في خيام اللجوء: معاقون ينتظرون إعادة الإعمار
نشر بتاريخ: 14/03/2009 ( آخر تحديث: 15/03/2009 الساعة: 00:09 )
غزة - خاص معا - إلى أن يتفق المتحاورون بالقاهرة ويشكلون حكومة تأخذ على عاتقها إعادة إعمار قطاع غزة وتعويض المتضررين جراء الحرب، فإن مئات المعاقين من ذوي الاحتياجات الخاصة لن يواري جراحهم وآلامهم ومعاناة أسرهم إلا تلك الخيام.
في خيام مخيمات اللجوء الجديدة، سواء أكانت من نايلون أو بلاستيك أو قماش يتواجد المئات ممن خلقوا بإعاقة إما ذهنية أو جسدية وبالطبع فإن الخيام لن تكون مأوى مناسبا لهم ولا في أي حال من الأحوال، لا بالليل ولا بالنهار ولا تحت ضربات المطر ولا تحت شمس الصيف.
يخافون أن يحل الصيف وهم داخل خيامهم أو لعل من أخبر "معا" بذلك عائلاتهم التي تحاول أن تقدم لأبنائها المعاقين الخدمة المناسبة وبالخيمة فإن هذه الخدمات تظل قاصرة وضعيفة ولا تف بالمطلوب، هذا بالإضافة لآلاف المعاقين الذين خلفتهم الحرب على غزة منهم من فقد عينه وبيته ومنهم من فقد احد أطرافه أو كلها ومنهم من هو مصاب وتم إخراجه من المستشفى لاستكمال علاجه داخل الخيمة.
"معا" انتقلت إلى تلك الخيام وبالتحديد إلى مخيم العزة شمال مدينة غزة حيث غسلت النساء ملابسهن وملابس أطفالهن ونشرنه على حبال غسيل صنعنها بأنفسهن ومنهن من زرعت النعنع واليقطين بالقرب من خيمتها ومنهن والدة المعاق محمد نافذ السلطان التي بدت الدموع في عيونها وهي لا تعلم حقا أين تذهب بابنها المعاق في ظل اختلاط الحابل بالنابل بتلك الخيام.
قالت :" أشعر بألم حاد عندما تصرخ النساء في حال اقتحم ابني المعاق خيمتهن" مشيرة الى ان ابنها محمد ذو الأربعة عشر عاما ولد معاقا بنسبة 50% ذهنيا وبالتالي فهو لا يعرف طبيعة تصرفاته ودوما يتصرف بشكل غير محسوب.
النساء في تلك الخيام يشعرن بالخوف على أنفسهن وعلى حاجياتهن الخاصة كما أنهن لا يلقين باللوم على أمهات المعاقين فالوضع كما تقول الحاجة فاطمة السلطان واحد على الجميع وعام ويمكن لأي سيدة بينهن أن تشعر بمعاناة الأخرى.
وحسب الإغاثة الطبية في قطاع غزة فإن الحرب خلفت في شمالي القطاع والقرى الشرقية له قرابة 190 معاقاً ثبتت إعاقاتهم فيما يمكن بعد مضي ستة اشهر على الحرب استقراء عدد المعاقين وذلك حسب الأخصائيين، ومبدئيا فقد أسفرت الحرب عن جرح 5500 شخصا 20% منهم معاقين أي قرابة 1100معاق جراء الحرب لا زال 60% منهم يتلقون العلاج خارج قطاع غزة.
مصطفى عابد مسؤول الاغاثة الطبية في شمالي القطاع قال ان 45 معاقاً ما قبل الحرب دمرت منازلهم بشكل كلي وجزئي بعضهم وجد بيتاً وتم استئجاره من قبل ذويه فيما لا زالت 20 أسرة منها معاقون قدامى يسكنون خيام اللجوء والايواء الجديدة.
وحسب عابد فإن هذه الخيام لا تصلح للمعاقين ومنهم معاقون بضمور عضلات، وآخرون بشلل نصفي سفلي، وشلل دماغي وعدم توازن بالحركة مصحوب بتخلف عقلي، قائلا:" أن مخيم العزة لوحده بداخله خمسة معاقين ومن ذوي الاحتياجات الخاصة وهم أحمد تيسير بدر، حنين العطار وعوض العطار ومحمد نافذ السلطان وفؤاد خالد غنيم".
وبالعودة إلى والدة الطفل المعاق محمد السلطان فقد ناشدت كافة المؤسسات ذات العلاقة بالانتباه لمعاناتها ومعاناة مثيلاتها من أمهات المعاقين مشيرة إلى أنها لا تستطيع الابقاء على ابنها المعاق داخل الخيام، كما أنها تشعر بالإحراج من إرساله إلى بيوت أقاربها للاعتناء به في ظل غيابها بالخيام مع باقي أسرتها وهو ما يعيشه أغلب المعاقون القدامى الذين فقدوا منازلهم حيث يتم إرسالهم إلى أقاربهم وهو أمر لا يتحمله الكثير من تلك العائلات.