الوحدة الفتحاوية بقلم / سري القدوة رئيس تحرير جريدة الصباح /فلسطين
نشر بتاريخ: 24/12/2005 ( آخر تحديث: 24/12/2005 الساعة: 19:29 )
لقد تربينا في البيت الفتحاوي على أسس الوحدة والمحبة والأخوة وممارسة
الديموقراطية ضمن قاعدة المركزية الديموقراطية والديموقراطية المركزية التي هي
أساس ومنهج فتحاوي أصيل ننتمي إليه ونمارسه بكل حكمة من أجل المستقبل ومن أجل
حماية منهجية الحركة .
وما من شك بأن عدم الأخذ برأي القاعدة التنظيمية يشكل أزمة حقيقية ستصيب الحركة
بالشلل ، وأيضاً عندما لا تلتزم الأطر القيادية المركزية بالنظام الأساسي
ولوائح العمل الداخلي التنظيمي وتسود المزاجية والمصالح الشخصية على حساب
المجموع الفتحاوي أيضاً ستصاب الحركة بشلل تام وبانهيار.
إن حالة الانهيار الفتحاوي الناتجة عن تشنج المواقف أدت إلى حالة غير طبيعية
في الجسم الفتحاوي ومن الممكن أن تقود الحركة بشكل أو بآخر إلى الانهيار التام
وخاصة في ظل المتغيرات الفصائلية على الساحة الفلسطينية وتحول التيار الإسلامي
إلى حزب سياسي اجتماعي عامل وهذا سيكرس التنافس الحقيقي وسيدخل المنطقة إلى تحليلات ونتائج جديدة.
إننا أمام معطيات حقيقية ومنعطف خطير سيقود الحركة إلى الإنقسام وبالتالي يجب
أن تسود الحكمة والعقلانية في معالجة الخلاف داخل البيت الفتحاوي وعلى ارضية
أننا شركاء في النضال وخاصة أننا أمام تنافس شريف وأمام استحقاقات حركية
ومعان وقيم نبيلة لا يمكن لأحد معالجة الخلاف القائم في رسم سياسة التفسخ
والانقسام في البيت الفتحاوي.
ن أخطر ما نمارسه هو أن تسود المواقف الشخصية على العمل التنظيمي وهذا يعكس جو
من الاستهتار بمقدرات الحركة وقدرتها على التواصل والاستمرار في حماية جماهيرنا
وحماية منهجيتها الثورية والتي هي صمام الأمان لشعبنا.
إن التاريخ لن ولم يرحم كل من يحاول المساس بقدرة الفتح وعطائها ومنهجيتها
وديموقراطيتها وأهدافها ومكاسبها وإنجازاتها الوطنية التي تحققت بعطاء الشهداء
وتضحياتهم خلال مسيرة امتدت خلال خمسين عاماً قدمنا فيها الشهداء تلو الشهداء
فمن الشهيد عبد الفتاح حمود إلى الشهيد الخالد ياسر عرفات والقافلة مستمرة،
فهذه الحقيقة ليست حبراً على ورق ، وهذه الكلمات التي نكتبها ليست لتجميل
المقال أو الكتابة بعبارات تدغدغ المشاعر بل هذا هو الواقع الذي تعيشه حركة فتح
بقوة وإيمان راسخ بالعدالة والمنهجية الوطنية الحقة التي يجب أن تنطلق لتنهض
وتستمر للحفاظ على وحدة الحركة واحدة قوية متينة من أجل مستقبل أجيالنا ومستقبل
حركة فتح التي انطلقت أساساً من رحم معاناة شعبنا لترسم معالم الدولة
الفلسطينية المستقلة ومن أجل تحرير فلسطين كل فلسطين والتي كانت بندقيتها ومن
لحظة الانطلاقة من أجل فلسطين كل فلسطين فهذه منهجية فتح التي تربي جيل تلو
الآخر على أسسها ومبادئها وأهدافها.
من خلال حرصنا على المستقبل ومن أجل وحدة الحركة نناشد الجميع بالامتثال إلى
قاعدة الديموقراطية المركزية والمركزية الديموقراطية وممارستها بعيداً عنالمصالح الشخصية والذاتية ومن أجل مستقبل فتح ومن أجل أن تكون هي الطليعة وفي المقدمة ومن أجل أن تزدهر فتح في عام 2006 يجب علينا تجسيد وحدة الحركة في البناء والأطر الانتخابية وتكريس وحدة الحركة في قوائم فتح المرشحة للمجلس التشريعي.
ويجب علينا أن نعمل على أن تخوض فتح انتخابات التشريعي في قائمة واحدة وليست
عدة قوائم لأن فتح لا تحتمل القسمة على اثنين فهذا هو المناخ الطبيعي والاتجاه الحقيقي لوحدة الحركة وضمان النتائج الإيجابية وفوزها المؤكد في انتخابات التشريعي القادمة لأننا جميعاً ندرك الحجم الطبيعي لحركة فتح إذا ما تم ترشيحها للانتخابات التشريعية بقائمة واحدة.
إننا ندرك حجم القاعدة الجماهيرية العريضة التي بنتها فتح على مدار الخمسين
عاماً وندرك بأن لفتح من الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين النصيب الأكبر من
العدد الإجمالي لأبناء شعبنا وندرك بأن حركة فتح بقيادتها وكوادرها وأعضائها
وأبنائها وجماهيرها لقادرون حقاً على اجتياز الانتخابات التشريعية وأن تعقد
المؤتمر الحركي السادس إذا ما توحدت الإرادات وابتعد الكل منا عن البحث عن
الذات وهنا نقول للجميع وبوضوح ،، لا تدمروا فتح في البحث عن الذات ،، لا
تدمروا فتح في البحث عن المصالح الشخصية الأنية والفئوية وليكبر بنا العطاء
ولتكبر بنا الفتح عملاقة فكراً ونهجاً وتجربة وحقيقة من أجل مستقبل الحركة ومن
أجل إرادة أجيالنا القادمة.
إن أبناء الفتح وفي كل المواقع مطالبون اليوم ووفاءً منهم لدماء شهداء الفتح
مطالبون جميعاً بالوقوف وقفة رجل واحد رافعين شعار الوحدة .. رافعين شعار فتح
واحدة لا فتحين كما علمنا زعيمنا الخالد الرمز ياسر عرفات بأن نكون وحدويون في
ظل المواقف الصعبة والعصيبة التي تعصف بنا والتي تقودنا إلى التدمير والدمار
والانهيار.