وداعا ايها الثوري النائب الرياضي أكرم الهيموني *بقلم : خالد القواسمي
نشر بتاريخ: 06/03/2009 ( آخر تحديث: 06/03/2009 الساعة: 13:30 )
الخليل - معا -تتطاير وتهرب الافكار وتضيع الكلمات وتتلاشى المفردات وأحاول الكتابة والتعبير عن مشاعر الحزن العميق الذي نشر ظلاله دون مقدمات وجثم على الصدور بثقله برحيل المناضل الاخ والصديق نصير الاسرة الرياضية والثورية النائب أكرم الهيموني.
أخيرا سقط السيف بعد ان ظل مشهرا لاكثر من ثلاثة عقود من الزمن في وجه قوى الشر والطغيان التي لم تستطع من هزيمة روحه ومعنوياته وقناعاته وآرائه الوحدوية ،ذاك السيف الذي أغمد بعد مشوار وحياة حافلة بالعطاء على كافة الجبهات .
اكرم الهيموني الفارس الذي ترجل أخيرا يمثل الطفل البريء والمقاتل الشجاع رقيق كنسمة صيف وشفاف كالبلور ومعطاء كالارض وغزير كالمطر وقوي كالسنديان هادىء وصاخب كالبحر .
عرفناه منذ صباه وهو يتنقل بين ساحات ملاعبنا عرفناه رياضيا في ناديه الأم الاهلي الخليلي عندما كان يمارس هوايته الرياضية في لعبة المصارعة فقد كان بطلا نموذجيا بكل ما تحملة الكلمة من معنى .
سجن وطورد وعاش مأساة شعبه بكل جوارحه كان طموحا يتطلع للمستقبل ولحياة افضل لشعبه لم يخف الموت ولم يرتجف عند مقارعته محتلي وطنه وقف شامخا كالطود يعلو ويعلو غير مكترث بالعواصف والرياح العاتية فمسيرته النضالية حافلة وزاخرة يشهد لها العدو قبل الصديق نعم انه أحد الرجال الرجال من خريجي المدرسة العرفاتية الاصيلة ومن عشاق مدرسة ابا جهاد وابا اياد .
اكرم الهيموني رجل العمل المؤسسي سخر حياته لابناء شعبه في كافة الميادين فرياضيا كان أهلاويا قلبا وقالبا ومساندا شبابيا ومؤسسا لنادي بيت الطفل الفلسطيني وصديقا لنادي طارق ابن زياد في الخليل أحبه الجميع ولم يبخل في عطاءه فقد عاش لاجل الرياضة والرياضيين فاحبهم واحبوه ولتأتي لحظة الوداع لتختطفه يد المنون وبشكل مفاجىء وتبكيه الاسرة الرياضية ورجالات محافظة الخليل وفلسطين بأكملها .
لقد ظل مؤمنا وداعيا للوحدة بين الاخوة وكان يحذوه الامل في ذلك والتغلب على المصاعب التي تواجه ابناء الشعب الواحد فقد بقي مؤمنا حتى اللحظة الاخيرة بتحقيق الوحدة .
رحمك الله أيها الاخ والصديق ابا محمد أيها الفارس المقدام الذي ترجل قبل الموعد واغمد سيفه قبل الأوان لقد رحلت عنا جسدا وبقيت روحك تحوم بيننا في كل مكان .
لقد رحلت ايها الانسان قبل ان تكون نائبا تذود عن حياض الشعب رحلت بقلبك الحنون العطوف رحلت عنا ونحن في أمس الحاجة لرجال من امثالك في زمن اصبح وجود الرجال نادرا جعل الله مثواك الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا وانا لله وانا اليه راجعون.