الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

السبت القادم ...بقلم ياسين الرازم

نشر بتاريخ: 15/03/2009 ( آخر تحديث: 15/03/2009 الساعة: 13:24 )
القدس - معا - القدس بشيبها وشبابها، بنسائها وأطفالها ومسجدها وكنيستها وأزقتها وشوارعها وبلداتها وقراها ومخيميها ومؤسساتها الاجتماعية والثقافية والشبابية والرياضية ستكون على موعد غير عادي من الفرح ، عندما يحتفل بها العالم العربي السبت القادم عاصمة للثقافة العربية ، عاصمة للثقافة تحت الاحتلال مقطعة الأوصال مخنوقة بجدار عنصري يحد من التواصل الإنساني بين أبنائها مهددة بالهدم والترحيل ومتوجة بخيام العز والفخار خيام التحدي والصمود في الشيخ جراح ورأس خميس وحي البستان .

السبت القادم لن يكون فقط يومأ لانطلاقة الاحتفالية ، بل أيضا يوم الاحتفال بنصر الكرامة ويوم الوفاء للام الفلسطينية التي سطرت أروع صفحات المجد من الفداء والتضحية والانتماء ، يوم الهوية الفلسطينية المقدسية والانتماء ، يوم الوفاء للشهداء والجرحى والأسرى ، يوم الطفل المقدسي المحروم من ابسط حقوقه في الحياة الآمنة ، يوم يرفع فيه الأذان المجلجل من المسجد الأقصى وتقرع فيه أجراس الكنائس وتدق فيه الطبول ويطلق فيه العنان للبيارق والبالونات لتغطي سماء القدس وتظللها بخيمة من الحب والانتماء والوفاء .

لن أتحدث عن الشح العربي والإسلامي في دعم وإسناد صمود القدس وأهاليها ومواطنيها ومؤسساتها على اختلاف مشاربها ، ولا عن الوعودات المالية التي ما غادرت إدراج المسئولين العرب وبقيت حبراً على ورق ، سأتحدث عن المقدسي في يوم القدس وأتخيل احتفال الطرف الأخر بيوم ضم القدس والمسيرات والاحتفالات الضخمة التي تجوب الشوارع في استعراضات استفزازية وحشر للمقدسيين في بيوتهم وقراهم التي تحولت إلى سجون كبيرة ، أتحدث عن القدس ومدى قدرة مؤسساتها الروحية والثقافية والاجتماعية والشبابية والرياضية أن تعمل وتقدم للقدس في هذا اليوم ، واعتقد إن بمقدورها عمل كل شيء إذا ما أرادت ذلك، وإذا ما قبلت بالتحدي وعبرت عن صمودها وثباتها ورغبت برد الاعتبار للقدس في يوم القدس ، وهي والله لقادرة على فعل ذلك وأكثر منه ، ولكن كيف وهي المحاصرة والممنوعة من كل شيء ؟

قد يكون من المحظور علينا الخروج بمسيرات وتنظيم الاحتفالات والمهرجانات ، ولكن لن يستطيع احد أن يمنعنا من شد الرحال إلى الأقصى وكنيسة القيامة والبلدة القديمة وأزقتها وأبوابها وشوارع صلاح الدين والسلطان سليمان والزهراء ؟ فهذه دعوة للكل المقدسي لكل شيخ وامرأة وشاب وطفل للقدوم إلى القدس ، دعوة للمسجد والكنيسة والمدرسة والبيت والنادي والجمعية للاحتفال العفوي بيوم القدس لنقول للعالم أننا ما زلنا في ارض الرباط وسنبقى حتى يأذن الله أمرا كان مفعولاً .

لن يكون لجميع الاحتفالات المبرمج انطلاقتها في المدن الفلسطينية والشتات الفلسطيني أية قيمة وأهمية حتى لو سلطت عليها جميع آلات التصوير وحظيت ببث مباشر من جميع الفضائيات العربية والعالمية ، إذا لم يسبق هذه الاحتفالات خروج أهل القدس عن بكرة أبيهم للشوارع المقدسية، لأنه من غير المعقول أن يحتفل العالم بنا ولا نحتفل نحن بقدسنا الحبيبة ، وقد يكون من المفيد التوجه للاتحادات الرياضية والأندية بتحويل جميع الفعاليات الرياضية للاحتفال بهذه المناسبة، وخاصة اتحاد كرة القدم الذي سيطلق في اليوم ذاته دوري الدرجة الثانية،وحبذا لو كان لاحتفالية القدس نصيب من حفل افتتاح الدوري الذي يحمل أيضا اسم دوري الكرامة فهذه دعوة لتنسيق الجهود بين القائمين على الاحتفالية والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في هذا اليوم .

تختتم الكلمات على أمل اللقاء في القدس في يوم الاحتفال بها عاصمة للثقافة العربية، ويوم وضع أولى اللبنات الشعبية لتحريرها من القيد وانعتا قها من الاحتلال لتعود قلب العالم الحر وعاصمة العواصم بل عاصمة كل من لا عاصمة له .