مطالبا باختفائها من الحياة السياسية :النائب الشعيبي لمعا- وجود الاحزاب الصغيرة لا يخدم سوى مسؤوليها
نشر بتاريخ: 25/12/2005 ( آخر تحديث: 25/12/2005 الساعة: 21:35 )
بيت لحم- معا- وجه الدكتور عزمي الشعيبي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني في حديث لوكالة -معا- انتقادات شديدة اللهجة للاحزاب الصغيرة داعيا الى وجوب اختفائها من الحلبةالسياسية .
وقال د. الشعيبي " هناك هجرة من الاحزاب للسلطة ومن الاحزاب للمؤسسات الاهلية ولم تعد ثمة ضرورة لوجود الاحزاب السياسية الصغيرة في الحلبة السياسية الفلسطينية ".
واتهم الشعيبي مسؤولي هذه الاحزاب بالاستفادة من وجودها للمحافظة على ادوارهم و مصالحهم الشخصية فقط .
وحول ما اذا كانت مثل هذه التصريحات تثير حفيظة قادة هذه الاحزاب قال الشعيبي: لست عابر طريق فانا اعرفهم ويعرفوني ولا اتحدث مطلقا من موقع المزاودة ولا من شعور ان لا دور لي بل من شعوري وقناعتي انهم اضاعوا فرصة تاريخية لانشاء التيار الثالث اذ للاسف لم يكن الخلاف على برنامج سياسي ولا اوليات وطنية بل كانت اشكالية على ترتيب الاسماء وخاصة للذين يتبوأون المواقع الاولى في تلك الاحزاب دون استثناء ممن شعروا ان وجودهم اكبر من نشوء وولادة اتجاه ديمقراطي محترم .
واعرب د الشعيبي عن اعتقاده ان هذه المشكلة ليست في فلسطين فحسب بل هي مشكلة التيار الديمقراطي في الوطن العربي حيث نجد الاخفاقات في مصر والاردن وتونس وذلك لعدم وجود برنامج ناجح يستقطب الشارع والجماهير التي تذهب لحزب السلطة او للحزب الديني فالتيار الثالث مغيب في الحياة العامة.
وردا على سؤال حول عدم ترشحه للانتخابات التشريعية القادمة قال د الشعيبي: انا مكثت مع زملائي في التشريعي حوالي عشرة اعوام مما يعني ستة اعوام فائضة عن التفويض من قبل الشعب وكان لدي شعور اننا اخذنا اكثر بكثير مما فوضنا من اجله ولا داعي للتمسك بالكرسي اضافة للاشكاليات في الحياة السياسية الفلسطينية وحتمية تعاقب الاجيال التي تتدافع لاخذ دورها وهذا حق وعلينا ان نفتح المجال للاخرين لاخذ دورهم وانا شخصيا كنت انادي بذلك ولا يعقل ان لا امارسه طوعا عدا عن ان الانسان يستطيع ان يعمل ويخدم في مرافق عديدة في الحياة السياسية التي لا تقف عند عضوية التشريعي او الوزارة فانا خدمت كعضو تشريعي وكوزير واستطيع اليوم ان اخدم من خلال مؤسسات المجتمع المدني .
وحول الصراع المحموم للقيادات الحزبية على المقاعد السلطوية يعلق الشعيبي بقوله: ان المعايير مفقودة ويصعب تقييم شعور الاشخاص حيث ترتفع الانا التي يعتقد البعض انه قادر عن التعبير عنها من خلال السلطة وقد تكون لتجربتنا اثر حين شاهدونا نتمتع بامتيازات كثيرة وشعروا ان من حقهم التمتع بهذه الامتيازات لذلك اجتاحت هذه الحالة النخب السياسية اضافة لكون الاحزاب في هذه المرحلة قد لا تلبي احتياجات الافراد لذلك تجد اشكاليات داخلية تصل الى مستوى اندفاع معظم الامناء العامين للاحزاب على رأس قوائم الترشيح.
وفي السياق نفسه كشف د الشعيبي لمعا عن حقيقة هذه الاحزاب الصغيرة التي لا تلعب دورا اساسيا في المشهد السياسي رغم ان فرصة مواتية اتيحت لهم عبر التواجد لتشكيل تيار ديمقراطي ثالث من خلال هذه الانتخابات ولكن العوامل الشخصية لدى البعض والتطلعات الذاتية لديهم حالت دون استثمارهم الفرصة .
ومن الجدير بالذكر ان د. عزمي الشعيبي نائب في المجلس التشريعي حيث نجح في انتخابات عام 1996 عن دائرة رام الله وكان اول وزير للشباب والرياضة في السلطة في الفترة ما بين عام 1994 حتى 1996، وشغل ايضا منصب رئيس لجنة الموازنة في المجلس التشريعي وكذلك رئيس اللجنة الاقتصادية، وهو طبيب اسنان من مواليد عام 1947 وكان منتميا سابقا للجبهة الديمقراطية وعندما قاد ياسر عبد ربه انشقاقا على نايف حواتمة التحق به لتشكيل حزب فدا.