وضع حجر الاساس لاعادة بناء مخيم نهر البارد
نشر بتاريخ: 09/03/2009 ( آخر تحديث: 09/03/2009 الساعة: 21:58 )
بيت لحم- معا- بدأ اليوم الاثنين رسميا اعادة بناء مخيم للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان بعد 18 شهرا من هجوم للجيش اللبناني على متشددين اسلاميين حول منازل كانت تأوي 30 الف ساكن الى انقاض.
ووضع حجر الاساس لبناء مخيم جديد في نهر البادر في احتفال نظمته الحكومة اللبنانية ووكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) التي ترعى اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الاوسط.
وحضر الاحتفال كارين أبو زيد مفوض عام الأنروا وعدد من سفراء وممثلو الاتحاد الأوروبي والدول العربية والمنظمات والهيئات الدولية والعربية والمحلية، وقادة الفصائل الفلسطينية وممثلو اللجان الشعبية.
وقال ممثل منظمة التحرير في لبنان عباس زكي، إن هذه اللحظة استثنائية ولحظة تحقق الوعد الجميل الصادق الذي أطلقه رئيس الوزراء اللبناني، بحتمية إعادة إعمار المخيم.
ونقل زكي تحيات الرئيس محمود عباس، والقيادة الفلسطينية التي تنظر إلى هذا اليوم لبدء ورشة إعمار المخيم بفارغ الصبر.
واضاف" أننا جئنا لنقول أن الانتصار على الإرهاب لا يكتمل إلا بإعادة الإعمار، مضيفا أنه إذا هزم الإرهاب عسكريا أمام الجيش اللبناني فلا بد من هزيمته أمام أهلنا في المخيم عبر بناء منازلهم وعودة الحياة إليها."
وأكد أن منظمة التحرير والدولة اللبنانية ووكالة الأنروا، وبالتعاون مع المجتمع الدولي وبعض الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، ودولة قطر، وعدد من المنظمات الدولية الأهلية والمحلية ورئيس تيار المستقبل سعد الدين الحريري، قد بذلنا ما في وسعنا لتوفير متطلبات الإغاثة السريعة والطارئة لأهلنا في المخيم.
وبين زكي أن تلك الإغاثة لم تصل إلى المستوى المطلوب بما يتناسب مع معايير حقوق الإنسان في لحظة نكبته القسرية لتأمين أبسط حاجاته الأساسية من الغذاء والكساء والدواء والسكن اللائق بكرامته.
وشدد على ضرورة بذل جهد إضافي في حقل الإغاثة الطارئة ريثما ينتهي الإعمار، مشيرا إلى أنه ما زال أمامنا الكثير لكي نقدمه للضحايا سواء في حقل السكن أو العناية الصحية والعناية الغذائية دون أن ننسى مشكلات التعليم لطلابنا، وأخص منهم الجامعيين الذين ما زالوا تحت وطأة فقدان مقاعدهم الجامعية، وتعويض أصحاب المؤسسات التجارية.
وأضاف أن التزامات الدول المانحة ليست كافية حتى اللحظة لإنجاز إعمار المخيم وفق المخطط التصميمي المتفق عليه، كما أن الأموال الموجودة لا تسمح لنا بأن نسير بعملية الإعمار حتى نهايتها المرجوة ما لم تسدد الدول المانحة التزاماتها.
وناشد زكي كل من يهمه الأمر بذل الجهد المطلوب من أجل الوفاء بالاستحقاقات المالية الكفيلة بإطلاق ورشة الإعمار من دون توقف ليصبح الوعد الصادق متحقق أمام أعيننا في الواقع ولنعود مرة أخرى إلى هذا المكان الخالي بينما هو يعج بالحياة بمظاهرها الجليّة والجميلة.
وتابع 'استطعنا انجاز الأساس العميق للتفاهم والتعاون مع الشرعية اللبنانية بكل مكوناتها السياسية والأمنية، وحققنا الانتصار العسكري والأمني على الإرهاب، كما استطعنا التفاهم مع الشرعية اللبنانية على أن تتولى قوى الأمن مسؤولياتها في هذا المخيم، على قاعدة أننا نطبق بأمانة وصدق قناعتنا بأننا ضيوف في هذا البلد حتى عودتنا إلى دولة فلسطين، ونحترم السيادة اللبنانية على كل أراضيها بما فيها المخيمات ونخضع للقوانين المرعية'.
وأضاف نتطلع بالمقابل لأن تكون علاقة الدولة اللبنانية بكل مكوناتها بهذا المخيم نموذجا يحتذى مبني على فهم وتطبيق دقيق لحقوق الإنسان واحترام الحياة والعيش الكريم على قاعدة السيادة للبنانيين والكرامة للفلسطينيين.
وأشار إلى أن أهالي مخيم نهر البارد تحديدا كان لهم نشاطهم الاقتصادي المميز الذي جعلهم غير محتاجين لأية مساعدة أو إغاثة لسنوات طويلة مضت، وهذا ما يستدعي منا جميعا أن لا نغفل خسائرهم وأن نوفر لهم فرص العمل.
بدوره قال رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني خليل مكاوي، نلتقي اليوم لنؤكد التزامنا على إعادة الإعمار والتنمية لمخيم نهر البارد رغم كل الصعوبات التي تعترضنا، مؤكداً تقديره للاهتمام العربي والدولي لتوفير وتأمين الموارد التي تتطلبها إعادة الإعمار.
وشدد على التضامن بوجه العبث بالعلاقات اللبنانية الفلسطينية، مشيرا إلى أن العلاقات اللبنانية الفلسطينية على مدار التاريخ ثابتة راسخة.
وأكد على حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى دياره وتحريرها وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، موضحاً تلاقي الشرعيتين الفلسطينية واللبنانية في مواصلة التشاور والتحرك لإعادة الإعمار والسعي مع الدول الصديقة لإكمال المشروع.
كما أكد أن إعمار المخيم مسؤولية عربية ودولية، وأن قسطا من هذه المسؤولية هو في الجانب التنفيذي منه وهو على عاتق وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأنروا' التي لها دورا حيويا بالتنسيق مع الحكومة ومع أهالي المخيم.
وقال سالفاتور لومباردو مدير الاونروا في بيروت لرويترز بعد مراسم وضع حجر الاساس "هذا رمز على تصميمنا على اعادة بناء هذا المخيم."
وأضاف "انه رد كذلك على خمسة الاف شخص ستتاح لهم الفرصة في غضون ما بين 12و 16 شهرا لاستعادة منازلهم."
لكن اللاجئين قد يضطرون للانتظار لمدة شهر واحد على الاقل قبل ان يبدأ البناء الفعلي. وقال لومباردو انه يتعين تفتيش الارض مرة أخرى بحثا عن ذخيرة لم تنفجر والحكومة اللبنانية التي كانت قد صادرت الارض يجب ان تقدم تصريح بناء.
وأضاف "نأمل الا تستغرق هذه المسائل القانونية أكثر من 30 يوما. وبعد ذلك سنوقع عقدا مع شركة بناء يتم اختيارها."
وقدم مانحون او تعهدوا للاونروا بنحو 52 مليون دولار لاعادة بناء نهر البارد وهو ما يكفي فقط لبناء قطاع واحد أو اثنين من ثمانية قطاعات من المخيم الذي كان مكدسا والذي يقع في بلدة قرب طرابلس في شمال لبنان.