الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لماذا اغتالت إسرائيل خالد شعلان؟

نشر بتاريخ: 07/03/2009 ( آخر تحديث: 07/03/2009 الساعة: 16:36 )
غزة - معا - لعل الأسئلة تكثر عن ذاك المقاتل الذي اخترقت إسرائيل في عملية اغتياله أجواء الهدوء النسبي بعد الحرب الأخيرة علي غزة، وما الأسباب التي دفعت الاحتلال لاغتياله.

أسئلة كثيرة يطرحها الغزيون عن عملية الاغتيال، فإسرائيل اتهمت قبل أيام سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بالمسؤولية عن عملية قصف عسقلان بصاروخ مطور شبيه بصواريخ الجراد مخترقاً التحسينات التي أحدثتها بلدية عسقلان علي المدارس التي اخترق جدار إحداها ذاك الصاروخ.

وهدد قادة الاحتلال كما ذكرت سرايا القدس بدفع الثمن عن العملية، واجتمع الكابنيت الإسرائيلي جلستين خلال 24 ساعة لبحث قضية إطلاق الصواريخ، وبادر جيش الاحتلال في عملية بالتنسيق مع الشاباك إلي اغتيال القيادي بالسرايا "خالد حرب شعلان" والذي اتهمه بيان الجيش بأنه المسئول الأول عن تصنيع وإطلاق الصاروخ.

المتحدث باسم سرايا القدس تحدث لـ "معا"، رافضاً النفي أو التأكيد حول مسؤولية شعلان عن عملية إطلاق الصاروخ الأخير على عسقلان والذي أدي لتنفيذ قرار اغتياله بأروقة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

وقال "إن الاحتلال اتهم سرايا القدس بالمسؤولية عن عملية إطلاق الصاروخ في نية مبيتة لاستهداف قيادة السرايا، ومنذ الوهلة الأولى توقعنا أن تطال الاغتيالات قادتنا ومجاهدينا وهذا ما بادر إلي تنفيذه الاحتلال باغتيال القائد "خالد شعلان" واستهداف مجموعة أخرى وسط القطاع صباح الخميس".

وأوضح المتحدث "أن القيادي شعلان يعد من أبرز قادة سرايا القدس بالقطاع، وأحد مهندسي ومطلقي الصواريخ باتجاه المستوطنات المتاخمة للقطاع".

ولد الشهيد القائد "خالد حرب خالد شعلان" (24 عام) في مخيم جباليا، بالخامس والعشرون من نوفمبر لعام 1985، ودرس المراحل الإبتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس المخيم، ولم يكمل الشهيد تعليمه الجامعي بسبب الظروف التي أحاطت بعائلته كباقي العائلات الفلسطينية التي عانت ظلم الاحتلال، وعمل في عدة أعمال لمساعدة ذويه في مصاريف الحياة.

ويعد الشهيد القائد "خالد" السادس بين أشقائه الشباب، حيث له خمسة من الأشقاء وسبعة من الشقيقات، وقد تزوج منذ نحو عام.

وينتمي الشهيد لحركة الجهاد الإسلامي منذ صغره وهو يبلغ من العمر 15 عاماً، وبدأ يتدرج في العمل التنظيمي، حتى انطلقت انتفاضة الأقصى الحالية وعمل ضمن صفوف مجاهدي سرايا القدس الجناح العسكري للحركة، وقد شارك في عدة عمليات جهادية بارزة مع بداية اندلاع الانتفاضة وبالتحديد إطلاق قذائف الهاون، وقد عمل بالمساواة في إطلاق الهاون ضمن وحدات الرصد الخاصة، وتدرج بالعمل التنظيمي ليعمل ضمن صفوف وحدة التقنية الخاصة بتصنيع الصواريخ محلية الصنع.

وشارك الشهيد في عشرات عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه البلدات والمواقع والمدن الاسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، وكان هدفه المفضل دوماً مدينة عسقلان التي أطلق باتجاهها عددا كبيرا من الصواريخ، وكان للشهيد شرف إطلاق أول دفعة صواريخ من طراز "قدس" المزدوجة والتي أشرف عليها إلي جانب الشهيد القائد "محمد أبو عبد الله" (أبو مرشد) علي تصنيعها وتطويرها ثم قام بنفسه بالإشراف على إطلاقها.

وكما كان للشهيد دوره البارز في تنفيذ عدة عمليات ضد أهداف اسرائيلية، فجر خلالها عدة جيبات عسكرية، كان آخرها في 31-5-2008، حيث نفذها بالاشتراك مع مجموعات عماد مغنية إلي الشرق من منطقة أبو العجين شرق وسط القطاع.

كما كان للشهيد شرف التصدي للتوغلات الاسرائيلية التي كانت تقع في المناطق الشمالية من قطاع غزة، وكان له دوره البارز في التصدي للاجتياح الكبير الذي وقع بمنطقة جباليا عام 2004، وكذلك اجتياح منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا الكبير في شهر نوفمبر عام 2006م، وكان له دوره البارز في عملية التصدي للمحرقة التي طالت المنطقة الشرقية لجباليا وكان يقود مجاهدي سرايا القدس بالمنطقة، كما كان له شرف بارز في التصدي للمعارك الأخيرة بغزة وتمكن بتاريخ 8-1-2009 من إطلاق قذيفة R.P.G باتجاه قوة اسرائيلية كانت تتمركز في منزل "أبو طارق دردونة" قرب جبل الكاشف وقد اعترف الاحتلال بعد ساعتين من تنفيذ العملية بمقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين.

كما تمكن خلال الحرب الأخيرة على القطاع من إطلاق 33 صاروخاً من أصل 262 صاروخ من طراز "قدس" أطلقتها سرايا القدس علي البلدات الاسرائيلية المحاذية للمنطقة الشمالية، حيث كان مسؤولاً عن الوحدة الصاروخية بالمنطقة، والتي ارتقي خمسة من عناصرها وهم المجاهدين "محمد الهندي، وعبد الناصر عودة، وأنور أبو سالم، وأسامة لبد ورائد الملفوح".

وشهد السابع والعشرون من يونيو 2007، أولي عمليات الرد على اغتيال القيادي البارز بسرايا القدس "رائد أبو فنونة"، حيث تم إطلاق صاروخ مطور من طراز "قدس" من تصنيع وإطلاق الشهيد القائد "أبو معاذ" باتجاه مدينة عسقلان واعترفت المصادر العبرية بذاك اليوم بمقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين بجراح.