رياح الازمة الاقتصادية تعصف باسرائيل واعداد العاطلين في ارتفاع متزايد
نشر بتاريخ: 05/03/2009 ( آخر تحديث: 07/03/2009 الساعة: 11:08 )
بيت لحم- معا - بدت اثار الازمة الاقتصادية العالمية تظهر بشكل جلي في اسرائيل التي بات الاغلاق والافلاس يهدد الكثير من مصانعها ومعاملها وحتى الاسواق التجارية لم تسلم من خطر الانهيار .
وفي هذا الاطار افردت الصحف الاسرائيلية معظم صفحاتها الرئيسية والداخلية لاثار الازمة الاقتصادية التي باتت تهدد عشرات الاف الاشخاص بفقدان اماكن عملهم والعديد من المنشات الاقتصادية بالافلاس والانهيار .
ونقلت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية التي افردت صفحتها الاولى بالكامل للشان الاقتصادي عن مفوض بنك اسرائيل ستيلني فيشر قوله بان الازمة الحالية هي الاولى من نوعها منذ قيام الدولة التي اصابتنا دون ذنب لنا بها مشددا على ضرورة قيام الحكومة بالاجراءات الكفيلة بالتخفيف من اثارها المدمرة على المواطن .
واتهم الصحيفة قيادة اسرائيل السياسية والاقتصادية بالوقوف امام الازمة عاجزين لا يمتلكون لها اي حل خلاق متهمه اياهم بالنوم في العسل لمدة سنتين هما عمر الازمة في حين عملت بقية دول العالم على ايجاد حول خلاقه" فمثلا الصين اخذت تحول العاطلين الجدد عن العمل الى صفوف الجيش او الى القرى للعمل هناك فيما رفض الرئيس الامريكي اوباما خطة سلفه بوش وتبنى خطة جديدة خاصة به اما دول اوروبا فلم تتورع عن تأميم البنوك ومحاولة تطبيق اصلاحات طموحه تهدف الى معالجة الازمة المالية وذلك خلافا لقيادة اسرائيل التي لم تكلف نفسها عناء البحث عن حلول او انصاف حلول".
وضمن الاثار القاسية للازمة المالية على المجتمع والاقتصاد الاسرائيليين اعربت مصادر اقتصادية عن مخاوفها من انضمام عشرات الاف من العاملين في مجال التكنولوجيا المتقدمة " هاي تيك " الى صفوف العاطلين عن العمل وذلك في ظل اعلان عملاقة صناعة الـ " هاي تيك" المعروفة باسم " كومبرس" يوم امس نيتها الاستغناء عن 500 موظف وعامل .
وفي مجال النسيج تخشى المصادر من استغناء هذا القطاع عن عشرات الاف من العاملين فيه خاصة في ظل الركود الحاد الذي يعاني منه قطاع النسيج الاسرائيلي .
وخرجت صحيفة "هارتس" بعنوان رئيسي على صدر صفحتها الاولى يقول وبكل وضوح " محرك النمو الاقتصادي الاسرائيلي على وشك الانهيار والشلل " واضافت بان الاف من عمال الـ "هاي تيك " والقطاعات الاقتصادية الاخرى في طريقهم للانضمام لجيش العاطلين الاخذ في التعاظم فيما فضلت "يديعوت احرونوت" الخروج بعنوان " دولة بلا عمل داعيا الى اقامة هيئة خاصة تعنى بمحاربة البطالة التي ضربت كل منزل في اسرائيل .
ولم يتوان زبائن ودائنو شبكة الاسواق التجارية المعروفة باسم " بركات هاشم " والمتخصصة ببيع المنتجات الغذائية للمتدينين وتمتلك فروعا في بلدة " حوتسير خليليت " وصفد وراس الناقورة عن نهب فرع الشبكة في بلدة حوتسر بعد ان انتشرت شائعه حول نية اصحابها اعلان الافلاس .
واضافت "يديعوت احرونوت" ان المئات من مزودي البضائع للشبكة المذكورة حضروا الى فرعها في حوتسر بعد ان راجت شائعة الافلاس مطالبين بحوقهم من مجموع الدين المتراكم على الشبكة والبالغ 14 مليون شيكل وبعد نقاش ودي قصير تحول وبسرعه الى عمليات نهب انضم اليها فيما بعد المئات من الاشخاص العاديين الذين افرغوا رفوف الشبكة من البضائع ولم تنجح الشرطة في ردعهم واستمروا في عمليات النهب مدة 4 ساعات متواصلة هي نصف ساعات عمل يوم الثلاثاء " حيث جرت عملية النهب الجماعيه الهادفه لاسترداد الديون .
واذا جاز لنا التعبير فانه يمكن رصد حالة ايجابية واحدة في بحر السواد الاقتصادي الاسرائيلي تتمثل بنجاة مصنع " فري هاجليل " القائم في شمال البلاد من الاغلاق بعد ان قررت شركة " حيتسي حينام " ابتياعه والاحتفاظ بعماله الذين تظاهروا طيلة الاسبوع الماضي للمطالبة بانقاذ مصدر رزقهم الوحيد .