الكفيفةحسناء:قدوتها ليلى عطشان وامنيتها ان تلتقي المنشدة رغد وزان
نشر بتاريخ: 09/03/2009 ( آخر تحديث: 10/03/2009 الساعة: 13:34 )
طولكرم - تقرير معا - كثيرة هي القصص والتقارير الإنسانية التي تواجه إعلاميي وصحفيي فلسطين، تحت الإحتلال ، وهم يرصدون ما يعيشونه من محاولات تهويد وسلب وإذلال، عدا عن ضيق العيش وقلة العمل، إضافة لما احدثه الإنقسام من فرقة ،منها ما هو ظاهر، واخر باطن.
طفلة بعمر الورد لا ينقصها شئ سوى النظر:
إسمها حسناء عمرعبد الله عمر، مولودة يوم 16-8-2000، طالبة في الصف الثالث الإبتدائي، تلتحق في مدرسة القبس للكفيفات بمدينة رام الله، إستقبلتني وزميلي المصور على بوابة منزلها الكائن في ضاحية شويكة برفقة والدها، رحّبت، وإبتسمت، ومن ثم جلست معنا في غرفة الضيافة.
تقول حسناء وبلسانها رغم صغر سنها : " على الرغم من انني كفيفة، إلا انني امارس حياتي الطبيعية كأي طفلة، اتنقل في غرف المنزل، أستمع للتلفاز، وأستعمل الدراجة الهوائية، اذهب الى منزل عمي المجاور، أشتري حاجياتي من الدكان قرب منزلنا، العب مع صغار حارتي ".
وتضيف، آتي الى أسرتي كل أسبوعين مرة، معظم أيامي في مدرسة القبس في رام الله، أمارس كل ما هو مفيد لي هناك، وخاصة مع التعاون الكبير الذي القاه من قبل المشرفات والمرشدات والمعلمات، ورغم ذلك كله " أشتاق لأبي وأمي وأخوتي ".
صديقة العطشان .. وتتمنى لقاء الوزان:
حسناء وكما قالت، هي صديقة للكفيفة ليلى العطشان خبيرة في علم النفس ومجال مكافحة المخدرات، فهي عرفتها عن قرب، والتقت معها كثيراً، وتحب ان تكون مثلها، مثالاً للمرأة الفلسطينية، على الرغم من أنها كفيفة، إلا أنها إستطاعت ان تصل الى هدفها، وعمل ليل نهار من أجل قضيتها، وبعلمها أنارت الطريق المظلمة التي امامها.
وتتمنى حسناء ان تلقى المنشدة الصغيرة رغد الوزان، والتي تستمع لأناشيدها من خلال قناة طيور الجنة الفضائية الأردنية، لدرجة انها ترتدي " بلوزة صوف " وردية اللون قالت ان رغد ترتدي مثلها في إحدى الكليبات التي تنشد فيها، مضيفة انها تحب أنشودة " مر العيد، والثعلب والأرنب، و لما نستشهد بنروح الجنة "، متمنية ان تلتقي رغد في اقرب فرصة لتقول لها " أنا أحبك ".
وتشير الطفلة الكفيفة حسناء، انا لا أسمع الأغاني، وأكتفي بسماع القرآن الكريم، والأناشيد التعليمية الدينية، حتى ينوّر الله طريقي ويبعد عني الشياطين والسوء.
تتمنى إقتناء حاسوب وطابعة...لكن سعرهما مرتفع جداً:
وكزميلاتها في المدرسة، تتمنى حسناء ان تقتني جهاز حاسوب ناطق كي تستخدمه في منزلها إلا ان ثمنه باهظ ووالدها غير قادر على شرائه بسبب وضعه المادي الصعب، وتقول : " أستخدم هذا الحاسوب في مدرستي، أدخل من خلاله لمواقع الإنترنت، وأكتب ما أشاء، وأستمع لما أشاء، فهو مفيد جداً بالنسبة لي ".
كما تتمنى حسناء ان يكون لديها جهاز " بريل " لطباعة الأوراق للمكفوفين، فمن خلاله تستطيع طباعة ما تريد، مؤكدة انها قادرة على إستخدامه لأنها تدربت عليه من خلال المدرسة، لكن ثمنه باهظ هو الآخر، مناشدة المؤسسات التي تعنى بالطفولة والمكفوفين مساعدتها لإقتناء الحاسوب والطابعة.
تحب من الخضار الجزر...ومن الفواكة التفاح:
وبإبتسامة الطفولة تقول الطفلة حسناء : " احب أكل الجزر لأنه يقوي النظر كما يقولون، ولأنني كفيفة اتمنى ان يعود لي نظري، كما انني أحب أكل التفاح لأنه مفيد للجسم، فأنا أكثر من ذلك.
بعد ان كانت وحيدة لمدة 9 سنوات..اليوم لها أخوان:
تقول حسناء : " طيلة الــ(9) سنوات كنت وحيدة لا أخ ولا أخت، لكن الله رزق والداي بإثنين من التوأم، أنا سعيده بهما جداً، وأنا من أسماهما، الأول " نور الدين " حتى ينير الله طريقة، ولمعرفتي بهذه النعمة العظيمة التي انعم بها الله على عباده، والثاني " يحيى " تيمناً بالنبي يحيى عليه السلام، متمنية لهما السعادة.
أبو النور في خدمة الجمهور:
هكذا إختار مسماه، وهكذا عرّف على نفسه في البداية، والد الطفلة حسناء " عمر عبد الله عمر " أبو النور"، يعمل في محل " سمانه " في مدينة طولكرم، يتقاضي يومياً (60) شيكلا، ويعمل في الوردية الليلية، من الساعة الرابعة مساءاً وحتى السابعة صباحاً، عليه " دين " مبلغ (2000) دينار اردني، اخذهما " قرضة " من أحد المعارف ليتمكن من الزراعة.
تزوج ابو النور في العام (1991) وبقي ينتظر " الخلفة " لمدة (11) عاماً، وعقب رحلة طويلة من العلاج والزراعة المكلفة، رزق بالطفلة حسناء، إلا ان زوجتة تعرضت للإجهاض في الشهر السابع ووضعت حسناء كفيفة، وتوفي إثنين كانا معها.
توقف أبو النور لمدة (9) سنوات، وقام بالزراعة مرة أخرى، ليرزق بطفلين إثنين " نور الدين و يحيى "، يتعامل مع طفلته بمرونة تامة، ويعمل على توفير كل متطلباتها حسب المستطاع، معرباً عن أمله بالمساعدة في الحصول على الحاسوب والطابعة، مشيراً الى ان الزراعة الأولى كانت تكلفتها (12) ألف شيكل، والثانية (15) الف شيكل.
وينهي أبو النور " هنالك إلتزامات كبيرة اتحملها، مطلوب مني لحسناء وحدها مبلغ (1000) شيكل شهرياً، ما بين مواصلات وكسوة، عدا عن إخوانها التوأم، من حليب و" فوط " وعلاج وكسوة ".