ونحن نمثلها وسوف نعمل على مزيد من الضغوط والعقوبات والتشدد حتى نحقق أهدافنا السياسية".

وأضاف " نحن مستعدون لفتح كافة المسارات واعادة النشاط الاقتصادي الى غزة بعد توقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية على اسرائيل وانهاء ملف جلعاد شليط .. نحن خرجنا من غزة ولا نريد أن نعود اليها .. الشرق الاوسط منطقة متقلبة وكثيرة وسريعة التغيرات والمفاجآت ونتوقع أن يحدث تغييرات سياسية بناء على هذه المتغيرات".

ورد خضر الترزي على دورون قائلا " هل تعتقد أن شليط محتجز في احدى محطات الوقود في غزة او لدى أصحاب المحطات لتستمر اسرائيل في سياستها العقابية ضد كافة الانشطة المدنية في قطاع غزة".

وطالب الخزندار بضرورة سماح اسرائيل بتوريد الزيوت الصناعية الى قطاع غزة .. واشار الى أن سلطات الاحتلال كانت قد وافقت في 11 أغسطس 2008 على ادخال كميات من الزيوت المعدنية .. فقامت بعض شركات الوقود بغزة بالتعاقد مع شركة باز الاسرائيلية لتوريد 50 طنا من الزيوت الا أن اسرائيل جمدت كل ذلك وظلت حتى الان تلك الكمية عالقة ولم تدخل الى غزة على الرغم من دفع ثمنها.

وعقب دورون على ذلك بقوله " لا يوجد الان أى موافقة الا للنواحى الانسانية فقط مثل الطعام والدواء ولا يسمح بادخال الوقود ولا الزيوت الصناعية وحسب معلوماتى فانه يتم السماح بادخال 1500 طن غاز شهريا الى قطاع غزة بناء على عقد بين شركة دور الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية".

ورد الخزندار " هذه الكمية هى الحد الادنى وليس الاعلى .. فقطاع غزة يحتاج يوميا الى 350 طنا من الغاز واذا كان الامر كما تذكر فانتم ومن تعاقدتم معه هو سبب معاناة شركاتنا والمواطنين في غزة واذا استمر الوضع على ما هو عليه سوف نعمل على التوقف عن استلام الغاز نهائيا حتى يتم تصحيح الوضع .. ونؤكد مجددا على طلبنا بضرورة ادخال كميات كافية من الزيوت المعدنية واعادة النظر في منع ادخال الوقود الى غزة".

وفي نهاية الاجتماع .. أعرب الكولونيل كوبي عن امله في ان تكون الظروف المستقبلية أفضل لتحسين الاوضاع في غزة .. وقال " صحيح أن الوضع الان صعب ولكن نأمل تحسنه في المستقبل".